الرئيسيةبحث

نيو كاليدونيا ( New Caledonia )



خريطة نيوكاليدونيا
نيو كاليدونيامن الأقاليم الفرنسية التي تقع وراء البحار. وتقع في جنوب غربي المحيط الهادئ وعلى بعد نحو 1,930كم شمال شرقي مدينة سيدني بأستراليا.

يبلغ طول الجزيرة الرئيسية في نيو كاليدونيا ما يقارب 400كم، وعرضها 50كم، ومساحتها 16,749كم². ويحيط بها شعب مرجانية. ومن الجزر التابعة لها جزيرتا لويالتي التي تبلغ مساحتهما 2,085كم².

والمناخ في نيو كاليدونيا لطيف، فدرجة الحرارة تتراوح، بين 24°م في شهر يوليو و30°م في شهر يناير. ويبدأ الموسم المعتدل عديم الأمطار من شهر أبريل ويستمر حتى شهر نوفمبر، أما الموسم الحار ذو الأمطار فيبدأ من شهر ديسمبر إلى شهر مارس.

ويبلغ تعداد سكان نيو كاليدونيا نحو 197,000نسمة. ويشكل السكان من الأصل الميلانيزي ـ وهم أكبر مجموعة سكانية ـ نحو 40% من عدد السكان. ويشكل الأوروبيون ثاني أكبر مجموعة سكانية. وتشمل المجموعات الأخرى الإندونيسيين والبوليينيزيين والفيتناميين.

الشعْب الميلانيزي:

هم السكان الأصليون في نيوكاليدونيا ويتحدثون 27 لغة مختلفة والعديد من اللهجات. ويسكن بعض أفراد الشعب في المناطق الريفية في أكواخ مصنوعة من سعف وأوراق شجر جوز الهند. إلا أن الأغلبية تعيش في بيوت خرسانية ذات أسقف من الحديد المموَّج. والشعب الميلانيزي معروف برقصه العنيف في الاحتفالات التي تقام لطقوسهم الدينية وغيرها. ويسمَّى هذا الرقص: بلوبيلو. ويُعرف سكان جزيرتي لويالتي برقصتهم المسماة تشاب تشاب.

الإندونيسيُّون والفيتناميّون:

انحدر الإندونيسيون والفيتناميون الذين يعيشون في نيوكاليدونيا أساسًا من العمال الأجراء الذين جلبوا إلى الجزيرة في أزمنة سابقة. وقد حافظوا على العديد من عادات وأنماط معيشة بلادهم. ويعمل الكثير من سكان جزر المحيط الهادئ الأخرى في مناجم ومصهر النيكل.

صيد الأسماك بالرمح في الأنهار المحلية يعدّ واحدًا من الأنشطة التقليدية للشعب الميلانيزي التي لاتزال تمارس في المناطق الريفية الاستوائية في نيوكاليدونيا.

الاقتصاد:

تعد صناعة تعدين النيكل أهم صناعة في نيوكاليدونيا التي تجعلها ثاني أكبر منتج للنيكل في العالم بعد كندا.

ويستخلص خام النيكل من مناجم مفتوحة في مناطق بورو، ونيبوي وثيو. ويوجد مصهر النيكل في ضاحية دونيامبو على مشارف مدينة نومييا حيث تتم تنقية النيكل الخام إلى درجة 80% وتنتج نيوكاليدونيا نحو 70 ألف طن متري من خليط الحديد والنيكل في السنة.

وتشكل السياحة الصناعة الثانية من حيث الأهمية حيث قام في أوائل الثمانينيات نحو 80,000 زائر بزيارة نيوكاليدونيا، هذا بالإضافة إلى قرابة 43,600 مسافر على السفن الزائرة. غير أن العنف السياسي أدى إلى انخفاض أعداد الزائرين. وهناك بضعة فنادق فخمة في مدينة نومييا. ويذهب كثير من الزوار إلى حوض الأحياء المائية ذي الشهرة العالمية على شاطئ أنسي فاتا بالقرب من نومييا، وأيضًا إلى المستعمرة العقابية السابقة عند جزيرة نو. وتعتبر جزيرة باينز (الصنوبر) من المتنزَّهات المشهورة.

وتشكل تربية المواشي كالأبقار والماعز والخنازير والخيول أهمية للاقتصاد. وتقوم نيوكاليدونيا كذلك بتصدير لب جوز الهند المجفف والقهوة.


النقل والمواصلات:

تربط خدمات الشحن المنتظمة نومييا بالعديد من مناطق العالم. وتبحر السفن الصغيرة داخل مياه نيوكاليدونيا إلى جزر البلدان المجاورة في المحيط الهادئ وتخدم الرحلات الجوية المطار الدولي الحديث في منطقة تونتوتا التي تبعد نحو 50 كم عن نومييا.

التعليم:

إلزامي في نيوكاليدونيا. ويذهب مايقارب من نصف أطفال نيوكاليدونيا إلي مدارس خاصة بينما يذهب النصف الآخر إلى مدارس حكومية مجانية. وتقوم فرنسا بتمويل التعليم الثانوي، ويؤدي الطلاب الاختبارات طبقًا لاختبارات المدارس الحكومية الفرنسية. ولغة التعليم هي الفرنسية. وأجريت محاولات لتعميم مواد مدرسية مناسبة للطلاب الميلانيزيين. وتقدم الحكومة منحًا دراسية للتعليم العالي في فرنسا.

نومييا ، عاصمة نيو كاليدونيا، وهي المدينة الوحيدة على الجزيرة الرئيسية التي تسمى أيضًا نيو كاليدونيا.

نظام الحكم:

تعيِّن الحكومة الفرنسية مندوبا ساميًا ذا صلاحيات كبرى ممثلاً لها في نيوكاليدونيا. ويناقش مجلس نيابي مكون من 36 نائبًا ميزانية الإقليم التي تقدمها الحكومة ويوافق عليها.

ويمكن للمجلس كذلك أن يعبر عن رغباته حول المسائل السياسة التي تقع خارج سلطة التشريع التي تسيطر عليها باريس. ويجتمع الحاكم، بوصفه سلطة تنفيذية مع المجلس الاستشاري الذي يترأسه الحاكم. ويقوم مجلس الإقليم بانتخاب بقية الأعضاء. وهناك ممثلان عن نيوكاليدونيا في البرلمان الفرنسي. ويقوم الناخبون في الإقليم بانتخاب نائب في المجلس الوطني الفرنسي وعضو في مجلس الشيوخ الفرنسي. وهناك كذلك ممثل عن نيو كاليدونيا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الفرنسي.


نبذة تاريخية:

ربما كان سكان نيوكاليدونيا الأصليون مهاجرين من جزيرة بابوا. وبعض سكان جزيرتي لويالتي هم من أصل بولينيزي. وأول شخص من أصل أوروبي يزور نيوكاليدونيا هو جيمس كوك الذي رسا في منطقة بالاد على الساحل الشمالي الشرقي يوم 4/9/1774م.

وأقام المنصرون الكاثوليك الفرنسيون إرسالية في بالاد في عام 1843م. واستولى العميد البحري فينريير ديزبوانت على ملكية الجزيرة لصالح فرنسا في عام 1853م بعد أن قامت مجموعة من الميلانيزيين بقتل وأكل طاقم إحدى سفن الاستطلاع الفرنسية في عام 1850م.

وكانت فرنسا تستخدم جزيرة نود وجزيرة أيل أوف باين لترحيل المحكوم عليهم فيما بين عامي 1864م و1897م، وكان العديد من الرجال مطرودين سياسيين. وبعد أن توقفت أعمال الترحيل شكَّل هؤلاء وعائلاتهم ـ خلال عشرات السنين ـ معظم السكان الأوروبيين. وتم اكتشاف النيكل في عام 1863م وبدأ اندفاع الناس إلى المنطقة في السبعينيات.

وأثناء الحرب العالمية الثانية (1939م-1945م) أعلن سكان نيو كاليدونيا تأييدهم للقوات الفرنسية الحرة، وغدت الجزيرة موقعًا مهمًا في الدفاع عن الجزء الغربي للمحيط الهادئ، حيث تمركزت قوات كثيرة من الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا في الجزيرة الرئيسية.

وألغت الحكومة في عام 1951م نظام العمالة الأجيرة، الذي عمل تحته في نيوكاليدونيا نحو 13 ألف عامل من الصين وإندونيسيا وفيتنام. وتم إرجاع معظم هؤلاء العاملين إلى بلادهم في أوائل الستينيات.

ومنذ عام 1982م وبعد أن تنبه الميلانيزيون إلى أنهم سوف يصبحون أقل عددًا من المواطنين الفرنسيين ثاروا بقوة وأحيانًا بعنف من أجل الاستقلال.

وقامت الحكومة الفرنسية بمنحهم بعض التنازلات إلا أن الميلانيزيين استمروا في المطالبة بالاستقلال.

وثار العنف في عام 1988م بين بعض الميلانيزيين والمسؤولين الفرنسيين. ووافق الناخبون فيما بعد في السنة نفسها على اتفاقية سلام، نصَّت على استفتاء حول الاستقلال في عام 1998م. وأظهرت نتيجة الاستفتاء رغبة الشعب في حكم ذاتي أوسع للإقليم.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية