المعارضة الأدبية ( Parody )
المعارضة الأدبية أسلوب أدبي يطلق على التقليد الساخر لأحد الأعمال الأدبية الخاصة بأحد المؤلفين. فيقوم كاتب بكتابة معارضة ساخرة لعمل أديب آخر عن طريق المبالغة في أسلوب ذلك الأديب أو في طريقة معالجته لموضوع البحث. وعرف الأدب العربي نوعًا آخر من المعارضات هو المعارضات الشعرية التي ازدهرت في العصور المتأخرة رغم أنها كانت معروفة منذ العصر الجاهلي. ★ تَصَفح: الشعر.
يختار الكاتب القائم بوضع المعارضة الساخرة أديبًا معروفًا ذا أسلوب متميز بحيث يستطيع القارئ التعرف من خلال هذه المعارضة على الأديب المقصود دون عناء. وكان السير ماكس بيربوم (1872 - 1956م) أحد الخبراء الذين اكتسبوا شهرة في هذا المجال. وقد دون معارضته الساخرة للروائي هنري جيمس في كتابه المسمَّى كريسماس جارلاند (1912م)،كما فعل نفس الشيء مع آخرين.
ولا تقتصر المعارضة الناجحة على إمكانية التعرف على الكاتب الأصلي فحسب وإنما تتعداها إلى إثبات مهارة الأديب القائم بكتابة المعارضة. ورغم احتواء المعارضة على النقد فإنها تنطوي أيضًا على نوع من التقدير لذلك المؤلف. وباختيار كاتب معين فإن القائم بكتابة المعارضة يؤكد على أصالة الموضوع المبحوث عنه وعلى شهرته.
بدأ العديد من الروائيين الإنجليز حياتهم كُتَّاب معارضة ساخرة بمن فيهم جين أوستن وهنري فيلدينج ووليم ميكبيس تاكاري. ويأتي بيتر دو فريس على رأس كتّاب المعارضة الساخرة الأمريكيين في منتصف القرن العشرين، إذ تحتوي جميع رواياته تقريبًا على مقاطع من معارضة ساخرة لأعمال المؤلفين الآخرين. ومن بين المجموعات التي تبحث عن المعارضة يوجد كتاب المعارضة مختارات أدبية من تشوسر إلى بيربوم وما بعده (1960م) لمؤلفه دوايت ماكدونالد.