الرئيسيةبحث

القلم الرصاص ( Pencil )



القلم الرصاص أكثر الأدوات استعمالاً في الكتابة والرسم في العالم. يستعمل الناس أقلام الرصاص لكتابة الكلمات والأرقام والرموز الموسيقية والشعر، كما يستعملونها لرسم الصور والمساقط الأفقية والخرائط والمخططات البيانية. وثمة أقلام رصاص للكتابة تحت الماء، وأقلام يستعملها الجراحون يعلمون بها أجسام المرضى قبل إجراء عملياتهم الجراحية. كما يستعمل ملاحو الفضاء أقلام الرصاص في رحلاتهم الفضائية لأدائها الذي لا يتأثر بالجاذبية الأرضية أو الضغط الجوي أو تقلبات المناخ. وينتج ما يربو على 10 بلايين قلم سنوياً على مستوى العالم.

وتتكون أقلام الرصاص من حشوة من مادة كتابية معظمها من مادة الجرافيت، يحيط بها غلاف خشبي أو فلزي أو من البلاستيك. وهناك ثلاثة أنواع من أقلام الرصاص: 1- أقلام مغلّفة 2- أقلام ملونة 3- أقلام آلية.

الأقلام المغلَّفة:

تتكون أغلبها من تغليف خشبي يحيط بالمادة السوداء التي تُظْهر الكتابة. ويتكون اللّب ـ أو الحشوة ـ من خليط من الطين ومادة الجرافيت، يضاف إليهما أحيانًا الشمع وبعض المواد الكيميائية. وعندما استعمل الجرافيت لأول مرة ظنه الناس محتويًا لفلز الرصاص. ومازال اسم الرصاص ساريًا على الجرافيت المخلوط، ومازالت الأقلام ـ وهي تخلو من فلز الرصاص ـ تعرف باسم أقلام الرصاص.

يتم تجهيز مادة الجرافيت المعدة لصناعة الأقلام في شكل قضبان رفيعة تشبه المعكرونة الإسباجيتي، وتقطع وفق مقاييس مضبوطة وتجفف في مواقد حرارية. وتتفاوت النسب التي تخلط بها مواد الجرافيت والصلصال لتنويع صلابة المادة المجهزة للكتابة. وأكثر الأنواع انتشارًا اليوم هي الأقلام القياسية التي تعلّم بالحرفين HB (أو رقم 2) وتعني: الأقلام ذات الكثافة المتوسطة بين الصلابة والنعومة. أما الأقلام التي تحمل علامة الحرف B و2B إلى 6B (أو أرقامًا أقل من 2) فتكون متزايدة النعومة لاحتوائها على نسبة ضئيلة من الطين، ونسبة مرتفعة من الجرافيت. وتتميز خطوط الأقلام الناعمة بشدة السواد والكثافة، أما الأقلام الأكثر صلابة فخطوطها حادة باهتة.

تغلف معظم أقلام الرصاص بخشب شجرة الأَرز، الناعم الذي يسهل بريه ولا تتغير استقامته بالالتواء. يتم تجهيز جذوع خشب الأرز بتقطيعها إلى شرائح مستطيلة رفيعة بطول 18,5سم وعرض 7سم وسمك 6,2ملم تقريبًا. ويتم تجفيفها وصبغها وطلاؤها بالشمع قبل إرسالها إلى المصنع. وهناك يتم حفرها آليًا في شكل أخاديد شبه أسطوانية متوازية على جانب واحد لكل قطعة، كما يعالج نصف عددها بطبقة رقيقة من الغراء على الجانب الذي تم حفره. بعد ذلك تعبأ الأخاديد بقضبان الجرافيت وتغطى بالأجزاء المماثلة، فارغة الأخاديد لتنطبق عليها تمامًا وتلتئم معها بالغراء. ثم توضع بداخلها "الحشوة" (قضبان الجرافيت). بعد ذلك تنقل هذه الكتل المحشوّة إلى حيث يتم تقطيعها ـ طوليًا ـ أقلامًا منفصلة، بتضليع سداسي، أو دائري. وتصنع معظم أقلام الرصاص بتغليف مضلّع، إذ إن استواء الأضلاع يمنع تدحرجها وسقوطها من على الأسطح.

تصقل الأقلام بعد ذلك بالصنفرة، وقد يتم تركيب ممحاة من المطاط بأحد أطرافها، وتثبيتها بـ طوق مثبت بغراء أو مشابك فلزية دقيقة على الغلاف الخشبي. ويصنع الطوق من الألومنيوم أو الفولاذ.

أقلام الرصاص الملونة:

تصنع في ما يزيد على 70 لونًا، يتم تصنيعها بطريقة مشابهة جدًا لأقلام الرصاص السوداء، إلا أن حشواتها تحتوي على مادة ملونة مثل الأصباغ بدلاً من مادة الجرافيت.

الأقلام الآلية:

لها غلاف مفرّغ من الفلز أو البلاستيك، وتستعمل بها قضبان من الجرافيت من نوع الرصاص المستعمل في الأقلام ولكن بغير التغليف الخشبي فلا تحتاج للبري. ويندفع الرصاص خارج سن القلم الآلي بلف غطاء مؤخرته، أو بغير ذلك من الوسائل الآلية. وترتكز قطعة الرصاص المستطيلة على لولب داخل تجويف القلم ويتصل بقضيب له زر معدني مثبت به. وعندما يلف غطاء المؤخرة ينسحب القضيب والزر إلى أسفل داخل اللولب فيدفعان قطعة الرصاص إلى سن القلم.

نبذة تاريخية:

يرجع تاريخ أقدم أقلام الرصاص إلى العهود اليونانية والرومانية القديمة، حيث اعتاد هؤلاء القدماء على استعمال شرائح صغيرة من فلز الرصاص، لرسم سطور مستقيمة باهتة على أوراق البردي (نوع قديم من الورق) ليستعين بها النساخون في كتابتهم. عمَّ استعمال الرصاص والفضة إبان العصور الوسطى في شكل قضبان رفيعة للرسم. ولم تكتشف فعالية الجرافيت في وضوح خطوطها إلا خلال القرن السادس عشر الميلادي. إلا أن أول قلم رصاص بمفهومه العصري ـ أي حشوة جرافيت بغلاف خشبي ـ لم يصنع إلا في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر.

في عام 1795م تمكن كيميائي فرنسي يدعى نيكولا جاك كونت من تطوير قلم رصاص من خليط من مسحوق مادة الجرافيت والطين. وتميّز تركيبه بنعومة وصلابة أكثر مما تتميز به مادة الجرافيت الخالصة. واكتشف أيضًا أن صلابة المادة أو نعومتها عند الكتابة تعتمد على نسب المقادير المخلوطة من مادتي الطين والجرافيت.

وفي منتصف القرن التاسع عشر قام صانع أثاث أمريكي يدعى وليم مونرو باختراع آلة تقوم بتثقيب الألواح الخشبية الرفيعة، بقدر كاف من الدقة، لعمل أقلام الرصاص. إلا أن مخترعًا آخر من معاصريه يدعى جوزيف ديكسون قام بتطوير الطريقة التي توضع بها قضبان الرصاص الرفيعة أولاً، ثم تغطى بالنصف الأسطواني المكمّل وتثبيتها بالغراء. وفي عام 1861م أسس أول مصنع لأقلام الرصاص بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة. وكانت أول براءة اختراع القلم الآلي باسم شركة إيجل بنسل عام 1879م.

★ تَصَفح أيضًا: الجرافيت ؛ فابر، إبرهارد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية