بيرسون، لستر باولز ( Pearson, Lester Bowles )
بيرسون، لِسْتَر باوْلز (1897-1972م). رئيس وزراء كندي وتربوي، وسياسي عالمي. كان أول كندي يفوز بجائزة نوبل للسلام عام 1957م.
ولد بيرسون ببلدة نيوتنبروك (حاليًا أحد أحياء مدينة تورونتو). قامت الحرب العالمية الأولى في أغسطس عام 1914 وفي مارس الذي يلي هذا التاريخ ترك بيرسون دراسته الجامعية في تورونتو والتحق مجندًا بالسلاح الطبي حيث عمل حاملاً للنقالات إبان خدمته في البلقان بأوروبا. وأطلق عليه الجرحى من الجنود البريطانيين اسم مايك الذي صار لصيقًا به فيما بعد.
نال بيرسون رتبة الملازم عام 1917م والتحق بقوات الطيران الملكية. أصابته حافلة ركاب في لندن ورجع إلى كندا في أبريل عام 1918م،حيث عمل مدربًا أرضيًا.
وعند انتهاء الحرب في نوفمبر عام 1918م رجع بيرسون إلى جامعة تورونتو، حيث تخرج بمرتبة الشرف عام 1919م ثم واصل دراسة التاريخ في جامعة أكسفورد بإنجلترا ما بين عامي 1921و1923م. وكان أحد لاعبي الهوكي بجامعة أكسفورد، وأحد أعضاء الفريق الأوليمبي البريطاني للهوكي. ثم قام بتدريس التاريخ في جامعة تورونتو من عام 1923م إلى عام 1928م.
التحق بيرسون بالسلك الدبلوماسي الكندي في عام 1928م، حيث اشترك في العديد من المؤتمرات الدولية في ثلاثينيات القرن العشرين، نال بعدها وسام الإمبراطورية البريطانية لخدماته. وعمل سكرتيرًا أول في مكتب المعتمد السامي الكندي بلندن من عام 1935م إلى عام 1941م.
وفي أوائل أربعينيات القرن العشرين قام بيرسون بالمساعدة في تأسيس مختلف برامج الإغاثة والغذاء التابعة للولايات المتحدة الأمريكية. وعمل بعد ذلك سفيرًا لكندا بالولايات المتحدة ما بين عامي 1945م و1946م، حيث صار كبير المستشارين في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي تم فيه التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في يونيو عام 1945م.
وفي سبتمبر من عام 1948م عُيِّن وزيرًا للشؤون الخارجية الكندية وفي مجلس العموم، حيث يجتمع وزراء الحكومة، ظل لسنين طويلة نائبًا عن منطقة أونتاريو. وساعد بيرسون في تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو). وما بين عامي 1952 و 1953م صار رئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أثناء أزمة قناة السويس عام 1956م، قبلت الأمم المتحدة مقترحات بيرسون بوقف القتال، واستعادة السلام بإرسال قوات للطوارئ من الأمم المتحدة إلى مصر. وكانت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل قد قامت بالهجوم على مصر بعد تأميمها لقناة السويس.
وفي يناير من عام 1958م صار بيرسون رئيسًا لحزب الأحرار الكندي الذي هيمن عليه المحافظون عام 1957م فَمُنِيَ بهزيمة ساحقة في انتخابات مارس عام 1958م. وبمساندة الأحزاب الصغيرة كوّن بيرسون حكومة جديدة في أبريل عام 1963م، حيث كان يدعو إلى قيام كندا بقبول تزويد الصواريخ المستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية برؤوس نووية. وقد قام المحافظون، تحت قيادة جون ج. ديفينبيكر، بالاعتراض على ذلك.
وفي الستينيات عبّر بيرسون عن اعتراضه على تورط الولايات المتحدة الأمريكية العسكري الزائد في فيتنام. وفي الداخل كان عليه مواجهة الإلحاح الزائد في المطالبة بالاعتراف بحق الاستقلال لمقاطعة كويبك حيث عمد الانفصاليون إثر ذلك إلى تفجير القنابل وإحداث العنف والشغب ضد الحكومة القومية.
ازدهر الاقتصاد الكندي في ستينيات القرن العشرين، وازدادت الخدمات الاجتماعية. وفي أبريل من عام 1968م استقال بيرسون من رئاسة الوزارة ورئاسة حزب الأحرار.