الرئيسيةبحث

الفلسفة الوضعية ( Positivism )



الفلسفة الوضعـية شكل مغاير للنظرية الفلسفية المسماة بالتجريبية، والتي تقول بأن كل أنواع المعرفة ترتكز على التجربة. وهناك شكلان رئيسيان للفلسفة الوضعية. وقد طور الفيلسوف الفرنسي أوجوست كونت (ت1274هـ، 1857م) الشكل الأول للفلسفة الوضعية في القرن التاسع عشر الميلادي. أما الشكل الثاني ويعرف باسم الوضعية المنطقية، فقد ظهر في العشرينيات من القرن العشرين الميلادي بين مجموعة من الفلاسفة يسمون بدائرة فيينا.

فلسفة كونت الوضعية:

تقوم على وصف تطوري للتاريخ من ثلاث مراحل. ووفقًا لكونت، فإن الفكر الإنساني يمر عبر ثلاث مراحل عرضها في مجلداته الستّة بعنوان مسار الفلسفة الوضعية (1830-1842م). وهذه المراحل هي:1- المرحلة اللاهوتية. 2- المرحلة الميتافيزيقية. 3- المرحلة الوضعية أو العلمية.

وفي المرحلة اللاهوتية يفسر الناس الوجود في علاقته بتصرفات الكائنات المقدسة. وخلال المرحلة الميتافيزيقية فإن التفسيرات يتم البحث عنها في علاقتها بالأسباب والمبادئ الأساسية. وفي المرحلة الوضعية يستخدم الناس المنهج الوضعي في تفسير الوجود. ويتكون هذا المنهج من الاستنتاج اعتمادًا على الملاحظة وحدها.

أصر كونت على استخدام المنهج الوضعي في جميع الدراسات العلمية، بما فيها دراسة الطبيعة البشرية. وقال كونت بأنه يتعين دراسة الطبيعة البشرية من خلال علمي الأحياء والاجتماع، والأخير مصطلح من اختياره. ونادى كونت بضرورة أن يهدف التقدم إلى السلطة الاجتماعية، وهي حالة اجتماعية ترتكز على العلم، وعلى دين الإنسانية الجديد. وأن على الفلاسفة أن يقرروا هذه الحالة وفقًا لمبادئ الوضعية.

الوضعية المنطقية:

تطورت من جانب دائرة فيينا بزعامة الفيزيائي والفيلسوف الألماني موريتز شليك. وتضم المجموعة الفيلسوف الألماني رودولف كارناب، والعديد من كبار الفلاسفة والعلماء الآخرين. وكان مبدؤها فكرة خلافية تسمى معيار التحقق من المعنى، ووفقًا لهذا المبدأ فإن كل الأقوال التي لا يمكن التحقق منها بالإدراك الحسي ـ ماعدا التعبيرات الرياضية والمنطقية التي يمكن إثباتها بالدليل والبرهان ـ هراء لا معنى لها. وكانت دائرة فيينا تهدف إلى تخليص العلم والفلسفة من مثل هذه الأقوال والأفكار التي لا يمكن التحقق من صحتها بالتجربة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية