الرئيسيةبحث

الالتهاب الرئوي ( Pneumonia )



الالتهاب الرئوي مرض يصيب الرئتين. ومعظم حالات الالتهاب الرئوي، تحدث نتيجة عدوى بالفيروسات، والبكتيريا، والفطريات أو أية جراثيم أخرى. وهناك حالات قليلة تحدث نتيجة حساسية، أو من استنشاق مواد كيميائية مُهيجة. وتختص هذه المقالة، بمناقشة الالتهاب الرئوي الذي تحدثه الفيروسات أو البكتيريا، وهما مسؤولان معًا عن معظم الحالات.

كان مرض الالتهاب الرئوي يقتل حوالي ثلث ضحاياه، قبل تطور المضادات الحيوية في فترة الأربعينيات من القرن العشرين. أما اليوم ـ مع توفر العلاج الطبي السليم ـ فإن أكثر من 95% من المرضى يحصلون على الشفاء منه بإذن الله. ولكن مازال مرض الالتهاب الرئوي في مقدمة الأسباب التي تؤدي إلى الوفاة في كثير من البلدان. وتعد الإصابة بمرض الالتهاب الرئوي، بالنسبة لمن يعانون أمراضًا خطيرة أخرى من أكبر الأخطار التي تهددهم، إذ يصعب عليهم جدًا الشفاء منه. ومن ضمن الحالات التي تزيد من خطورة المرض حالات انتفاخ الحويصلات الهوائية، وأمراض القلب، وتعاطي الكحوليات، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأمراض التي تضعف مقاومة الجسم للأمراض. وبالنسبة للأطفال، وكبار السن، فإن درجة تعرضهم لمخاطر الالتهاب الرئوي أكبر من المعدل العادي.

كيف يتطور الالتهاب الرئوي:

تحدث الإصابة في معظم الحالات عندما يستنشق شخص ما بعض الرذاذات القليلة التي تحتوي على الفيروس الضار، أو البكتيريا. ويتطاير هذا الرذاذ أو ينتشر في الهواء بمجرد أن يسعل شخص مصاب أو يعطس. وتحدث كثير من الإصابات عندما تبدأ البكتيريا التي تعيش طبيعيًا في الفم والأنف، والحنجرة بغزو الرئتين. والمعتاد أن تقوم أجهزة الدفاع الطبيعي في الجسم بمنع هذه البكتيريا من الوصول إلى الرئتين، ولكن إذا ضعفت فمن الممكن حدوث نوع حاد من الالتهاب الرئوي. وهذه الأنواع من العدوى تحدث عمومًا بين أولئك الذين أودعوا في المستشفى بسبب أمراض أخرى خطيرة.

هناك أنواع كثيرة من الفيروسات المسببة لأمراض الرئة، من بينها فيروسات الأنفلونزا ذاتها، وعدوى الجهاز التنفسي الأخرى. وكثير من أنواع البكتيريا أيضًا، يتسبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي. لكن معظم حالات البكتيريا تنتج عن طريق العدوى بنوع منها يُسمّى المكورة الرئوية وتُعرف أيضًا باسم العنقوديات وهناك نوع من البكتيريا يسمى الميكوبلازما الرئوية يسبب نوعًا شائعاً آخر من الالتهاب الرئوي، يحدث أساسا بين الأطفال، والشباب البالغين.

تسكن الجراثيم المسببة للالتهاب الرئوي في الجيوب الهوائية حيث يقوم الدم بعلمية استبدال ثاني أكسيد الكربون بالأكسجين. وهناك تتكاثر هذه البكتيريا سريعًا، وسرعان ماتمتلئ الجيوب الهوائية بسائل، وبكرات الدم البيضاء التي ينتجها الجسم لمحاربة العدوى.

الأعراض والتشخيص:

تختلف أعراض الالتهاب الرئوي باختلاف نوع البكتيريا المسبب له، وباختلاف الحالة الصحية العامة للمريض، قبل إصابته بالمرض. عمومًا، فإن التهاب الرئة الناتج عن البكتيريا تكون أعراضه أكثر حدة وتبدأ بصورة فجائية أكثر من تلك الحالات التي تسببها الفيروسات. فمعظم الحالات المتسببة عن البكتيريا تبدأ برعشة مفاجئة، مصحوبة بارتفاع درجة الحرارة، وبآلام الصدر. كذلك يعاني المرضى سعالاً جافًا مؤلمًا يخرج بلغمًا صدئ اللون. بينما تكون حالات الإصابة بالفيروس في معظمها معتدلة. ومن بين أعراضها ارتفاع درجة الحرارة، وضعف حالة المريض والسعال، وإخراج البلغم.

وعن طريق السماعة الطبية، يستطيع الطبيب أن يسمع أصواتًا مميزة آتية من الرئة تدل على وجود المرض. ويمكن لأشعة إكس (الأشعة السينية)، والاختبارات المعملية، أن تؤكد صحة التشخيص. أما تحديد نوع الميكروب المسبب للمرض، فإنه يتم عن طريق الاختبارات المعملية، إذ يقوم العامل الفني المتخصص بفحص عينة من بلغم المريض تحت المجهر. كما يعالج البلغم أيضًا بطرق مختلفة، حتى يمكن تنمية الكائن العضوي المُسبِّب للعدوى داخل المعمل، بحيث يمكن التعرف عليه.

العلاج والوقاية:

في علاج كل أنواع الالتهاب الرئوي، من الضروري أن يحصل المريض على راحة كاملة على الأقل لمدة يومين، أو ثلاثة، بعد انخفاض درجة الحرارة. بالنسبة لمرض التهاب الرئة الفيروسي، فليس هناك أي علاج محدد. ومعظم الحالات تشفى من تلقاء نفسها، خلال فترة زمنية تتراوح بين أيام وأسابيع قليلة. أما في علاج الالتهاب الرئوي البكتيري، فإن الأطباء يستعملون المضادات الحيوية. ويحقق البنسلين نتائج أفضل في علاج الحالات الناتجة عن المكورات الرئوية، لكن المضادات الحيوية الأخرى، تُعد أكثر فاعلية في علاج أنواع أخرى من التهاب الرئة البكتيري.

وتعطي لقاحات الأنفلونزا الجسم وقاية من الالتهاب الرئوي الذي تسببه فيروسات الأنفلونزا، وهناك لقاح آخر يحمي الجسم من الالتهاب الرئوي الناتج عن عدوى المكورات الرئوية. لكن الأطباء يصفونه لكبار السن فقط، والمرضى الذين يعانون طويلا هذا المرض،وأيضا لأولئك الأكثر تعرضا للإصابة بالالتهاب الرئوي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية