الرئيسيةبحث

باراجواي ( Paraguay )



الصورة الظلِّية لمدينة آسنسيون عاصمة باراجواي وأكبر مدينة فيها. وتبدو فيها الأبنية الحديثة المتعددة الطوابق والأبنية التقليدية على الطراز الأسباني. إن نحو خُمْس إجمالي الباراجواويين، يقطنون في آسنسيون أو بالقرب منها.
بَارَاجْوَاي دولة صغيرة تقع بالقرب من الجزء الأوسط من أمريكا الجنوبية، تحدّها اليابسة من جميع جهاتها وتحيط بها ثلاث دول هي الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل، ويجري فيها نهر باراجواي الذي يخترق البلاد من الشمال إلى الجنوب فيقسمها إلى إقليمين من اليابسة، مختلفين اختلافًا بيِّنًا. فإلى الغرب من النهر هناك إقليم تشاكو، وهي منطقة منبسطة قليلة الكثافة السكانية، وتتميز بالأعشاب الخشنة، والغابات ذات الأشجار الخفيضة، والسبخات المالحة. أما إقليم باراجواي الشرقية ففيه الهضاب المتموجة، والتربة الخصبة، والغابات الكثيفة.

يقطن معظم أبناء باراجواي في الجزء الشرقي من البلاد، ويتوزع خُمس هؤلاء تقريبًا في آسنسيون العاصمة وكبرى مدن البلاد أو بالقرب منها. ينحدر جميع أهل باراجواي تقريبًا من أصل هندي غواراني وأسباني هجين، إذ كان الهنود الغوارانيون هم السكان الأصليين لباراجواي الحالية، ثم حدث تزاوج بينهم وبين الأسبان، الذين بدأوا في المجيء إليها خلال القرن السادس عشر الميلادي. ومعظم أهل باراجواي يتكلمون الغوارانية والأسبانية. وجميع أبناء البلاد تقريبًا ينتمون إلى طائفة الروم الكاثوليك.

وباراجواي بلد فقير يعتمد اقتصاده بصورة رئيسية على الزراعة والغابات. ونصف سكان باراجواي تقريبًا يقطنون في الأرياف، ومعظمهم يحصلون ـ عن طريق الزراعة ـ على الكفاف من قوت يومهم. وأثمن الموارد التي تدخرها البلاد هي التربة الخصبة، والغابات الكثيفة، وإمكانية توليد طاقة كهرومائية هائلة، وهذه جميعًا يمكن أن توفر الشروط الجيدة المواتية للنمو الاقتصادي المطرد فيما لو تم تطويرها على نحو أفضل.

حكمت أسبانيا باراجواي حتى عام 1811م، وذلك عندما أعلنت باراجواي استقلالها. وعلى مر السنين، عانت البلاد من ويلات حروب مروعة، خاضت غمارها مع الدول المجاورة، وعانت ما عانته من تصارع الفئات السياسية المتنافسة على السلطة.

نظام الحكم

أيقونة تكبير الخريطة السياسية للباراجواي

الحكومة الوطنية:

نص دستور باراجواي الذي تم إقراره عام 1992م، على صيغة ديمقراطية للحكم، وعلى ضمان الحقوق الإنسانية والسياسية للمواطنين. وبموجب أحكام الدستور، ينتخب المقترعون رئيس الجمهورية الذي يمثل رئيس حكومة باراجواي، لمدة خمس سنوات. ولا يمكن أن يعاد انتخابه مرة أخرى، كما أن له صلاحيات واسعة، من بينها حل الهيئة التشريعية الوطنية وتعيين مجلس الوزراء الذي يترأس أعضاؤه الإدارات الحكومية.

تتألف الهيئة التشريعية في باراجواي، وهي مجلس الكونجرس الوطني، من مجلس الشيوخ الذي يضم خمسة وأربعين عضوًا، ومن مجلس النواب الذي يضم ثمانين عضوًا. وينتخب هؤلاء الأعضاء لمدة خمس سنوات.

الحكومة المحلية:

تسيطر الحكومة الوطنية على الإدارات المحلية في باراجواي سيطرة كبيرة. وينقسم القطر إلى سبع عشرة إدارة، تنقسم كل إدارة منها بدورها إلى وحدات أصغر. وينتخب رئيس كل إدارة بوساطة الانتخاب المباشر.

الشؤون السياسية:

ظلت الرابطة الجمهورية الوطنية ـ أو ما هو متعارف عليه بين أوساط الشعب باسم حزب كولورادو ـ تسيطر على الحكم في باراجواي منذ عام 1947م وحتى عام 1993م، عندما أجريت أول انتخابات ديمقراطية. وثمة أحزاب سياسية أخرى مرخص لها ائتلفت فيما بينها تحت اسم التحالف الديمقراطي، وأصبحت المعارضة الرئيسية لحزب كولورادو، إلا أن حزب كولورادو لايزال مسيطرًا على الساحة السياسية منذ سنين. ومما يذكر أن عناصر المجندين في القوات المسلحة ليس لهم الحق في الاقتراع وهم تحت الخدمة الإلزامية. ومن جهة أخرى يوجب القانون الاقتراع على سائر المواطنين ممن بلغوا الثامنة عشرة من العمر أو تجاوزوها.

المحاكم:

تعد محكمة العدل العليا أعلى محكمة في باراجواي. ويتولى مجلس الشيوخ تعيين قضاة المحكمة من بين مرشحين يقدمهم مجلس يتكون من نواب الحكومة والمحامين وأساتذة القانون. ويضطلع قضاة محكمة العدل العليا بمهامهم إلى سن الخامسة والسبعين. ويشتمل جهاز المحاكم في الدولة أيضًا على محاكم الاستئناف، والعديد من المحاكم الدنيا.

القوات المسلحة:

يبلغ عدد أفراد القوات المسلحة في باراجواي نحو 20,000 رجل. ويتم تجنيدهم للخدمة الإلزامية في سن الثامنة عشرة، ويؤدون الخدمة لفترة تتراوح بين سنة ونصف، وسنتين.

السكان

عدد السكان وأصولهم:

يبلغ عدد سكان باراجواي نحو خمسة ملايين ونصف المليون نسمة. ويقطن ما يزيد على 95% منهم في الجزء الشرقي من البلاد. أما الباقون فيقطنون في الغرب، أو في إقليم تشاكو، حيث تؤدي التربة الفقيرة، والمناخ الجاف، وعدم توافر طرق المواصلات إلى عزوف الناس عن الاستيطان في تلك المنطقة.

ولقد سبق للهنود الغوارانيين أن أقاموا في باراجواي الحالية قبل أمد طويل من مجيء المستوطنين الأسبان الأوائل خلال القرن السادس عشر الميلادي. ومع مرور الزمن حصل تزاوج بين الكثير من الهنود والأسبان، بحيث أصبح نحو 95% من إجمالي الباراجواويين في الوقت الحاضر من المستيزو، أي من المولدين من أصل أبيض وهندي. وهناك فئة قليلة من السكان من أصل خالص، وهؤلاء يقطنون في إقليم تشاكو. كذلك هناك بعض السكان ممن ينحدرون من أصل صيني أو ألماني أو كوري أو ياباني، وهؤلاء يشكلون أقليات.

اللغة:

هناك لغتان رسميتان في باراجواي، وهما الأسبانية والغوارانية. فالأسبانية هي اللغة المستخدمة في المدارس، وفي الدوائر الحكومية، وفي التجارة. إلا أن الشعب في جميع أنحاء باراجواي، يستخدم بصورة عامة اللغة الغوارانية في الحديث اليومي. أما الكتب، والصحف اليومية والمجلات فتصدر بكلتا اللغتين.

الباراجواويون الريفيون يشكلون نحو نصف عدد سكان الدولة والكثير منهم يعملون في مزارع كبيرة تنتج محاصيل للتصدير. يشاهد بعض المزارعين أثناء فترة الغداء.

نمط المعيشة:

يوجد في باراجواي قطاع واسع من الطبقة الدنيا، وهذه تشمل جميع أبناء الأرياف تقريبًا، ومعظم سكان المدن. أما الباراجواويون الذين ينتمون إلى الطبقة الوسطى، والذين يقطن غالبيتهم في المناطق الحضرية، فيشكلون نسبة قليلة من السكان، ولكنها آخذة في التزايد. وأما أبناء الشعب من الطبقة العليا الضئيلة العدد، فهم بصورة رئيسية من المسؤولين، والقادة العسكريين، وأثرياء الملاك، ورجال الأعمال.

الحياة الريفية. يقطن نحو نصف الباراجواويين (48%) في الأرياف، ومعظمهم من المزارعين الذين يزرعون من أجل أسرهم بصورة رئيسية. وهناك باراجواويون ريفيون آخرون يعملون في مزارع لتربية المواشي، أو في مزارع كبيرة لإنتاج محاصيل للتصدير، أو في الغابات، أو في مصانع لتصنيع المنتجات الزراعية أو الغابية.

يسكن معظم الباراجواويين الريفيين في بيوت ذات غرفة واحدة، وتدعى رانشو. وأكثر بيوت الرانشو ذات أرضية ترابية وجدران من القصب أو الخشب أو القرميد، وسقف من القش ذي سطح مائل، يزيد في سرعة انسياب المطر الغزير. وهناك سقيفة أو (غرفة مستودع) منفصلة عن البيت أو ملحقة به بمثابة مطبخ. ومما يذكر أن النزر القليل من البيوت فيها أنابيب مياه أو تمديدات صحية.

الحياة في المدن. يقطن نحو نصف سكان باراجواي (52%) في المدن، والبلدات. وتعد مدينة آسنسيون، العاصمة، أكبر مدينة بدون منازع. ويبلغ عدد سكانها زهاء نصف مليون نسمة. وثمة مدن رئيسية أخرى، وهي فرناندو دي لامورا، ولا مباريه، وبورتو برزانت ستروسنر، وسان لورنزو. ويدخل في عداد سكان المدن الحرفيون، والعمال غير الحرفيين، وعمال المصانع، والعاملون في الدولة، والعاملون في المكاتب، وأصحاب المحلات التجارية، والمهنيون. وبصورة عامة فمستوى المعيشة بالنسبة للباراجواويين الحضريين أعلى من مستوى معيشة أبناء المناطق الريفية. وتمتاز المدن بنوعية أفضل من المدارس، كما تمتاز بتعدد الخدمات الطبية، وغيرها من الخدمات، وبتنوع المرافق الثقافية.

يسكن الكثير من أبناء المدن في بيوت صغيرة من الآجر، أو الجص مطلية بالبَسْتَل (عجينة من صبْغ مسحوق). وللبيوت أسطح يكسوها القرميد، وهناك شبك معدني يغطي النوافذ. أما أولئك الذين يعانون من فقر مدقع، فيسكنون في أكواخ مبنية من بقايا الأخشاب أو المعدن. ويذكر أن آسنسيون تختلف عن الكثير من غيرها من المدن الكبرى في أمريكا اللاتينية، من حيث عدم وجود أحياء فقيرة فيها مبعثرة هنا وهناك.

الملابس:

لباس الباراجواويين الحضريين هو الزي الغربي. أما الريفيات فيرتدين نوعًا من الشال يدعى ريبوزو، وثوبًا بسيطًا أو تنورة وبلوزة. وأما الريفيون فيرتدون بصورة عامة سروالاً فضفاضًا يدعى بومباتشاز، وقميصًا أو سترة، ومنديلاً للرقبة، وبونشو وهو رداء عادةً ما يكون من الصوف يغطي الكتفين. ومعظم الباراجواويين الريفيين يمشون حفاة الأقدام.

الطعام والشراب:

يكثر الباراجواويون من أكل اللحوم، وبخاصة لحم البقر. وغالبًا ما يطهى لحم البقر مع الخضراوات بالقلي البطيء، ويدعى الطبق بوتشيرو. وهناك طعام آخر معروف وهو المنيهوت (الكسافا)، وهو نوع من الخضراوات ذات الجذور النشوية. يسلق المنيهوت أو يطحن ناعمًا كالدقيق، ويعمل على شكل خبز يدعى تشيبا، وهناك الشوربا الباراجواوية التي غالبًا ما تقدم في المناسبات الخاصة، والتي تتألف من ذرة تطهى مع البيض، والحليب، والبصل، والجبن. وأما المشروب المفضل فهو شاي يدعى الماتيه، ويعرف باسم ماتا أو يوربا ماتا فقط، ويصنع هذا المشروب من أوراق شجر ينمو في الغابات الشرقية.

الترويح:

تعتبر لعبة كرة القدم الرياضة المفضلة في باراجواي. ومما يستهوي الناس كذلك كرة السلة، والكرة الطائرة، وسباق الخيل والسباحة. ويحتفل الباراجواويون في الأعياد الدينية باحتفالات مهرجانية تشتمل على الموسيقى، والرقص، والاستعراضات، والمباريات الرياضية.

الدين:

ينتمي ما يزيد على 90% من شعب باراجواي إلى طائفة الروم الكاثوليك. وينص الدستور على أن الكاثوليكية هي دين الدولة الرسمي، إلا أنه يضمن حرية العبادة. فالبروتستانت، الذين معظمهم من طائفة المانونيت يشكلون نحو 1% من السكان.

التعليم:

إن نسبة تربو على 92% من مجموع الباراجواويين الذين تزيد أعمارهم على الخامسة عشرة، يُلمُّون بالقراءة والكتابة. وتوفر الدولة التعليم الرسمي المجاني حتى المستوى الجامعي. كما أن في باراجواي العديد من المدارس الخاصة التي تتقاضى رسومًا لقاء التعليم. ويوجب القانون على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والرابعة عشرة الالتحاق بالمدرسة. إلا أنه لا يجري تنفيذ القانون تنفيذًا صارمًا، وبخاصة في المناطق الريفية. فهناك الكثير من الأطفال الريفيين الذين لا يلتحقون بالمدرسة أبدًا، أو أنهم ينقطعون عن الدراسة لمساعدة ذويهم في فلاحة الأرض. وفضلاً عن ذلك، فهناك مناطق ريفية عديدة تعاني من نقص في أعضاء هيئة التدريس، والبعض الآخر ليس فيه مدارس على الإطلاق. وفي باراجواي جامعتان: جامعة آسنسيون الوطنية، والجامعة الكاثوليكية، ولها فروع في كل من آسنسيون، وفيلاريكا، وكونسبسيون، وإنكارناسيون، وبيدرو خوان كابالليرو.

الفنون:

تعكس مختلف الفنون الباراجواويّة أثر الثقافة الهندية الغوارانية. فالموسيقى الشعبية على سبيل المثال ذات إيقاع بطيء، وتعزف على سلم موسيقي منخفض حزين يميز الموسيقى الغوارانية التقليدية. ومن المألوف أن يصور الفنانون الثقافة الغوارانية في رسوماتهم. كما أن أرباب الحرف يستخدمون تصاميم غوارانية في صنع الأواني الخزفية والسلال المنسوجة يدويًا. إلا أن أشهر حرفة يدوية هي صناعة دانتيلا ناندوتي التي تقوم بها النساء في بلدة إيتاوغوا. ومعنى ناندوتي في اللغة الغوارانية بيت العنكبوت. ومثل الأشكال المعقدة على دانتيلا ناندوتي الأزهار، والحيوانات وسائر الأشياء المألوفة.

لقد قامت البعثات التنصيرية الأسبانية، التي بدأت تتوافد إلى باراجواي خلال القرن السادس عشر الميلادي، بتطوير شكل مكتوب للغة الغوارانية. إلا أنه لم يتم استخدام اللغة الغوارانية في مجال الأعمال الأدبية حتى القرن العشرين، ولا يكاد الأدب الغواراني يعرف حاليًا خارج نطاق باراجواي. ويذكر أن العديد من الأعمال الأدبية الباراجواوية التي تم تدوينها باللغة الأسبانية تتناول أحداثًا تاريخية مرت بها البلاد.

السطح والمناخ

الأقاليم الجغرافية:

يجري نهر باراجواي نحو الجنوب مخترقًا باراجواي، فيقسم البلاد إلى إقليمين رئيسيين، أولهما: إٍقليم تشاكو، الذي يدعى رسميًا باراجواي الغربية، وثانيهما: إقليم شرقي باراجواي، الذي يدعى رسميًا باراجواي الشرقية.

إقليم تشاكو. ويمتد من نهر باراجواي باتجاه الغرب. ويشكل جزءًا من إقليم جران تشاكو، وهو إقليم شاسع يمتد إلى الأرجنتين وبوليفيا. ويشغل إقليم تشاكو نحو ثلاثة أخماس مساحة باراجواي، ويقطن فيه أقل من 5% من سكان البلاد. وتغطي الأعشاب الخشنة، والغابات ذات الأشجار الخفيضة، والشجيرات الشائكة رقعة واسعة من الإقليم. وتتوزع في إقليم تشاكو هنا وهناك غابات من أشجار الكبراش وغيرها من الغابات ذات الأشجار الصلبة الأخشاب. ويذكر أن أشجار الكبراش تعد مصدرًا لحمض التنيك، وهو مادة كيميائية تستخدم في معالجة الجلود.

هناك عدة أنهار بطيئة الجريان تجري في الجزء الجنوبي والشرقي من إقليم تشاكو. فهناك نهر بيلكومايو، الذي يشكل الحدود الجنوبية الغربية لباراجواي مع الأرجنتين. غالبًا ما يحدث أن يفيض نهر بيلكومايو وغيره من الأنهار في إقليم تشاكو إثر الأمطار الغزيرة في الصيف. وهناك بعض الأنهار التي تفيض مياهها خلال فصل الشتاء الجاف، فتتشكل السبخات المالحة. وفي كثير من أنحاء إقليم تشاكو تتصف المياه الجوفية بنسبة عالية من الملوحة، مما يجعلها غير صالحة للشرب أو للري. وتتوزع مزارع تربية المواشي في أنحاء من الإقليم وعلى الأخص في الجنوب. وهناك قوم يتكلمون الألمانية ممن يدينون بالعقيدة المانونيتية، وهؤلاء قد أنشأوا عدة مستوطنات زراعية خاصة بهم في الجزء الأوسط من إقليم تشاكو. كما أن هناك قبائل متناثرة من الهنود الغوارانيين، تقطن في أصقاع نائية من الإقليم. إلا أن الجزء الأكبر من إقليم تشاكو غير آهل بالسكان.

إقليم باراجواي الشرقية. ويقع ما بين نهر باراجواي ونهر بارانا. ويشكل بارانا جزءًا من حدود باراجواي مع الأرجنتين والبرازيل. ويجري هذا النهر في الأرجنتين إلى أن يصل إلى المحيط الأطلسي. وعلى هذا فإن نهر بارانا يسهل لباراجواي منفذًا إلى البحر. ويشغل نجد بارانا الكثيف الغابات الثلث الشرقي من الإقليم. أما الجزء الباقي من الأقليم فيتألف من سهول منخفضة معشبة، ومن هضاب تتوزع فيها الغابات.

وهناك ما يزيد على 95% من إجمالي الباراجواويين يقطنون في إقليم باراجواي الشرقية، ويتوزع معظمهم بمحاذاة نهر باراجواي أو في الجزء الجنوبي الغربي من الإقليم، حيث تتناثر البلدات الصغيرة والقرى الزراعية في مختلف أرجاء الريف المتموج. وتقع آسنسيون على نهر باراجواي بالقرب من نقطة التقائه مع نهر بيلكومايو.

المناخ:

حار رطب في معظم المناطق. ويُعدُّ إقليم تشاكو أشد أجزاء البلاد حرارة وجفافًا، أما نجد بارانا فأكثر الأجزاء برودة وأمطارًا. تقع باراجواي جنوب خط الاستواء، لذا فإن فصول السنة فيها بعكس الفصول في نصف الكرة الشمالي. ويبلغ متوسط درجات الحرارة في آسنسيون 19°م في يوليو و 29°م في يناير.

تتراوح كمية الأمطار التي تهطل في إقليم باراجواي الشرقية ما بين 125 و165سم سنويًا. وتهطل هذه الأمطار على مدار العام في الإقليم، أما كمية الأمطار في إقليم تشاكو فتتراوح ما بين 50 و 100سم سنويًا. وغالبًا ما يجتاح الإقليم مواسم من الجفاف شتاءً، ومواسم من الفيضانات صيفًا.

الاقتصاد

يعتبر اقتصاد باراجواي اقتصادًا متطورًا ؛ فصناعات الخدمات والزراعة، بما في ذلك الغابات، هي المصدر الذي يوفر الناتج الوطني الإجمالي، أي القيمة الإجمالية لجميع السلع، والخدمات التي يتم إنتاجها في الدولة سنويًا. وهناك الكثير من المشروعات التجارية والصناعات، التي تعود ملكيتها للقطاع الخاص. إلا أن الحكومة الوطنية تؤدي دورًا رئيسيًا في التخطيط الاقتصادي والتنمية الاقتصادية ؛ إذ إنها تمتلك أيضًا شركات في عدد من المجالات كالأعمال المصرفية، والتصنيع، والنقل، وإنتاج الطاقة.

صناعات الخدمات:

تدر هذه الصناعات نحو 55% من الناتج الوطني الإجمالي لباراجواي، وتعمل على تشغيل نحو 45% من الطاقة العاملة. ومعظم العاملين يعملون في هيئات حكومية، أو في المحلات التجارية والمطاعم والفنادق ؛ والمصارف ؛ وفي مراكز الرعاية الصحية ؛ وفي المدارس. وهناك آخرون يعملون في مجالات أخرى كالنقل والمواصلات.

فلاح يقطع قصب السكر في إحدى المزارع. إن قصب السكر والمحاصيل الأخرى كالأرز والقطن والتبغ، تنمو نموًا جيدًا في تربة باراجواي الخصبة ومناخها الحار والرطب.

الزراعة والغابات:

وتشكلان إلى حد كبير أساس اقتصاد باراجواي ؛ إذ إنهما المصدر الذي يوفر نحو 30% من الناتج الوطني الإجمالي للدولة، ويعملان على تشغيل نحو 45% من مجموع العاملين. وتشغل مزارع كبرى لتربية المواشي أجزاء مختلفة من إقليم تشاكو، ورقعة واسعة من إقليم باراجواي الشرقية. ويتميز إقليم باراجواي الشرقية بتوافر أفضل أنواع التربة في البلاد. ويقوم المزارعون بزراعة مختلف أنواع المحاصيل، بما في ذلك المنيهوت (الكسافا)، والقطن، والذرة، والأرز، وفول الصويا، وقصب السكر، والتبغ. إلا أن المزارع لا تشغل تقريبًا سوى خُمس الأراضي التي يمكن استغلالها في باراجواي في زراعة المحاصيل. وأحد الأسباب في ذلك هو أن الكثير من المزارعين لا يزرعون ما يفيض كثيرًا عن حاجة أسرهم من المحاصيل الزراعية. وفضلاً عن ذلك فإن استخدام المعدات والطرق التقليدية، يحول دون قيام الفلاحين بفلاحة أكبر قدر ممكن من الأراضي. وهناك الكثير من الفلاحين الذين لا يملكون أرضًا أو يستأجرونها. إنما هم ممن وضعوا أيديهم على أراضٍ عامة أو خاصة. إنهم يشتغلون في قطع صغيرة من الأرض إلى أن تتحول التربة إلى تربة مجدبة، وعندها ينتقلون إلى منطقة أخرى.

تربية المواشي من الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في إقليم باراجواي الشرقية. وتعد السهول المنخفضة المعشبة ـ والتي تشغل رقعة كبيرة من الإقليم ـ مثالية لرعي المواشي.
ومنذ منتصف القرن العشرين عمدت الحكومة إلى وضع برامج تهدف إلى حث الفلاحين على استخدام المعدات، والطرق الحديثة وعلى شراء الأراضي في المناطق البكر.

تشغل الأحراج نحو نصف مساحة باراجواي، وتعد من أثمن موارد الدولة الطبيعية، فهناك أنواع كثيرة من الأشجار يتم قطعها من أجل الأخشاب. كذلك فإن أشجار الكبراش التي تنمو في إقليم تشاكو بصورة رئيسية، يتم استغلالها من أجل حمض التنيك الذي يُستخدم في دباغة جلود الحيوانات. كما تُستخدم أوراق شجر الآس البري (البهشية) في صنع شاي الماتيه، وثمة أشجار ثمينة أخرى، من بينها أشجار الحمضيات البرية، والأرز، وأشجار جوز الهند.


التصنيع:

هو المصدر الذي يوفر نحو 15% من الناتج الوطني الإجمالي لباراجواي، ويعمل على تشغيل نحو 10% من العمال فيها. وتوجد أكبر المصانع في آسنسيون أو بالقرب منها. ويدخل ضمن السلع المصنعة الرئيسية الأطعمة والمشروبات المصنعة، ومنتجات الأخشاب، والنسيج، والإسمنت، والبضائع الجلدية.

مصادر الطاقة:

تقوم محطات الطاقة الكهرومائية المنشأة على نهري أكاري وبارانا بتزويد باراجواي بقدر وافر من الكهرباء. وعلاوة على ذلك فلدى البلاد إمكانات هائلة لتطوير الطاقة الكهرومائية إلى حد كبير. فمحطة سد إيتايبو للطاقة التي أنشأتها باراجواي والبرازيل على نهر بارانا، تعتبر من أضخم مشاريع الطاقة الكهرومائية في العالم. فقد شرعت المحطة في توليد الكهرباء عام 1984م، واكتملت عام 1991م. وتبلغ طاقتها 12,5 مليون ك/واط من الكهرباء.

التجارة:

من بين صادرات باراجواي الرئيسية البن، والقطن، ومنتجات اللحوم، وفول الصويا وغيرها من البذور التي تُستخرج منها الزيوت، وحمض التنيك، والأخشاب، والتبغ، والزيوت النباتية. وفي طليعة الواردات المواد الكيميائية، والمحروقات وزيوت المحركات، والحديد والفولاذ، والآليات، ومعدات النقل. وهناك تبادل تجاري بصورة خاصة بين باراجواي والأرجنتين، والبرازيل، والولايات المتحدة، والدول الأوروبية الغربية.

النقل والاتصالات:

تعتبر الأنهار بمثابة وسيلة نقل مهمة في باراجواي ؛ إذ تقع آسنسيون، وهي الميناء الرئيسي، على نهر باراجواي وعلى بعد نحو 1,600كم من المحيط الأطلسي. فللوصول إلى المحيط من آسنسيون تقوم القوارب برحلة تمر فيها بنهر باراجواي وصولاً إلى نهر بارانا، الذي يجري في الأرجنتين ويصب في المحيط الأطلسي. هناك طرق معبدة سريعة تربط ما بين المدن الرئيسية في باراجواي، إلا أنها تمثل أقل من خمس الطرق في البلاد. هناك أقل من 2% من إجمالي الباراجواويين ممن هم قادرون على شراء سيارة. وهناك جسر الصداقة المنشأ فوق نهر بارانا عند مدينة بورتو برزانت ستروسنر. ويعتبر هذا الجسر همزة الوصل بين شبكة الطرق الباراجواوية والخط البرازيلي السريع الذي يصل إلى ميناء باراناجوا على ساحل المحيط الأطلسي. وهناك الخط الحديدي الرئيسي والوحيد في باراجواي الذي يصل ما بين آسنسيون وإنكارناسيون. كما أن هناك مطارًا بالقرب من آسنسيون للرحلات الجوية العالمية.

تصدر في باراجواي أربع صحف يومية. هناك نحو 5% من السكان ممن يمتلكون جهاز المذياع، وأقل من 3% ممن يمتلكون جهاز التلفاز. ويضمن دستور الدولة حرية الصحافة.

نبذة تاريخية

العهد المبكر:

كان الهنود الغوارانيون أول من أقام فيما يعرف الآن بباراجواي. كانوا يجنحون إلى السلم، ويزرعون الذرة الشامية والمحاصيل الأخرى، ويصطادون الحيوانات البرية والأسماك، ويجنون الفواكه البرية. وفي أوائل القرن السادس عشر الميلادي أصبح الأسبان والبرتغاليون أول المستكشفين البيض الذين جاءوا إلى باراجواي. كان هؤلاء يبحثون عن طريق عبر القارة إلى بيرو وما تكتنزه من فضة وذهب. وفي عام 1537م قام شخص أسباني يدعى خوان دي آيولاس، برحلة في اتجاه منبع نهر بارانا ونهر باراجواي إلى أن وصل إلى نقطة شمال آسنسيون الحالية. ثم توجه إلى الداخل عن طريق إقليم تشاكو، في حين قام أفراد جماعته، الذين تخلفوا عنه ببناء حصن في آسنسيون. وهكذا، وتحت قيادة دومينغو مارتينيز دي إرالا، غدت مستوطنة آسنسيون مقر حكومة بالنسبة لجميع المستعمرات الأسبانية في الجزء الجنوبي الشرقي من أمريكا الجنوبية.

اليسوعيون:

بدأت البعثات التنصيرية من جماعة اليسوعيين في التوافد إلى باراجواي عام 1588م لتحويل الغوارانيين إلى طائفة الروم الكاثوليك. وعمدت تلك البعثات إلى إقامة مستوطنات تنصيرية أُطلق عليها اسم المؤسسات الإصلاحية وهناك كان الهنود يسكنون ويشتغلون. ولقد قام اليسوعيون بتعليم الغوارانيين عددًا من المهارات من بينها الحياكة، والنجارة، والطباعة. وكان معظم الهنود يحرثون الأرض، أو يرعون الماشية، ولقاء ذلك كانوا يحصلون على الطعام والكساء والسلع الأخرى. وهكذا صارت الإصلاحيات مستوطنات مزدهرة تصدِّر القطن، والتبغ، والماتيه، وجلود الحيوانات، والأخشاب. ومع حلول الثلاثينيات من القرن الثامن عشر الميلادي كان اليسوعيون قد أنشأوا زهاء ثلاثين إصلاحية، بلغ إجمالي عدد أفرادها نحو 140,000 نسمة.

وقد بلغ الأمر بالكثير من المستعمرين الأسبان، أن صاروا ينظرون بعين الحسد إلى ثراء اليسوعيين وسطوتهم، ورغبوا أن يستغلوا اليد العاملة من الهنود بالأجر الزهيد للعمل في مزارعهم. أما اليسوعيون فكانوا يشعرون أنهم يوفرون للهنود الحماية من رق يتهددهم، وجهزوا الجيوش لحماية أمن الإصلاحيات. ولقد تمخضت الشكاوى التي رفعها المستعمرون بخصوص سيطرة اليسوعيين عن قيام الملك تشارلز الثالث ملك أسبانيا بطرد اليسوعيين من مختلف الأراضي الأسبانية 1767م. فغادر اليسوعيون باراجواي، وتم هجر المؤسسات الإصلاحية. وهكذا استأنف بعض الهنود أنماط حياتهم السابقة، وأما الآخرون فراحوا يعملون لدى المستعمرين الأسبان.

الاستقلال:

طوال فترة القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين كان الكثير من الباراجواويين يشعرون بأن أسبانيا قد أهملت مستعمرتهم، وكانوا يبدون استياءهم إزاء الضرائب التي كانت تفرضها الدولة الأم. وفي عام 1776م ألحقت أسبانيا باراجواي بمستعمرة كبرى تدعى نيابة الملك في لابلاتا. وغدت مدينة بوينس آيرس في الأرجنتين عاصمة نيابة الملك هذه. ولقد ساء الباراجواويين أن تفرض عليهم الأوامر من بوينس أيريس، وفي عام 1811م أطاحوا بالحكم الأسباني في آسنسيون، وأعلنوا استقلالهم. وعمدوا إلى تشكيل جمعية تدير دفة الحكم في دولتهم الجديدة.

وفي عام 1814م، اختارت الجمعية محاميًا من أبناء باراجواي وهو خوزيه غاسبار رود ريغويز دي فرانسيا ليتسلم رئاسة الحكومة. وبعد سنتين، نصبته الجمعية حاكمًا مطلقًا مدى الحياة. وقد حكم فرانسيا مستخدمًا القوة العسكرية، وكان عديم الثقة في الأجانب، لذا فقد حظر الهجرة إلى بلاده، وحظر أيضًا التبادل التجاري مع الدول الأخرى. وهكذا انعزلت باراجواي عن سائر دول العالم، إلا أنه صار لديها شعور قوي بالوحدة والاستقلال.

وفي عام 1840م توفي فرانسيا، فعمدت الجمعية إلى اختيار كارلوس أنطونيو لوبيز ليتسلم مقاليد الحكم في البلاد. وفي عام 1844م أقرت جمعية أخرى دستورًا جمهوريًا، وتبنت تسمية لوبيز رئيسًا للجمهورية. ولقد مارس لوبيز الحكم، شأنه في ذلك شأن فرانسيا حاكمًا مطلقًا، إلا أنه اتبع سياسة على النقيض من سياسة فرانسيا ؛ فقد شجع على التبادل التجاري واستقدم الفنيين الأجانب ودعاهم إلى الاستقرار في باراجواي، كما أنه قام بشق الطرق، وإنشاء المدارس، وإيجاد جيش قوي الجانب.

تحطيم القوة العسكرية:

في عام 1862م توفي لوبيز، فانتخبت الهيئة التشريعية الباراجواوية ابنه فرانسيسكو سولانو لوبيز رئيسًا للجمهورية، ومنحته سلطات مطلقة. ولقد امتعض لوبيز من الجارتين الكبريين، الأرجنتين والبرازيل، ورغب في تقوية نفوذ بلاده في المنطقة. ففي عام 1864م وصلت الأمور به إلى محاربة البرازيل، وبعد أن رفضت الأرجنتين السماح للقوات الباراجواوية بعبور أراضيها لمهاجمة البرازيل، أعلن لوبيز الحرب على الأرجنتين. فتحالفت قوات الأرجنتين والبرازيل وأروجواي عام 1865م، وخاضت ضد باراجواي حرب التحالف الثلاثي أو ما يدعى بـ الحرب الباراجواوية. ولقد استمرت الحرب حتى عام 1870م عندما لقي لوبيز مصرعه، واستسلمت باراجواي. دمرت الحرب باراجواي تدميرًا هائلاً، وهبط عدد السكان من قرابة 525,000 نسمة عام 1865م، إلى نحو 220,000 عام 1871م.

وبعد أن وضعت الحرب أوزارها، ابتليت البلاد بصراعات على السلطة فيما بين فئات سياسية متنافسة، إذ تعاقب على رئاسة حكومة باراجواي أكثر من ثلاثين رئيسًا للجمهورية ما بين 1870 و1932م.

كذلك أدى النزاع حول ملكية إقليم تشاكو إلى انخراط باراجواي في الحرب مع بوليفيا عام 1932م. ومرة أخرى تكبدت باراجواي الكثير من الضحايا. وفي عام 1935م وقَّعت الدولتان على معاهدة صلح. ويُذكر أنه بموجب التسوية النهائية عام 1938م تم تعيين حدود جديدة لباراجواي، أعطتها جزءًا من إقليم تشاكو.

القلاقل السياسية:

استمرت القلاقل السياسية في تعكير صفو باراجواي بعد انتهاء حرب إقليم تشاكو ؛ فقد توالى على رئاسة الحكومة مرة أخرى عدد من رؤساء الجمهورية اعتلوا سدة الحكم وسط تذمر عارم حول تدني مستوى المعيشة، وعدم كفاية الخدمات العامة، ورداءة ظروف العمل. ويُذْكر أن اقتصاد باراجواي قد تحسن إبان الحرب العالمية الثانية (1939م - 1945م). وقد قدمت الولايات المتحدة القروض، والمساعدات الأخرى لكسب ود باراجواي. وقد أعلنت باراجواي الحرب على ألمانيا واليابان عام 1945م، إلا أنه لم تخض الحرب أية قوات باراجواوية.

اندلعت في باراجواي عام 1947م حرب أهلية إثر محاولة للمتمردين الإطاحة بالرئيس هيجينيو مورينيغو، الذي استمر في الحكم الاستبدادي منذ عام 1940م. وقد تم سحق التمرد، إلا أن حزب كولورادو الذي كان مؤيدًا لمورينيغو من قبل انشق إلى جماعتين، وقد انتهى الأمر بمورينيغو إلى أن أجبر على مغادرة البلاد، فتصارعت جماعتا كولورادو المتنافستان على السلطة. وقد تمكن فيديريكو شافيز، زعيم إحدى الجماعتين، من الاستيلاء على السلطة عام 1950م. إلا أن الجنرال ألفريدو سترويسنر، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزعيم الجماعة الأخرى، أجبر شافيز على الاستقالة عام 1954م. وقد رشح سترويسنر نفسه باسم حزب كولورادو في الانتخابات التي جرت في وقت لاحق من العام ذاته، وتم انتخابه رئيسًا للجمهورية بدون معارضة.

حكم سترويسنر والإطاحة به:

لقد عمد سترويسنر إلى استخدام سلطات الجيش والشرطة للاحتفاظ بالسيطرة على الحكومة، وقد أعيد انتخابه سبع مرات ما بين عامي 1958م و1988م. وقد عمدت الحكومة إلى الزج بالعديد من مناوئيها في السجن وإلى إبعاد الآخرين خارج البلاد. وقد تمكن سترويسنر ـ من خلال توطيده الاستقرار السياسي ـ من أن يجتذب المساعدات والاستثمارات الأجنبية، وشرع في برنامج واسع النطاق للتنمية الاقتصادية. وقد بدأت الحكومة بمشاريع ترمي إلى تحديث الزراعة، وشق الطرق، وتطوير صناعات جديدة، كما عملت الحكومة على تمتين الروابط الاقتصادية مع البرازيل، وبالتالي أسهمت في تطوير الأقاليم الواسعة في أقصى الجزء الشرقي من باراجواي.

لقد أسفر حكم سترويسنر عن إحراز تقدم اقتصادي لدى بعض الباراجواويين، والذي أدى بدوره إلى الاستقرار السياسي، إلا أن ذلك كان على حساب نظام ديمقراطي حر ومفتوح ؛ فقد تنامى عدد الباراجواويين الذين يطالبون بمزيد من الحقوق السياسية والإنسانية. وفي أوائل عام 1989م تمت الإطاحة بسترويسنر بانقلاب تزعمه الجنرال أندريه رودريجز. وقد تم انتخابه ـ وهو أحد أعضاء حزب كولورادو الحاكم ـ رئيسًا للجمهورية في مايو عام 1989م. بعد إقرار دستور جديد للبلاد في يونيو 1992م، أجريت أول انتخابات ديمقراطية تعددية في مايو 1993م. فاز حزب كولورادو بأغلب مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب واختير زعيمه خوان كارلوس وازموزي رئيسًا للبلاد. اغتيل نائب رئيس البلاد لويس ماريا أرجانا عام 1999م، واتهم مجلس الكونجرس الوطني (البرلمان) الرئيس راول كوباس جراو ورئيس أركان الجيش السابق لينو أوفيدو سيلفا بالتخطيط لعملية الاغتيال. قدم الرئيس استقالته، وفر بصحبة أوفيدو إلى خارج البلاد. تولى رئيس مجلس الشيوخ لويس جونزاليز ماتشي رئاسة الدولة.

إختبر معلوماتك :

  1. لماذا ذهب المستكشفون الأسبان والبرتغاليون إلى باراجواي ؟
  2. كيف أثرت الثقافة الغوارانية في الفنون بباراجواي ؟
  3. ما الأصل الذي يكاد ينحدر منه جميع سكان باراجواي ؟
  4. لماذا لا يقطن في إقليم تشاكو في باراجواي سوى العدد القليل من السكان ؟
  5. لمَ لا تشغل المزارع تقريبًا سوى خمس الأراضي التي يمكن الاستفادة منها في زراعة المحاصيل في باراجواي؟
  6. ما المقصود بالمؤسسات الإصلاحية ؟
  7. ما اللغتان الرئيسيتان في باراجواي ؟
  8. على أي نحو تستخدم كل لغة منهما في البلاد على أوسع نطاق ؟
  9. على أي نحو أثر حكم ألفريدو سترويسنر على باراجواي ؟
  10. لماذا وصلت الأمور بباراجواي إلى الحرب مع بوليفيا عام 1932م؟ وماذا كسبت باراجواي نتيجة الحرب ؟

المصدر: الموسوعة العربية العالمية