الرئيسيةبحث

الترقيم ( Punctuation )



التَّرقيم استخدام علامات معينة في الكتابة والطباعة لجعل هدف الكاتب واضحًا، وتُسمى هذه العلامات علامات التَّرقيم.

وقد استخدمت علامات التَّرقيم في الكتابة والطباعة منذ القدم. إلا أنَّ تلك العلامات كانت تستخدم وفقًا لرغبة الكاتب، ومدى توافر تلك العلامات في صندوق حروف الطِّباعة لدى ملاك المطابع. وعلى سبيل المثال، كان قدماء الإغريق يستخدمون دائمًا الفاصلة المنقوطة بدلاً من علامة الاستفهام المستعملة في الوقت الحاضر. وقد تطورت الطباعة والترقيم بشكل متسارع في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين وخاصة في إيطاليا. فأثناء هذه الفترة، بدأ ألدوس مانتيوس وهو مالك مطبعة ومجلِّدُ كتب إيطالي في استخدام مختلف علامات الترقيم بصورة أكثر انتظامًا. ويُعد عمله هو الأساس في الترقيم المستخدم حاليًا في الأنظمة الكتابية لكثير من اللغات. وقد استُخدمت علامات الترقيم في الماضي القريب أكثر من اليوم. أما الاتجاه السائد في الوقت الحاضر فهو استعمال أقل عدد ممكن من علامات الترقيم، بل وعدم استعمالها مطلقًا في بعض المواضع. كما نلاحظ أن الكتّاب في هذا العصر أقلُ تقيُّدًا بالقواعد القديمة لاستخدام علامات الترقيم.

النقطة (.):

تستخدم في نهاية جملة مثبتة أو منفية أو أمر وكذلك بعد معظم الكلمات المختصرة في معظم اللغات الأجنبية وتسمى أيضًا علامة الوقف. وتلاحظ وجود نقطة الوقف التام بعد الجملة التي قرأتها للتو. ولا تكتب الأرقام الرومانية متبوعة بنقطة. كما لا توضع نقطة عَقِبَ أرقام الصفحات في الكتب.

علامة الاستفهام (؟):

تستخدم بعد السؤال. كما أن كل سؤال مباشر يجب أن يكون متبوعًا بعلامة استفهام كما في المثال التالي: (هل تفهم هذه القاعدة ؟) أما بالنسبة للسؤال غير المباشر فلا ينتهي بعلامة استفهام، بل بنقطة كما هو موضح في هذا المثال: (سأل المحقق خالد عمن فعلها.) وفي الكتابة والطباعة باللغة الأسبانية، تستخدم علامة استفهام (مقلوبة) رأسًا على عقبٍ في بداية السؤال المباشر.

علامة التَّعجب (!):

تستخدم للتعبير عن شعور قوي: (يا لبرودة هذا الطَّقس !) وكذلك بعد الكلمات والعبارات أو الجمل الفرعية من هذا القبيل: (اسمع ! أنت الذي هناك! أتحاول الاختباء؟ !) وتُستخدم علامة التَّعجب في مناسبات قليلة إلا أنها تكثر في الكلام المباشر. ومما يجدر ذكره، أنَّه يتم في اللغة الأسبانية استعمال علامة تعجب مقلوبة في بداية تلك التعابير. ★ تَصَفح: علامة التعجب.

علامات الاقتباس ( ¸ · ):

ويتم فيها حصر الكلمات التي يقولها متكلّم ما، وتسمى كذلك علامتي التنصيص. وينبغي التأكيد على ضرورة وضع الكلمات المنطوقة فقط في إطار علامات الاقتباس كما في الأمثلة التالية: قال زيد: ¸أنا ذاهب للاتصال هاتفيًا بأختي.·، سألت أمي: ¸هل لدينا ضيوف على العشاء اليوم؟·.

وتستخدم علامات الاقتباس أيضًا عند نقل مادة بصورة حرفية من مصدر آخر. فنجد مثلاً أن كاتبًا ما يستعمل علامات الاقتباس لإبراز نص منقول عن كاتب آخر. وعند الاستشهاد بعدة فقرات توضع علامات الاقتباس عادة في بداية كل فقرة، وكذا في نهاية الفقرة الأخيرة. أما في حالة الاستشهاد بنصوص موضوعة داخل نص آخر تستشهد به، فينبغي استخدام علامات اقتباس فردية كما هو موضح في المثال التالي: (قالت: ¸عندما سألته أجاب لن أفعل ذلك·).

ويمكن أيضًا وضع عناوين الأعمال الكتابية القصيرة كالقصائد، والمحاضرات، والمواعظ الدينية، والقصص القصيرة داخل علامات الاقتباس. وهناك أغراض أخرى يمكن تحقيقها باستخدام علامات الاقتباس كجذب الانتباه إلى الاستعمالات غير المألوفة للكلمات مثل (¸أولاً· المشهورة ) أو عند الإشارة إلى الألقاب كما في هذا المثال: (كان حسن يدعى ¸الأحمر· لأن شعره كان أحمر).

النقطتان المتعامدتان أو الرأسيتان (:):

تستخدمان في الغالب بعد تعابير أو (كما يلي:). وتكون النقطتان متبوعتين دائمًا بقائمة: (إنّ أكبر الدول العربية مساحة هي: المملكة العربية السعودية والسودان والجزائر وليبيا).

الفاصلة المنقوطة ( ؛):

لها عدة استخدامات فهي تُسْتَخدم في الجملة المركبة، أي بين جملتين أساسيتين غير مرتبطتين بعضهما ببعض بأداة وصل: (انعطفنا حول الزاوية، ونحن نصرخ ونتمايل ؛ ولتباطؤنا في استخدام مكابح السيارة، انزلقت عجلاتها لتصطدم بالجدار).

وتستخدم الفاصلة المنقوطة بدلاً من الفاصلة بعد كل مادة من المواد التي يتم ذكرها في سلسلة تكون موادها طويلة ومعقدة، مثل: ★ تَصَفح: علامة التعجب ؛ الفاصلة المنقوطة ؛ علامة الاستفهام.

الشَّرْطَة (ـ ـ):

تدل على توقف مفاجئ في عرض فكرة ما، وهو مايسمى جملة اعتراضية يصعب إهمالها أو تأجيلها مثل:

(حَسِبْتُها ـ وكان رأيًا أحمق ـ صغيرة جدًا بحيث إنها لا تستطيع أن تعتني بنفسها). استخدم الشَّرطات لإبراز وتأكيد أمر أوردته لغرض التعريف أو التعداد كما في الجملة التالية:

كان لعمل كاتبين كبيرين ـ طه حسين والعقاد ـ أثر كبير في الثقافة العربية الحديثة.

الأقواس الهلالية ( ):

تستخدم لحصر أجزاء من الجملة يمكن حذفها بسهولة، وتكون المادة الموضوعة بين الأقواس الهلالية غير مرتبطة نحويًا ببقيَّة الجملة:

أوضحت لك (ولا تذكر متى كان ذلك) لماذا لا يمكنني أن أقوم برحلة طويلة.

وتدعى العلامة الأولى هلال الافتتاح بينما تُسمى العلامة الثانية هلال الإغلاق. كما يُطلق على مجموعة الكلمات المحصورة بين هاتين العلامتين الكلمات الاعتراضية الموضوعة داخل الأقواس الهلالية.

الأقواس المعقوفة [ ] :

وتوضع داخل الأقواس الهلالية المستخدمة بعد نص مستشهد به توضيحًا ولا تعتبر جزءاً من الكلام الفعلي للمتكلم: (¸أنا رجل بسيط· [ضحك].) ويمكن أيضًا حصر التوجيهات في المسرحيَّات داخل أقواس هلاليَّة أو معقوفة:

(رجل الأعمال [بأسلوب جاد]: لكنني أحتاج النقود. ([يغادر المنصّة.]).

الفاصلة (،):

تعتبر أكثر علامات التَّرقيم شيوعًا في الكتابة، ولها استخدامات أكثر من أي علامة أخرى. ونورد فيما يلي الاستعمالات الرئيسية للفاصلة مع بعض الأمثلة التوضيحية:

تُوضع بعد الكلمات أو العبارات أو الجُمل الفرعيَّة الواردة بشكل متسلسل:

(أكلنا خضارًا، وأرزًا، وسمكًا.) ـ كما تتبع أقسام العناوين والتواريخ: (وُلد في منزل رقم 15 شارع النصر، مدينة طوخ، محافظة القليوبية، مصر، بتاريخ 5/10/1944).

تُوضع بعض أدوات الوصل، والظروف، والعبارات، مثل الآن و مع ذلك، وبرغم ذلك، وعلى سبيل المثال، لتدل على انقطاع مؤقت في تركيب الجملة في مثل: حاول على سبيل المثال، أن تستدين نقودًا بدون إعطاء ضمان. وتستخدم بعد الكلمات أو العبارات أو الجملة الفرعية الواردة في بداية الجملة مالم يكن هناك ارتباط وثيق بينها وبين الجزء الرئيسي في الجملة مثل: إذا أجريت التَّجربة مرة أخرى، سأساعدك. وتُسْتَخدم بين الجملتين الفرعيتين اللتين تتكون منهما الجملة المركبة مالم تكن الجملة المركبة قصيرة مثل: وقفنا مذعورين عندما فوجئنا بالنهر الصغير الجارف، لكن أحدنا اكتشف وجود جسر على شكل شجرة ضخمة محطمّة. وتستخدم الفاصلة أيضًا في فصل الجملة الفرعية الثانوية غير المفيدة عن بقيّة الجملة مثل: فجأة أطلق الولد المُصْغي، الذي كان يلوذ بصمت تام، صرخة مروِّعة. وتستخدم الفاصلة لإبراز كلمة أو عبارة توضّح مصطلحًا ما. ويوصف المصطلح الثاني بأنه في موقع بدل للأول مثل: إن للرادار، وهو جهاز إلكتروني، أهمية في الحرب. وتستعمل لإبراز كلمات مثل: حَسَنًا، ونعم، ولا: نعم، شاهدنا الكسوف. وتُستخدم لإبراز الاستشهادات، وخاصة في المحادثة: (¸هل يمكنني، بدأ حديثه بخجل، أن أطلب يد ابنتك؟· وتُستعمل غالبًا لتجنُّب سوء الفهم ولجعل المعنى واضحًا مثل: لا، بارك الله فيك. بينما إذا حذفت الفاصلة في الجملة أصبحت الجملة ملتبسة أو انقلب المعنى.

الواصلة (-):

تُستخدم في الغالب لربط الكلمات المركَّبة مثل: (أنجلو ـ أمريكي) و (الهند ـ أوروبية) و(صواريخ أرض ـ أرض) ؛ كما تستعمل في نهاية السطر حيث تقسم الكلمة إلى مقاطع ويكتب جزء منها في السطر الذي يليه كما يحدث في اللغة الإنجليزية ولا يحدث ذلك في العربية.

الفاصلة العليا ( ' ):

تُستخدم في مواضع الأحرف المحذوفة في اللغات الأجنبية وخاصة في الإنجليزية والفرنسية وذلك في الكلمات التي يتمُّ اختصارها. وتحل الفاصلة العليا محل الأحرف المحذوفة في الكلمات المُستعملة في الشّعر وعند الإشارة إلى جماد أو حيوان. وتُستعمل الفاصلة العليا أيضًا لتدل على حالة الإضافة والملكية.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية