باستير، لويس ( Pasteur, Louis )
لويس باستير |
أعماله في مجال الكيمياء:
جعلته إسهاماته في الكيمياء معروفًا في بداية حياته. فعندما كان عمره 26 سنة اشتهر بأعماله في مجال تكوين البلورات، غير أنه سرعان مابدأ في الكشف عن أسرار علم البكتيريا. وعلى الرغم من أن بعض العلماء قد رأوا البكتيريا قبله، فقد كان أول من أوضح بأن الأشياء الحية لا تأتي إلا من أشياء حية. وكان العلماء السابقون له يؤمنون بالتولُّد التلقائي وهي نظرية تؤمن بإمكان حدوث حياة من أشياء غير حية كالقاذورات مثلاً. وقد أوضح باستير أن البكتيريا توجد في كل مكان تقريبًا ولكن يمكن السيطرة على انتشارها. ★ تَصَفح: البكتيريا ؛ التولد التلقائي.أعماله في مجال الصناعة:
عرف باستير بإنقاذه لصناعتي الحرير والنبيذ في فرنسا. فمنذ بداية الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي ؛ لاحظ باستير أن طعم النبيذ يزداد مرارة بدخول الميكروبات فيه أثناء صناعته. وأوضح أنه بالإمكان قتل هذه الجراثيم باستخدام الحرارة المتحكم فيها. وأصبح استخدام الحرارة وسيلة لقتل الجراثيم، وتسمى هذه الوسيلة البسترة. وقد استخدم باستير هذه الطريقة نفسها لحفظ الحليب والبيرة والطعام. ★ تَصَفح: البسترة.بدأ باستير في المساعدة في إنقاذ صناعة الحرير من الاندثار عام 1865م. فقد ظهر مرض يدعى ببرين وقتل عددًا كبيرًا من ديدان الحرير. وبعد أن بحث لعدة سنوات توصل إلى أن هناك ميكروبًا معينًا هو الذي يهاجم بيض الديدان ويسبب المرض، وأن التخلص من هذه الجرثومة في حضانات ديدان الحرير، سوف يُبعد هذا المرض نهائيًا.
أعماله في مجال الطب:
برهن باستير أن الجراثيم التي تتكاثر في الجسم تسبب عددًا كبيرًا من الأمراض. وبرهن أيضًا أن الجراثيم إذا تم إضعافها في معمل ثم وُضعت بعد ذلك في جسم حيوان، فإن الحيوان يكون قد كوَّن مناعة مقاومة للميكروب. وسمى عملية محاربة الميكروبات هذه التطعيم. وقد ثبتت قيمة التطعيم بتطعيم الضأن ضد مرض يسمى الجمرة كما أثبت إمكان استخدام التطعيم لمنع كوليرا الدجاج، وغيرها من أمراض الحيوانات. ★ تَصَفح: الجمرة.بدأ باستير في دراسة داء الكَلَب عام 1881م، وهو داء قاتل ينتشر بعضَّة الحيوانات المصابة به. وقد أمضى ساعات لا تحصى في معمله بحثًا عن إيجاد تطعيم يمنع حدوث هذا المرض. وفي أحد أيام عام 1885م عضَّ كلب مصاب بهذا الداء صبيًا يدعى جُوزيف ميستر ؛ فتوسل والداه إلى باستير أن ينقذ ابنهما، وقد تردد باستير أول الأمر في استخدام تطعيمه على البشر، لكنه وافق أخيرًا. وبعد أسابيع من العلاج كانت مليئة بالقلق نجح لقاحه. ولم يصب الصبي بداء الكلب. ★ تَصَفح: الكلب، داء.
حياته:
وُلد باستير في 27 ديسمبر عام 1822م، في مدينة دُول بفرنسا. وكان والده دباغًا للجلود. ورحلت العائلة إلى مدينة أربوا حيث نال تعليمه الأوَّلي، وكان باستير بطيئًا في تعلمه، غير أنه كان شديد الحرص. وكانت له موهبة في مجال الفن. وبدأ أخيرًا في دراسة الكيمياء في إيكول نورمال سوبيريور في باريس.وفي عام 1849م نال باستير درجة الأستاذية في الكيمياء في ستراسبورج بفرنسا، وبدأ في دراسة التخمر وهو نوع من تكسير المواد بالميكروبات. ★ تَصَفح: التخمر. وقد أفادت أعماله في تحسين بعض الصناعات لدرجة مكنت فرنسا ـ كما قال البعض ـ من دفع ديونها التي آلت إليها بعد الحرب مع بروسيا.
أصبح باستير مديرًا للدراسات العلمية في إيكول نورمال عام 1857م، لكنه ترك هذا المنصب عام 1867م ليتفرغ لأبحاثه. وفي عام 1868م أصيب بجلطة في دماغه أصابته بشلل جزئي، لكن صحته الضعيفة لم تمنعه من مواصلة عمله. وتقديرًا لمجهوداته تم إنشاء معهد باستير بباريس عام 1888م، وهو مركز عالمي لدراسة الأمراض، والوقاية منها، وعلاجها. واستمر باستير مديرًا لهذا المعهد حتى وفاته، ودفن تحت قبة كبيرة داخل مبنى هذا المعهد.