نيوكاسل ( Newcastle )
شركة بروكن هل تدير مصانع الفولاذ بنيوكاسل. تستخدم الشركة خام الحديد المستخرج في جنوب وغرب أستراليا. |
وقد اكتُشفت مناجم غنية بالفحم الحجري في وادي هنتر سنة 1797م. وكان أول تصدير من المستعمرة شحنة من هذا الفحم الحجري أُرسلت للبنغال سنة 1799م. وقد اجتذب وجود الفحم الحجري الصناعات الثقيلة للمنطقة وأدّى إلى تطوير ميناء نيوكاسل فيما بعد.
تتمتع المدينة بتسهيلات جيدة في مستويات التعليم الابتدائي والثانوي والجامعي. وفي سنة 1989م اندمجت جامعة نيوكاسل، التي تأسست سنة 1951م بمعهد هنتر للتعليم العالي ومعهد موسيقى كونسرفاتوار نيوكاسل.وتمنح الجامعة الدرجات العلمية في فن العمارة، والفنون الجميلة، والآداب، والاقتصاد، والتعليم، والهندسة، والصحة، والرياضيات، والطب، والموسيقى، والعلوم، والإدارة، والتكنولوجيا، والفنون المرئية والتمثيلية. وبنيوكاسل أيضًا شبكة واسعة من المدارس الفنية والمدارس الأخرى.
ويوجد بنيوكاسل أكبر صالة عرض إقليمية للفنون بأستراليا. ويُعقد بها كل ربيع كرنفال للأنشطة الثقافية والرياضية لمدة أسبوع يسمى الماتارا. ويوجد بها متحف بحري بقلعة سكراتشلي التاريخية. وقد بُني بها سنة 1988م متحف إقليمي ومركز علمي احتفالاً بمرور مائتي عام على إنشاء أستراليا.
أنشأت شركة بروكن هل بروبريتاري ليمتد مجمع الفولاذ بميناء نيوكاسل سنة 1915م. وتعتبر نيوكاسل الآن المقر الرئيسي لقسم منتجات القضبان والأعمدة وإنتاج الفولاذ بالشركة. ويوجد مسبك ألومنيوم تم افتتاحه سنة 1984م في توماجو، وينتج حاليًا ثلث إنتاج أستراليا من الألومنيوم. وتشمل الصناعات الثقيلة الأخرى الهندسة والتصنيع، وصهر الرصاص والزنك، وبناء وإصلاح السفن. وتشمل القاعدة الاقتصادية لنيوكاسل أيضًا تصنيع الأغذية، والإلكترونيات، والمواد الكيميائية، والزجاج، والخرسانة الجاهزة، والمنسوجات، والملابس.
يعمل حوالي 15% من القوة العاملة بنيوكاسل في صناعات ثانوية. أما الصناعة الأساسية التي تتضمن الزراعة، والتعدين، وصيد الأسماك، فيعمل بها أيضًا حوالي 15% من القوة العاملة. ولكن أغلب القوة العاملة تعمل في قطاع الخدمات مثل المهن، والتجارة، والمال، والنقل، والتعليم، والسياحة، والبناء.
يُعتبر ميناء نيوكاسل المركز التجاري والاقتصادي لمنطقة هنتر ولجزء كبير من شمال مقاطعة نيو ساوث ويلز. وتخدم إمكانيات الميناء الحديثة أكثر من ألف سفينة سنويًا، تنقل أكثر من 35 مليون طن متري من البضائع. وتمثل صادرات الفحم الحجري حوالي 29 مليون طن متري من هذا الإجمالي. تشمل الصادرات الرئيسية الأخرى الألومنيوم، والحديد، والفولاذ، والقمح، وخشب الصناعة الخام.
المناخ في نيوكاسل معتدل. ويتراوح متوسط درجة الحرارة صيفًا، بين 19 و 26 درجة مئوية وبين، 9و 16 درجة مئوية شتاءً. ويبلغ متوسط سقوط الأمطار السنوي 105سم.
يربط طريق سفر الباسيفيك نيوكاسل بمدينة سيدني. كما يربط هو وطريق نيوإنجلاند بين نيوكاسل ومدينة برزبين. كما تم إنشاء طريق مزدوج متصل من وارونجا إلى هكسهام سنة 1993م يختصر وقت الرحلة بين سيدني ونيوكاسل إلى ساعتين.
يربط خط سكة حديدية كهربائي سيدني بنيوكاسل، كما يمتد خط حديدي غير مكهرب إلى الشمال بجوار الساحل وإلى السهول بالداخل. وتربط خطوط السكك الحديدية والحافلات بين الضواحي المحلية. وتعمل خطوط الطيران التجاري بين مطاري وليمتاون وبليكان.
تخدم نيوكاسل محطة إذاعة تجارية قصيرة الموجة (إف ـ إم)، وأربع محطات إذاعة تجارية متوسطة الموجة (إيه ـ إم)، فضلاً عن ثلاث محطات إذاعة محلية، ومحطة تِلْفاز تجارية، ومحطات تِلْفاز تابعة لهيئة الإذاعة الأسترالية، ومحطة إذاعة خاصة، فضلاً عن جريدة يومية هي النيوكاسل هيرالد.
نظام الحكم:
يدير منطقة نيوكاسل مجلسان للحكم المحلي. ويتكون مجلس مدينة نيوكاسل من عمدة و 12 عضو مجلس تشريعي، ويشرف على الخدمات البلدية مثل بناء الطرق والأنشطة الترويحية. أما مجلس مدينة ليك ماكووري فيدير أغلب المنطقة الباقية من نيوكاسل الكبرى.نبذة تاريخية:
عثر الملازم جون شورتلاند على نهر هنتر سنة 1797م بينما كان يطارد مساجين منفيين هاربين. كما اكتشف مناجم الفحم الحجري، ونتيجة لهذا الاكتشاف قام الحاكم فيليب كنج بمعاينة المنطقة. وفي سنة 1801م قام المستعمرون بمحاولة غير ناجحة لإنشاء مستوطنة. وفي سنة 1804م أُنشئت قرية جديدة للعقوبات.ظلت نيوكاسل مكانًا ثانويًا لمعاقبة السجناء المنفيين حتى سنة 1823م. وكان الفحم الحجري وخشب الصناعة الخام أهم منتجات المستوطنة. وفي سنة 1828م، حصلت الشركة الزراعية الأسترالية على امتياز استخراج الفحم الحجري. وقد اجتذب هذا الوضع العمالة وتطورت المنطقة بسرعة. وفي أربعينيات القرن التاسع عشر ومابعدها واجه هذا الاحتكار منافسة شديدة، وبتطور التعدين خلال خمسينيات القرن التاسع عشر توسعت نيوكاسل بسرعة كبيرة.
ضُمت أجزاء نيوكاسل في بلدية مستقلة سنة 1859م. واعتبارًا من سنة 1871م، أصبحت البلدان الصغيرة المحيطة بها بلديات مستقلة. وفي سنة 1938م تم ضّم عشر من هذه البلديات إلى نيوكاسل لتكّون مدينة نيوكاسل الكبرى.
أُفتُتح الخط الحديدي بين سيدني ونيوكاسل سنة 1889م. وفي سنة 1915م بدأت شركة بروكن هيل بروبريتاري ليمتد أول مجمع فولاذ كبير في أستراليا بمدينة نيوكاسل وأصبحت المدينة مركزًا صناعيًا رئيسيًا.
كما أصبحت نيوكاسل أحد أكبر مواني أستراليا. وقد أُنشئ حوض السفن الحكومي داخل الميناء، في كارينجتون سنة 1941م. وخلال الخمسينيات من القرن العشرين، قامت وزارة الأشغال العمومية بتجفيف المستنقعات وتطوير الصناعة وتطوير إمكانيات الميناء في جزيرة كوراجانج بنهر هنتر أمام مجمع الفولاذ. وفي السبعينيات وأوائل الثمانينيات من القرن العشرين استمرت الصناعة والتجارة بالمدينة في التوسع نتيجة استغلال مناجم الفحم الحجري الضخمة في وادي هنتر.
وفي يوم 28 ديسمبر سنة 1989م أُصيبت نيوكاسل بزلزال مات فيه 12 شخصًا.