النوير، قبيلة ( Nuer )
النُّوير، قبيلة. تعيش قبيلة النوير في أواسط شرقي إفريقيا. فهناك حوالي 460 ألفًا من النوير، في المراعي العشبية، ومستنقعات أعالي وادي النيل في جنوبي السودان وغرب أثيوبيا. وهم يتحدثون لغة النوير، التي تنتمي إلى العائلة النيلية من اللغات الإفريقية. وينتمي النوير إلى مجموعة من الأفارقة السود تدعى النيليون وهم يتصلون بقرابة وثيقة لقبيلة الدينكا في جنوبي السودان. ★ تَصَفح: الدينكا.
تؤدي الأبقار دورًا مهمًا في حياة النوير الاجتماعية والدينية. فعلى سبيل المثال، يعطي العريس هدية من الأبقار لعائلة العروس. ويقوم النوير بالتضحية بالأبقار لإلههم الأسمى وللأرواح الأقل شأنًا. والحليب ومنتجات الحليب مهمة في غذائهم، ولكنهم لا يذبحون الأبقار من أجل اللحم.
يسوق النوير قطعانهم إلى مراعٍ بجانب النيل وروافده أثناء موسم الجفاف، من يناير إلى مايو. أما أثناء موسم الأمطار، من مايو إلى ديسمبر، فيغمر النيل واديه، وينتقل النوير إلى أراضٍ أعلى، وهناك يقومون بزراعة الفول السوداني وحبوب الدُخن والمحاصيل الأخرى. ويبني النوير منازل من الطين المجفف ويسقفونها بالقش.
يدخل صبية النوير في مرحلة الرجولة، عندما يكونون بين 12 و 16عامًا. وأثناء مراسم الانضمام، يقوم أحد الكبار بجرح كل شاب من هؤلاء الشباب ستة جروح (شلوخ) عميقة بعرض الجبهة دلالة على النضج.
ينقسم النوير إلى عشائر يكون لأفرادها جد مشترك. وكل عشيرة لها مراعيها ومصادر مياهها الخاصة بها. وحتى القرن العشرين، لم يكن النوير منظمين تحت سيطرة قادة لهم. إذ كان أحد رجال الدين ويدعى كوارمون أو زعيم جلد النمر يساعد في تسوية الخلافات ويرأس الاحتفالات الدينية، ومع ذلك، كان له قليل من السلطة السياسية.
وقد أحدثت اتفاقية 1899م بين مصر وبريطانيا (الحكم الثنائي) بشأن السودان تغييرات كثيرة في النوير. فعلى سبيل المثال، بدأ النوير في تعيين زعماء لهم، ومع ذلك، ظلوا يرعون الأبقار ويمارسون ديانتهم التقليدية.