الرئيسيةبحث

الخوخ ( Peach )



الخوخ فاكهة حلوة المذاق لها نواة صلبة عليها نقرات عميقة.
الخوخ فاكهة حلوة المذاق، مستديرة بعض الشّيء، لونها أصفر يميل إلى الحمرة، ولها نواة صلبة عليها نقرات عميقة، ولبّها غضٌّ أو مكتنز تمامًا. وإذا ما قورن الخوخ بغيره من الفواكه فسنجد أنّ التفّاح والكمثرى هما أكثر أشجار الفاكهة النفضيّة انتشارًا في العالم. تنمو أشجار الخوخ في المناطق المعتدلة.

ويَعْتقد علماء البساتين أن الصين هي الموطن الأصلي للخوخ، فهم يعتقدون أن أشجار الخوخ نمت هناك منذ 4,000 سنة على الأقل. وقد انتشرت زراعة الخوخ في أوروبا بوساطة الرومان، وأدخل المكتشفون الأسبان الخوخ إلى الأمريكتين في أوائل القرن السّادس عشر الميلادي. وتعتبر إيطاليا الدولة الرّائدة في إنتاج الخوخ على مستوى العالم.

يُزرع الكثير من أشجار الخوخ في البساتين التجارية، كما يُزرع بعضها في الحدائق كأشجار للزّينة. وربما تكون كاليفورنيا هي أكبر منطقة شهيرة في إنْتاج الخوخ في العالم، فهي تنتج حوالي ثلثي إنتاج الولايات المتحدة من الخوخ، ويتمّ إنتاج معظم الخوخ في أوروبا الشّمالية داخل البيوت الزّجاجية (الصوبات).

تنمو أشجار الخوخ إلى ارتفاع يتراوح بين 4,5 و7,5م. وأوراقها رقيقة لها حواف مسنَّنة. تظهر الأزهار قبل الأوراق. وقد تكون الأزهار الأرجوانيّة الرّقيقة كبيرة ومزخرفة، ولكنها تكون أحيانًا صغيرة جدًّا، وتظهر في أوائل الربيع. وقد يعرضها الصقيع المتأخر للضرر، ولذلك توجد معظم بساتين الخوخ التّجارية بمناطق تقلّ فيها احتمالات حدوث الصّقيع المتأخّر. ويعتبر الطقس الحارّ المشرق أثناء موسم النّمو هو الأفضل للخوخ.

الأصناف:

هناك أصناف كثيرة من الخوخ زراعي التكوين تم إنتاجها بالانتخاب الانتقائي من خلال برامج التحسين. ينضج الخوخ بين أوائل الصيف إلى الخريف ويتأخر نضج بعض الأصناف حتى أكتوبر في نصف الكرة الأرضية الشمالي، أو يتأخر إلى شهر مارس في نصف الكرة الأرضية الجنوبي. وتُقَسَّم أصناف الخوخ إلى قسمين هما: الأصناف ذات النواة المتحرّرة، والأصناف ذات النواة الملتصقة، وذلك تبعًا لمدى صعوبة فصل النّواة عن لبّ الثّمرة. وعادة ما تكون ثمرة الخوخ ذات النّواة المتحرّرة ألْين من الثّمرة ذات النّواة الملتصقة، ولكن بعض أصناف الخوخ ذات النواة الملتصقة تكون طريّة جدًّا وذات نكهة جيدة وملمس ممتاز.

ويعتبر صنف ألبرتا أكثر أصناف الخوخ شهرَة، وهو من الأصناف ذات النواة المتحررة. وقد زُرع في سنة 1870م في مدينة مارشفيل بولاية جورجيا جنوبي الولايات المتحدة. ويعتبر النكتارين شبيهًا بالخوخ ؛ فالشجرتان بثمارهما متماثلتان ومتشابهتان أساسًا باستثناء قشرة كلٍّ منهما.

تنمو الثّمرة من الأزهار الأرجوانيّة لشجرة الخوخ وعادة ما تُقطف ثمار الخوخ المراد بيعها طازجة باليد لتفادي خدشها.

زراعة أشجار الخوخ:

يتم إنتاج معظم أصناف الخوخ المهمة تجاريًّا بوضع برعم من الصنف المرغوب فيه على جذر صنف آخر قابل للإنبات وتسمى هذه العمليّة التبرعم. ويجري اختيار أصناف الأصول على أساس قدرتها على إنتاج أشجار أقوى أو أشجار من النوع القصير. ويتمّ تطعيم الأصول البالغ عمرها سنة في أواخر الصيف وتظّل الأشجار ساكنةً حتّى الرّبيع القادم حيث تنشط البراعم في النمو. يتحدَّد عمر شجرة الخوخ على أساس عمر البرعم حتى لو كان عمر جذر التطعيم سنة.

زراعتها ورعايتها. تنمو أشجار الخوخ بشكل جيّد في التربة العميقة، الجيدة الصرف والمتوسطة التركيب والخلط مثل الأراضي الرّمليّة المخلوطة بالطمي. يغرس المزارعون الأشجار ذوات الحجم العادي على أبعاد تتراوح بين 5,5 و 7,5 م تقريبًا في البستان، ولكن الأشجار المطعَّمة على أصول متقزّمة تُزرع على أبعاد تتراوح بين 3,5 و 4,5م تقريبًا. يبدأ بستان الخوخ في إنتاج محصول جيد بعد فترة تتراوح بين ثلاث وأربع سنوات من زراعته. وإذا كانت الأشجار سليمة، فإنّها تعيش حوالي 20 سنة، وتصل إلى قمّة الإنتاج في عمر يتراوح بين 8 - 12سنة. وتنتج الشّجرة الواحدة حوالي 90 - 220كجم من الخوخ سنويًا.

لا بدّ من ري أشجار الخوخ بانتظام، وتختلف كميّة الماء المطلوبة باختلاف الظّروف الجويّة وقوام التّربة وعمقها وعمق المجموع الجّذري. ويجب إضافة كميات كافية من مياه الري لغمر جميع أجزاء المجموع الجذري للأشجار وينبغي عَزْق (عملية إزالة الحشائش وتفكيك التربة) البستان للقضاء على الحشائش الضارة التي تنافس الأشجار على الماء والعناصر الغذائيّة الموجودة في التّربة. ويُستَخدم الرّش بالمواد الكيميائيّة في كثير من الحالات للقضاء على الحشائش الضّارة.

وتحتاج أشجار الخوخ إلى العديد من العناصر الغذائّية اللاّزمة للنّمو الطبيعي، كما تتوفر معظم تلك العناصر وبكميّات كافية في التّربة. وينبغي إضافة النّيتروجين حيث تُستخدم أسمدة خاصة لتوفيره.

التقليم. يعتبر التقليم ضروريًا لإنتاج محصول ثمريّ جيّد، ويتمّ تقليم أشجار الخوخ بدرجة أكبر من معظم أشجار الفاكهة الأخرى، كما تُقَلَّم هذه الأشجار لتكون قصيرة بقصد تسهيل عمليات الرّش والحصاد. ونظرًا لاعتماد الثّمار في إنتاجها على الأغصان النامية في الموسم السابق، فلا بد من الاحتفاظ بحوالي ثلث هذه الأغصان التي نمت في الموسم السابق، وعادة ما تنتِج الأشجار عددًا كبيرًا جدًّا من الثمار لدرجة تستوجب خفها (إزالة بعض أغصانها).

ويقوم المزارعون بخف بعض ثمار الخوخ الصّغيرة في أوائل الموسم، وهذه الطّريقة تؤدّي إلى زيادة حجم وتحسين خواص الثّمار المتبقّية. تتميز ثمار الخوخ التي تنضج على الشجرة بنكهة طيبة، ويتم حصاد ثمار الخوخ عندما تكون ناضجة ومتماسكة في الوقت نفسه.

الاستخدامات:

تؤكل ثمار الخوخ الطّازجة وهي طعام شهي، ويجري تعليب أكثرها خصوصًا الأصناف ذوات النّواة الملتصقة. بعض ثمار الخوخ تُجمّد للاستخدام التّجاري، ويُجفّف عدد قليل من الثمار، كما يدخل بعضها في عمل الفطائر والمربيات والبراندي أحيانًا.

الأمراض:

ُيَهاِجم عددٌ من الأمراض الخوخ. ويسبب العفن البنّي (مرض فطري) تلفًا خطيرًا إذ يفسد الثّمرة ويمنع الأزهار من التفتّح. وتجعد أوراق الخوخ مرضٌ ضار جدًاّ ويقاومه المزارعون برش الأشجار في أوائل الرّبيع قبل ظهور الأوراق. تسبّب الأنواع الأخرى من الفطريات العفن الفطري وصدأ النبات واللّفحة، و يستخدم الرش بالمبيدات الفطرية لمقاومة هذه الأمراض. كما تتعرّض أشجار الخوخ أيضًا للإصابة بالعديد من الأمراض الفيروسيّة، وأخطر هذه الأمراض مرض اصفرار الخوخ ومرض إكس ومرض إكس الغربي ومرض البقع الدائرية ومرض التبرقش، فالأشجار المصابة بتلك الأمراض لابدّ من اقتلاعها من جذورها وإزالتها.

الحشرات:

تتعرض أشجار الخوخ للإصابة بالعديد من الحشرات، فثاقبة أغصان الخوخ، وهي يرقة إحدى العثات، قد تثقب الثمرة ولكنها عادة تحفر الجذع والفروع مما يؤدّي إلى قتل الشّجرة أحيانًا. وتُدّمر يرقة الفراشة الشّرقية الأغصان والثّمرة.

كما يتغذّى عددٌ آخر من يرقات العثات والخنافس بالأوراق وعددٍ من اليساريع أيضًا ؛ وتتم السّيطرة على تلك الحشرات بالرّشّ بالمبيدات الحشريّة.

الإنتاج العالمي:

تخطَّت إيطاليا في إنتاج الخوخ الولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينيات من هذا القرن بوصفها أكبر منتج عالميّ للخوخ. فقد أنتجت إيطاليا 1,5 مليون طن متريّ في سنة 1988م، أي حوالي 1/6 مجمل الإنتاج العالميّ من الخوخ والبالغ 8,2 مليون طن متري. وكان محصول الولايات المتحدة حتى سنة 1988م حوالي 1,370,000 طن.

ومن الأقطار المنتجة الأخرى المهمة أسبانيا (655,000 طن متري) والصين (641,000 طن متري) واليونان (591,000 طنّ متري) وفرنسا (457,000 طنّ متري).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية