الرئيسيةبحث

الحضانة، مدرسة ( Nursery school )



مدارس الحضانة تعمل على تزويد الأطفال بوسائل اللعب التعليمي. تشتمل مدارس الحضانة ذات الإعداد الجيد على ساحات اللعب وتجهيزاته الضرورية.
الحَضَانة، مدرسة. مدرسة الحضانة نموذج من المدارس يختص بتعليم الأطفال في سنّي الثالثة والرابعة. ويتعلم فيها الأطفال من خلال اللعب والأنشطة الابتكارية تحت إشراف معلمين متخصصين. إن الحضانة، التي تعرف أحيانًا بالمرحلة قبل المدرسة أو مدرسة اللعب، تساعد الأطفال على تطوير قدراتهم الذهنية والجسدية، كما تساعدهم على التفاعل والعمل، في شكل مجموعات، إضافة إلى تعليم الأطفال السلوك السليم وقواعد الصحة وتشجيعهم على الاستقلال.

وتختلف مدارس الحضانة عن الحضانات اليومية، التي يقوم فيها بعض الأشخاص برعاية الأطفال خلال وجود آبائهم وأمهاتهم في العمل.

أساليب التعلُّم في مدرسة الحضانة

يقضي أطفال الحضانة كل وقتهم في ممارسة اللعب، أو الأنشطة التي يبتكرونها بأنفسهم، بدلاً من تقبل التوجيهات من المعلم. وتوجد بدور الحضانة مراكز يطلق عليها مراكز النشاط، وكل مركز مزود بأجهزة ومواد يستخدمها الأطفال.

التعلم من خلال اللعب:

تهتم مدارس الحضانة كثيرًا بموضوع اللعب، باعتبار أن الأطفال يتعلمون بصورة أفضل من خلال اللعب. إن أطفال ما قبل المدرسة لا يستوعبون الكلمات التي تدل على أشياء غير مألوفة لهم، ولذلك فهم يتعلمون أكثر من خلال الاحتكاك المباشر بتلك الأشياء. إنهم يتعلمون مسميات الأشياء وخواصها واستخداماتها من خلال اللعب بها. يأخذ الصغار تلك الأشياء في أيديهم، ويقارنونها ويعدّونها، ويقومون بتحريكها من مكان لآخر، وبذلك تعينهم هذه الأنشطة على فهم الاتجاهات والمسافات والأعداد والأشكال والأحجام.

يقوم أطفال الحضانة أيضًا بتنمية مهاراتهم الاجتماعية من خلال اللعب. فهم يتعودون على التفاعل الجمعي، وعلى المشاركة الاجتماعية، وأسلوب حل المشكلات، بالطرق الودية. إنهم يتعلمون كيفية التعبير عن آرائهم والاستماع لآراء الآخرين.

وهناك عدد من رياض الأطفال في بعض دول الغرب يتبع أسلوب المربية الإيطالية مونتسوري في التدريس، وهو أسلوب يقوم على إتاحة الفرصة للأطفال، لكي يختاروا بأنفسهم الطرق التي يودون التعلّم من خلالها، وبالتالي يشرعون في اتباعها كل على حدة. ★ تَصَفح: مونتسوري، طريقة.

اليوم الدراسي في مدرسة الحضانة:

يستمر اليوم الدراسي في الحضانة ساعتين أو ثلاثاً، تتخللها نشاطات تتسم بالتوازن بين الراحة والحركة. ويجلس الأطفال خلالها على أرضية الحجرة، أو على مقاعد قصيرة، يتبادلون الحديث مع المعلمات. ويكون موضوع الحديث بعض التجارب الجديدة، أو شيئًا أحضرته المعلمة معها إلى المدرسة. وربما تناقش الأطفال حول الاتفاق على خطة للنشاط في ذلك اليوم.

يعمل الأطفال في مراكز الأنشطة منفردين، أو في مجموعات، بينما ينشغل بعض الأطفال بمحاولة بناء المكعَّبات، يقوم آخرون بارتداء ثياب رجال الشرطة، أو ثياب الآباء والأمهات، أو غيرهم من كبار السن، الذين يحاولون تقمص شخصياتهم. ويقوم بعضهم الآخر بالرسم أو التلوين أو التشكيل بالصلصال، بينما ينشغل زملاء لهم بمحاولة حل الألغاز والاطلاع على الصور الملونة والاستماع إلى التسجيلات. وكل هذه الأنشطة تساعد الأطفال على التعلم بأساليب متعددة.

تقوم المعلمة ومعاونوها في نهاية كل نشاط صفِّي بتنظيف الصف وإعادة ترتيب المحتويات، ثم ينال الأطفال قسطًا من الراحة أو يتناولون وجبة خفيفة، أو يستمعون إلى قصة تلقيها عليهم المعلمة.

إن للكثير من مدارس الحضانة نشاطًا لاصفيًا، يقوم من خلاله الأطفال بممارسة بعض النشاطات التي تنمي أجسامهم،كالتسلق،والركض، والقفز. كما يمكن أن تشتمل الساحات الخارجية على بعض اللوحات الخشبية والصناديق التي تُصمَّم بأشكال، وأحجام متنوعة، لتمكين الأطفال من ممارسة تلك النشاطات.

وقد ينتهي اليوم الدراسي بمقطوعة موسيقية تتخللها الحركة والإيقاعات، ثم ينصرفون إلى منازلهم بعد أن يرتدوا ملابسهم وأحذيتهم بأنفسهم،ويأخذوا حاجياتهم.

معلِّمة الحضانة

دور معلمة الحضانة:

تقوم المعلمة بمهمة تعليم الصغار والعناية بهم وحبهم. وقد يكون التعليم بصورة مباشرة عندما تقوم المعلمة بسرد القصة، أو تعليمهم بعض الحروف، أو بصورة غير مباشرة، عندما يقوم الأطفال بتصميم لعبهم وممارسة اللعب بها. يحتاج أطفال مدرسة الحضانة ـ نسبة لصغر سنهم ـ إلى عناية فائقة من المعلمة، حتى لا يؤذوا أنفسهم. كذلك ينبغي على المعلمة أن تجعل العلاقة حميمة بينها وبينهم.

لابد لمعلم (معلمة) مدرسة الحضانة، أن يكون محبًا للأطفال جميعًا وأن يكون على درجة من الذكاء والتعليم، وقادرًا على التعامل مع الأطفال بطريقة تتسم بالحب والاحترام. وينبغي بالإضافة إلى ذلك، أن يكون لدى معلم الحضانة المعرفة والدراية بشأن التعامل مع أولياء الأمور وغيرهم من أجل إسعاد الأطفال.

نشأت مؤسسات شبيهة بمدارس الحضانة خلال القرن التاسع عشر الميلادي وعرفت في حينها بالكريشيز مدارس اليافعين ومدارس المواليد. في بداية القرن العشرين قامت الأختان البريطانيتان مارجريت وراشيل ماكميلان بإنشاء أول مدرسة عُرفت بمدرسة الحضانة في بريطانيا. لقد عملت هذه المدرسة على تعليم أبناء الفقراء في ضاحية من ضواحي مدينة لندن لمساواتهم مع أبناء الأغنياء الذين يتعلمون في منازلهم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية