الرئيسيةبحث

المحراث ( Plough )



المحراث آلةُ تجهيز التربة للزراعة. ويعمل المحراثُ على حفر التربة وتقطيعها وتقليبها وتفتيتها حتى تصلح للزراعة. وينتج معظم الغذاء اللازم للإنسان والحيوان في كل أنحاء العالم من محاصيل نمت في حقول تمَّ حرثها.

يَحرُث المزارعُ التربة لعدّة أسباب. فالحراثة تقلِّل من صلابة الطبقة السطحية للتربة بعمق يتراوح بين 15و40سم مما يُسَهِّل عملية بذر الحبوب، كما تساعد على تغطية مخلفات المحاصيل السابقة، وقتل الأعشاب والحشرات وتزيد من تخلل الهواء داخل التربة مما يؤدي إلى سرعة تحلل المواد العضوية نتيجة لتوفر الأكسجين، ومن ثم تحرر العناصر الغذائية بسرعة. والنباتات النامية في هذه التربة تحصل على كمية كافية من الأكسجين بوساطة جذورها مما يؤدِّي إلى سرعة نموّها.

أنواع المحاريث

المحراث الحيواني استخدمه المزارعون عام 1853م تمامًا كما استخدمه قدماء المصريين، إلا أن هذا المحراث له قاعدة من الصلب.
المحراث الحيواني ذو العجلات يسمح للمزارع بالجلوس أثناء الحراثة.
محراث يُسْحب خلف قاطرة بخارية. اسْتُخْدِم في أوائل القرن العشرين. مثل هذه الآلة مكلفة وصعبة الصيانة.
توجد أربعة أنواع رئيسية من المحاريث: 1- محراث جرّار، 2-محراث حيواني، 3- محراث حيواني ذو عجلات، 4- محراث متعدد المقاطع. ويستخدم مزارعو الدول المتقدمة المحاريث الجرارة. أما في الدول النامية، فيستخدم المزارعون المحاريث الحيوانية. ولقد اختفت، تقريبًا، المحاريث متعددة المقاطع، والمحاريث الحيوانية ذات العجلات. وتُصْنَع المحاريث المستخدمة في وقتنا الحاضر من الحديد والفولاذ، لكن بعضها يُصْنَع من الخشب.

المحراث الجرّار:

لهذا النوع عدد من المجاريف تتراوح من واحد إلى عشرة مركبة على جسم المحراث. ويمكن تركيب سكاكين (نصل القرص) على جسم المحراث لتقطيع مخلفات المحاصيل.

المحراث الحيواني:

يُجَرّ هذا النوع بالخيول أو البغال أو الثيران. ويمشي المزارع خلف الحيوان ويمسك بالذراع لتوجيه المحراث.

المحراث الحيواني ذو العجلات:

لهذا النوع مقعد مركب على عجلات بحيث يجلس المزارع في أثناء الحراثة. تجر الخيل هذه المحاريث التي اخترعها جون دير عام 1875م، وهو حدّاد أمريكيّ.

المحراث متعدد المقاطع:

يُجَر هذا المحراث بالخيل أو الجرّار ويسمح للمزارع بالركوب على مقعد. وبأسفل المحراث مجرافان أو أكثر وثلاث عجلات. ويمكن حراثة خطوط كثيرة في وقت واحد وفقًا لعدد المجاريف، بينما يحرث المحراث الحيواني أو المحراث الحيواني ذو العجلات خطاً واحدًا في المشوار.

أنواع مجاريف المحاريث

يقسم المزارعون المحاريث وفقًا لأنواع مجاريفها. وهنـاك أربعـة أنواع رئيسيـة: 1- القلاب 2- القرصي 3- الحفّار 4- الدوّار.

محراث جرار يسحب بوساطة الجرار. والمحراث، الموضح أعلاه، له 7 أنصال تُسَمَّى المجاريف. ويستخدم هذا المحراث مجاريف من النوع القلاب وهو النوع الأكثر شيوعًا.

مِجْراف المحراث القلاب:

هو الأكثر استخدامًا، فهو يقلب ويدفن المخلفات النباتية في أثناء الحراثة، ولهذا المجراف ثلاثة أجزاء رئيسية وهي 1- القاطع 2- عظم المسند 3- المقلب. وهي مثبتة بصواميل بشكل إسفين ذي ثلاثة جوانب.

القاطع يقوم بقطع الأرض إلى خطوط مفككًا التربة. وتستهلك هذه العملية معظم الطاقة المستخدمة في عملية الحرث.

عظم المسند مثبت خلف القاطع وأسفل المقلب وينزلج على طول قاعدة الخط حيث قطعت شريحة التربة، ويعمل على تثبيت المحراث.

المقلِّب ويقع فوق القاطع وخلفه.وهو يدير التربة ويفتتها ويحركها إلى جانب واحد. ويستخدم المزارعون أربعة أنواع من المقلِّب: مقلِّب مخلفات المحاصيل، وهو قصير ومعقوف بحدة. ويستخدم في الحراثة البطيئة في التربة التي لا تلتصق بالمقلب وتنجرف بسهولة ؛ ومقلِّب متعدد الأغراض، وله انحناء أخف، وهو أطول من سابقه مما يجعله مفيدًا في ظروف الحراثة للأراضي متوسطة القوام والحراثة المتوسطة السرعة. مقلِّب سريع وله انحناء أطول ويحرث بسرعة أكبر دون إبعاد التربة كثيرًا عن الجانب المحروث ؛ ومقلب مضلّع ويحتوي على وصلات فولاذية طويلة ومنحنية. ويؤدي ذلك إلى صغر حجم المساحة التي تلتصق بها التربة.

مجاريف المحراث تصنع بأربعة تصاميم رئيسية :المجراف الدوار، المجراف القلاب، المجراف القرصي، والمجراف الحفار.

الأنواعٌ الأخرى من المجاريف:

هناك أنواع أخرى من المجاريف تعطي كفاءة أكبر من المجراف القلاب في ظروف معينة. يتكون مجراف المحراث القرصي من أنصال قرصية الشكل مصممة لحراثة الأراضي القاسية أو اللزجة والأراضي التي تكثر بها الحجارة. والمحراث الحفار له مجراف نصف دائري يفكك التربة دون قلبها وتترك مخلفات المحاصيل على السطح مما يساعد في تقليل انجراف التربة بالرياح أو بالماء. والمحراث الدوار له أنصال كثيرة الانحناءات وتخلط المخلفات.


نبذة تاريخية

المحراث الخشبي استخدمه المزارع في مصر منذ 1300 سنة ق.م. واستخدم الثيران لسحبه.
لم يمارس إنسان ما قبل التاريخ عملية حرث التربة، بل كان يحفر نقرًا في التربة، ويضع البذرة ويدفنها ليخبئها عن الطيور والقوارض. وقبل نحو مليون سنة، اكتشف الإنسان أن نمو النباتات يتحسن في التربة التي تم تفتيتها. فبدأ باستخدام أدوات بسيطة كالعصي الحادة والصخور والعظم أو قشور النباتات لتفكيك كتل التربة قبل زراعة البذور. وقد صُنِعَ أولُ محراثٍ قبل نحو 8,000 سنة. حيث قام أحد المزارعين بشحذ غصن أو فرع نبات على شكل شوكة لتفتيت التربة، وربط ذراع الفرع بشخص آخر. ووجه المزارع تلك الأداة بمسك ساق الفرع الرئيسي بينما كان الشخص الآخر يجرها. وبعد ذلك استخدمت الثيران لسحب المحراث، واستبدلت قاعدة الغصن أو الفرع النباتي الخشبي بالأنصال الحديدية.

★ تَصَفح أيضًا: الزراعة ؛ دير، جون.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية