الرئيسيةبحث

العثة ( Moth )



أيقونة تكبير العثة
العُثَّةُ واحدة من مجموعة كبيرة من الحشرات المتباينة، ذات الصِّلة الوثيقة بالفراشات. وتملك كلُّ الفراشات وكذلك كلُّ العُثَّات تقريبًا زوجين من الأجنحة ؛ أحدهما كبير ويوجد في الأمام والآخر صغير ويوجد في الخلف. وتُكِّون العُثات والفراشات معًا المجموعة الحشرية رتبة: حرشفية الأجنحة. ويشير الاسم إلى الحراشف الذَّرورية الدقيقة التي تُغطِّي أجنحة كلٍّ من الفراشات والعُثَات.

تعيش العُثات في كلِّ أنحاء العالم عدا المحيطات، حيث تسكن الأدغال الحارة قرب خط الاستواء، كما وجدت حتى في قمم القطب الثَّلجية. وتتفاوت العثات كثيرًا من حيث الحجم، وأكبرها حجمًا عُثّات هرقل الأستراليَّة العملاقة، والعُثَّة البومية العملاقة الأمريكيَّة الجنوبيَّة، حيث لدى المجموعتين مدى جناحين يبلغ نحو 30سم. أما أصغر العُثَّات فلديها مدى جناحين يبلغ نحو 3 ملم. وهي تنتمي إلى مجموعة من العُثَّات تُدعى ناخرات الأوراق.

يتغير شكل العثة أثناء تطورها إلى عثة متكاملة النمو كالفراشات تمامًا. ولا تنمو الأجنحة إلا في العثة الكاملة النمو فقط. وتبيض أنثي العُثَّة المكتملة الكثير من البيض والذي يفقس مُعطيًا يساريع شبيهة بالدِّيدان، تتغذى بصورة متواصلة تقريبًا، وتنمو بسرعة. وعند اكتمال النّمو، يُّكَوِّن اليسروع غطاءً صلبًا، شبيهًا بالصدفة، حول جسمه، ويتم في داخله التَّحورات الأخيرة من دورة حياة العُثَّة، تخرج بعدها العثَّة كاملة النّمو من ذلك الغطاء الصَّلب. وتختلف العثَّات عن الفراشات اختلافات عديدة أساسيَّة. فمثلاً تطير العديد من العُثَّات عند الغروب أو في الليل، بينما تطير الفراشات خلال النهار. وترتبط الأجنحة الخلفية في غالبية العثات بالأجنحة الأماميَّة عن طريق شوكة واحدة أو عن طريق العديد من الأشواك التي تسمى أشواك شبك الأجنحة، بينما لا توجد أشواك شبك الأجنحة في الفراشات. وإضافة إلى ذلك فإنَّ الغالبية العظمى من الفراشات لديها قرون استشعار متضخمة الأطراف، وشبيهة بالصولجانات، بينما قرون الأستشعار في غالبيَّة العُثَّات ليست صولجانيَّة.

تعتبر بعض العُثَّات آفات ؛ وذلك لأنَّ يساريعها تتغذى بالأشجار أو المحاصيل أو الملابس وتدمرها. ولكن هناك العديد من العُثَّات المفيدة للإنسان، ولتوازن البيئة الطبيعي، حيث يستخدم النَّاس يساريع بعض العُثَّات لإنتاج الحرير الطَّبيعي، وكذلك تقوم العديد من العُثَّات اليافعة بتلقيح الأزهار.

جسم العثة

تشريح العُثة. لجسم العُثة ثلاثة أجزاء رئيسية 1- الرأس 2- الصدر 3- البطن. ويحمل الرَّأس الأعضاء الحسيّة الرَّئيسيَّة، ويسند الصَّدر الأجنحة والأقدام، ويشتمل الجسم على بعض الأعضاء الدَّاخليَّة والخارجية المختلفة. وتظهر الرسومات أدناه السمات الدَّاخليّة والخارجية لأنثى عُثة عادية.
ينقسم جسم العُثّة، مثل بقية أجسام الحشرات الأخرى، إلى ثلاثة أقسام رئيسيَّة 1- الرَّأس 2- الصدر 3-البطن.

الرأس:

يحمل رأس العُثَّة العيون، وقرون الاستشعار، وهي أعضاء الحسِّ الأساسيَّة في الحشرة، وأجزاء الفم.

العيون. تملك العثة زوجًا من العيون المركَّبة الكبيرة، حيث توجد عينٌ على كلٍّ جانب من جانبي الرَّأس. وتتكوَّن كلُّ عينٍ من تلك العيون من العديد من العديسات المنفصلة التَّي تلتقط صورةً متكاملة من جزءٍ ـ فقط ـ من محيط العثَّة. والعيون المركَّبة مهيئةٌ بطريقة خاصة لمساعدة الحشرة في تحديد الأجسام المتحرِّكة مثل عدو قادم.

قرون الاستشعار. ينمو من بين عيني العثَّة المركَّبتين زوجٌ من قرون الاستشعار، تستعملهما العثّات أساسًا للشَّم ؛ لأنهما شديدا الحساسية في التقاط المواد الكيميائية الموجودة في الهواء. وتفرز إناث العُثّات مواد كيميائية طيَّارة تُسمَّى الفيرومونات ؛ وذلك لجذب الذُّكور للتَّزاوج، ومن ثم يستطيع ذكر العثّة شم أنثاه عن طريق قرني استشعاره من مسافة تصل 8كم.

أجزاء الفم. تتغذَّى العثة اليافعة أو المكتملة أساسًا بالسَّوائل مثل رحيق الأزهار وعصير الفاكهة. وتمتصُّ غذاءها بلسان طويل أجوف يسمى الخرطوم، ويُطْوَى أسفل الرَّاس عند عدم استخدامه.

الصَّدر:

يُكَوِّن الصَّدر الجزء الأوسط من جسم العثَّةُ، وتلتصق به الأرجل والأجنحة.

الأرجل. لدى العُثَّة المكتملة ثلاثة أزواج من الأرجل، يتكوَّن كلِّ منها من خمس قطع متّصلة بمفاصل، كما توجد أعضاء حاسة الذَّوق في طرف كلِّ رجل.

الأجنحة. يتكون كلُّ جناح من أجنحة العُثَّة من غشائين، كما تدعم شبكة من الأنابيب الصَّلبة المفرغة، تُدعَى العروق كلَّ جناح. وتغطيِّ حراشف دقيقة أغشية الأجنحة مكونة ألوان تلك الأجنحة وأنماطها. وإناث بعض الأنواع ليست لها أجنحةٌ ومن ثم لا تستطيع الطيَّران.

البطن:

تحتوي منطقة البطن على الأعضاء التناسلية وعلى الأعضاء الرئيسيَّة من الجهاز الهضمي. كما توجد ثقوبٌ دقيقةٌ على جانبي منطقة البطن تُسمَّى الثغور التنفسيّة تقود إلى جهاز الحشرة التَّنفسي. ويدخل الأكسجين إلى جسم الحشرة عن طريق تلك الثّغور التَّنفسيّة.

دورة حياة العثة

تمرُّ كلُّ عُثّة بأربع مراحل ـ خلال دورة حياتها ـ هي: 1- البيضة 2- اليرقة 3- الخادرة 4- العثة الكاملة، وتسمى عمليَّة النُّمو خلال أربع مراحل مختلفة التحوُّل.

الأنثى وهي تضع البيض
اليرقـــــة
صدفة الخادرة وعثة مكتملة النمو

البيضة:

تضع إناث العُثَّات بيضها إمَّا مرةً واحدةً أو في عدة مرات، وعادةً ما يكون ذلك في فصل الصيَّف أو الخريف. وقد تضع الأنثى الواحدة مايتراوح بين كمية قليلة من البيض وما يزيد عن 18,000 بيضة. وأغلب بيض العثَّات مستديرٌ أو بيضي، ويصل حجمه إلى أقلِّ من ملم واحد، وغالبًا ما تضع الأنثى بيضها على أنواع النَّباتات التي تفضلها صغارها غذاءً لها. ويفقس بيض غالبية أنواع العثات خلال أسبوع واحد، بينما لا يفقس بيض أنواع أخرى حتَّى فصل الرَّبيع.

اليرقة:

تُسمَّى اليرقة اليسروع، وهي تزحف خارجةً من البيضة. ويتكون جسمها من 14 حلقة، بما في ذلك الرَّأس. ولدى اليساريع ثلاثة أزواج من الأرجل تقع بالقرب من مقدمة الجسم، كما لدى غالبية اليساريع خمسة أزواج من النتوءات الشَّبيهة بالأرجل، تسمى الأرجل البطنية، توجد في مؤخرة الجسم. وكثير من يساريع العثَّات ذات ألوان عديدة، بينما لدى بعضها أشواكٌ وشعيراتٌ مخيفة.

ولدى اليساريع أجزاء فم ماضغة. وتتغذَّى يساريع العثَّات أساسًا بأوراق النَّباتات وأجزائه الأخرى، وقد تتغذَّى بالأخشاب، ويرقات الحشرات الأخرى والشَّعر. كما يتغذَى كثير من يساريع العُثات بالملابس والمواد الأخرى المصنوعة من صوف الغنم. وينبت تركيبٌ قصير أسفل فم اليسروع يُسمَّى الغازلة، يدفع عبره اليسروع تيَّارًا مستمرّا تقريبًا من الحرير السائل، الذي يتصلَّب بسرعةٍ مكونًا خيطًا رقيقًا يُعطي اليسروع دعامة تمكنه من الزَّحف. وتنمو اليساريع حتى تصل إلى مرحلة الاكتمال في مدة تتراوح بين شهر وعدة أشهر اعتمادًا على النَّوع وعلى عوامل أخرى. وتنسلخ اليساريع من جلدها مرات عديدة خلال نموِّها، مثلها في ذلك مثل الحشرات الأخرى، وتُسمَّى هذه العمليَّة بالانسلاخ.

الخادرة:

يحوِّل الانسلاخ النهائي اليسروع ويشكله إلى خادرة وهي طورٌ ساكن تتمُّ خلاله تغييراتٌ بدنيَّةٌ كبيرة، قد يحيط اليسروع نفسه فيها بغزل شرنقةٍ حريريَّة تُثَبَّت على فرع شجرةٍ أو على أيِّ جسم صلب. كما تكون الحشرة داخل الشَّرنقة صدفةً واقيةً من مادة الكيتين. ولا تنسج بعض اليساريع شرنقةً حريريَّةً حول نفسها، ولكنَّها قد تحفر لنفسها نفقًا في الأرض أو تختبئ تحت الأجزاء غير الملتصقة من قلف الأشجار قبل أنْ تكون الصدفة الكيتينية.

ولا تتحرك الحشرة خلال مرحلة الخادرة، بل يتحوَّل اليسروع الدُّودي الشكل داخل الصَّدفة الكيتينية إلى عثَّةٍ يافعة. ويُسمَّى هذا التَّحول تَخَدُّر الحشرة، وقد يستغرق فترة تتراوح بين أيام معدودات وعدة أشهر على حسب النَّوع.

العثة الكاملة:

تخرج العُثة المكتملة بكسر الجدار الكيتيني للخادرة عند نهاية فترة التَخَدُّر. وإذا كانت العثَّة ذات أجنحة، تبدأ بضخ الدَّم عبر العروق داخل الأجنحة لتمدِّدها ومن ثمَّ تطير باحثةً عن الطَّعام أو الرَّفيق. وتعيش غالبية العُثَّات المكتملة النمو أيامًا معدودات لعدِّة أسابيع، وقد يعيش بعضها لستَّة شهورٍ أو أكثر. وقد لا تتغذَّى بعض العُثَّات المكتملة النمو إطلاقًا، ومن ثم فهي لا تعيش إلاَّ أيامًا محدودة.

الهجرة

تحتاج معظم العُثَات للهواء الدَّافئ لكي تقوى عضلات الطيران لديها، ومن ثم فإن أكثر وقت توجد فيه العثات هو الصَّيف والخريف. وتعيش أنواعٌ قليلة ـ فقط ـ كعُثَّات مكتملة خلال فترة الشِّتاء. وتقوم تلك العُثات بتقوية عضلات طيرانها، بضرب أجنحتها بسرعة، قبل أنْ تتمكَّن من الطَّيران.

وتتجنب بعض العُثَّات الجو البارد بالهجرة إلى الأماكن الأدفأ. فمثلاً تهاجر عثَّة الصقر الطنانة من الجزر البريطانيَّة إلى جنوب أوروبا في فصل الخريف. وقد تهاجر العُثات أيضًا لتفادي بعض الظَّروف غير المواتية الأخرى. فمثلاً تهاجر عثَّات بوجنج الأستراليَّة من مراعي السهول المنخفضة خلال فصل الصَّيف إلى الجبال، لتفادي الحرارة الشَّديدة. وفي الجبال حيث يندر الغذاء تدخل العُثَّات في فترة من الخمول تُسمَّى السكون أو الكُمون وذلك لخفض معدل الطَّاقة التي تحتاجها، ثمَّ تعود إلى نشاطها بحلول الخريف، حيث تعود إلى المناطق المنخفضة مرةً أخرى للتَّزاوج.

الدِّفاع ضدَّ الأعداء

يسروع عُثة الغجر من آفات الغابات الخطيرة ؛ لأنها تحطِّم سنويًا مساحات شاسعة من الغابات في نصف الكرة الشِّمالي وذلك بتعرية الأشجار من أوراقها.
للعُثَّات العديد من الأعداء. فمثلاً تضع بعض أنواع الزنابير بيضها على يساريع العُثَّات أو داخلها كي تتغذَّى يرقاتها (الزنابير) بعد فقسها، بسوائل جسم اليسروع، ثم تقتله. كما تتغذى بعض الحيوانات الأخرى مثل العناكب والطيور والخفافيش بالعثات المكتملة.

ولذلك، يوجد لدى العُثَّات العديد من الوسائل التي تُدافع بها عن نفسها ضدَّ أعدائها. وبنشاطها اللَّيلي، مثلا تتفادى العُثَّات العديد من المفترسات نهاريَّة النَّشاط. وبالإضافة إلى ذلك لدى العديد من العُثَّات ألوانٌ تتمازج تمامًا مع بيئاتها، مما يصعب معها رؤيتها. فمثلاً تشبه بعض العُثَّات قلف أو أوراق بعض الأشجار، كما توجد لدى بعض العُثَّات علاماتٌ في أجنحتها تشبه عيون الحيوانات الكبيرة تخيف بها بعض المفترسات.

ويساريع بعض العُثَّات ذات مذاق سيئ أو سامَّة للمفترسات، ولدى تلك اليساريع علاماتٌ مميّزة ظاهرة. فإذا أكل أحد الحيوانات واحدًا من تلك اليساريع، فإنَّه غالبًا ما يتحاشى أكل واحدٍ آخر توجد به تلك العلامات نفسها.

أهمية العُثَّات

شرانق غنية بالألوان لعُثّة الحرير نوع بومبايكس موري، تملأ إطار منتج الحرير (الصورة أعلاه). يُتحَصَّلُ على الحرير بإزالة الشَّرانق. في الصّورة ـ أيضًا ـ يساريع العثَّة تزحف عبر الإطار.
لعلَّ أكثر منفعة معروفة من منافع العُثَّات للإنسان هي إنتاج الحرير الطبيعي. فقد استخدم الصِّينيُّون نوعًا من العُثّات تدْعَى بومبايكس موري (دودة القز) لإنتاج الحرير منذ أكثر من 4000 عام. وللحصول على الحرير، يسحب العمَّال شرنقة العُثَّة الحريرية في خيط واحد طويل يُجمع مع خيوطٍ من شرانق أخرى، لغزل أقمشة حريريَّة.

والعُثَّات مهمَّة أيضًا وبخاصة في تلقيح أنواع ٍ معينةٍ من الأزهار، ويتم ذلك عندما تَحُطُّ العثة على تلك الأزهار لتتغذَّى برحيقها. وعندها تلتصق حبوب اللِّقاح على جسم العُثّْة وتحملها العثة إلى زهرة أخرى من النوع نفسه ؛ لتلقحها عندما تتغذى برحيقها. وتعتمد الأزهار التي تتفتَّح ليلاً على العُثَّات ليلية النَّشاط لتلقحها.

تتغذى يساريع العُثَّات بالأوراق والأجزاء الأخرى من النَّباتات، ومن ثَمَّ تسبب خسائر فادحةً للمحاصيل والغابات كلَّ عام. وتتغذى يساريع أنواعٍ أخرى من العُثَّات بالأنسجة الصوفية والمنتجات الحيوانيَّة الأخرى. وهناك مجموعة من يساريع العُثَّات تُعرف بِعُثَّات الملابس قد تُفسد الملابس الصُّوفية.

أنواع العُثَّات

أيقونة تكبير الفصائل الرئيسية للعثات
يوجد أكثر من 100,000 نوع ٍ معروفٍ من العثَّات تنتمي إلى العديد من الفصائل، حسب الصِّفات الجسميَّة المشتركة. ويصف هذا الجزء من المقالة ستًا من أشهر فصائل العُثَّات.

عُثَّات البويمات والعُثات سفلية الجناح:

تحتوى على أكثر من 20,000 نوعٍ، وهى أكبر فصائل العُثَّات. وأغلب أفراد الفصيلة عُثّاتٌ يتراوح حجمها بين الصغير والمتوسط. وأغلبها ذوات ألوانٍ شاحبة، ولكنَّ كثيرًا من العثات سفلية الجناح لديها حلقاتٌ من الألوان الزَّاهية على الأجنحة الخلفيَّة.

لدى البويمات وسفليَّة الجناح عضو سمعي خاص يُسمَّى طبلة الأذن يوجد في منطقة الصَّدر. ويمكن لهذا العضو أنْ يلتقط الأصوات ذات التَّردد العالي الذي تُحدثه الخفافيش.

العثات النمرية:

تحتوي على ما يقرب من 10,000 نوعٍ من العُثَّات صغيرة الحجم ومتوسطة الحجم. ولدى الكثير منها أنماطٌ زاهية الألوان على أجنحتها، كما لدى العديد من يساريع هذه الفصيلة ألوان براقةٌ ومغطاة بطبقة كثيفة من الشَّعر الطَّويل. ومن اليساريع الشَّائعة من هذه المجموعة اليسروع الدّب كثيف الشَّعر الذي ينمو ليعطي عثَّة النمر إيزابيلا التي تتغذى بالنباتات، بما فيها النباتات السامة. ويبقى ذلك السُّمُّ في جسم العُثَّة المكتملة ويساعد على حمايتها من الحيوانات الأخرى.

عُثَّات الدودة القَيَّاسَة:

تحتوي على نحو 12,000 نوعٍ، أغلبها صغيرة الحجم وذات أجنحةٍ كبيرةٍ نسبيّا، بينما الإناث في العديد من الأنواع ليست لديها أجنحة.

تُسمَّى يساريع هذه الفصيلة عادة الديدان القَيَّاسَةُ أو ديدان البوصة، نسبةً لطريقة زحفها غير العادي. فهي تزحف برفع وسط جسمها على شكل حلقة، وذلك عن طريق تثبيت مقدِّمة الجسم، وسحب مؤخرة الجسم باستمرار إلى الأمام لترفع الحلقة المكونة من وسط الجسم إلى أنْ يلاصق مؤخرة الجسم مقدمته، ومن ثمَّ تزحف بأرجلها الأماميَّة إلى الأمام حتى يستقيم جسمها، ويصير موازيًا للدعامة المتعلـِّقة عليها، ثمَّ تعاود الكرَّة مرة أخرى، فتبدو كأنها تقيس المسافات بوصة بوصة. وتُحْدث بعض ديدان البوصة، مثل يرقة العَث، دمارًا كبيرًا للأشجار. وهناك العديد من أنواع ديدان البوصة يستطيع صيد الذُّباب وأكله.

عُثَّات الخُصْلات:

تحتوي على نحو 2000 نوع، ذات أجزاء فم غير عاملة في الأطوار المكتملة، ومن ثم لا تستطيع أن تتغذى، وتعيش أيامًا أو أسابيع قليلة. وهي متوسِّطة الحجم وذات ألوان باهتة. وإناث بعض الأنواع نادرًا ما تطير، ولا توجد في بعضها أجنحة.

ويساريع عُثَّات الخصلات، كثيفة الشَّعر، ولدى الكثير منها كُتَلٌ من الشَّعر على الظهَّر تُسمَّى الخصلات، وتحدث خصلات بعض الأنواع حكَّة شديدة إذا مسها الإنسان. والكثير من يساريع عُثَّات الخصلات تُعدُّ آفاتٍ خطيرةً لغابات المناطق المعتدلة. وأكثر الأنواع المعروفة هو يسروع عُثَّة الغجر، الذي يحطِّم مناطق واسعة من أشجار الغابات بخاصة في المناطق الشرقية من قارة أمريكا الشمالية.

عُثَّات الصقر:

وتُسمَّى أيضًا عثَّات أبي الهول وعدد أنواعها نحو 1000 نوع. والكثير منها ذات ألوان براقة، سريعة الطَّيران، تضرب أجنحتها بسرعة فائقة كالطيور الطنانة، بينما يشبه بعضها النحل الطنان، أو الزنابير.

لدى يساريع عُثَّات الصَّقر تركيب متعرج يُشْبه القرن في مؤخرة منطقة البطن، ولذا غالبًا ما تسمى الديدان القرنية. وتُحْدِث ديدان التَّبغ القرنية وديدان الطَّماطم القرنية دمارًا شديدًا في المحاصيل.

عُثَّات ديدان الحرير العملاقة والعُثَّات الملكيَّة:

تشمل نحو 1,300 نوع. وهي ذات ألوانٍ براقة، ولديها بقع عينيّةٌ داكنة اللَّون أو شفَّافةٌ في الأجنحة الخلفية. ولدى بعض الأنواع، مثل العُثَّة القَمَرِّية وعُثَة هرقل العملاقة، امتدادٌ شبيه بالذيل في أسفل كلِّ جناح خلفي. ولا تتغذى عُثات ديدان الحرير العملاقة ولا العثات الملكية إطلاقًا، ولذا فهي تعيش لأيام قليلةٍ فقط.

تُغَطِّي أجسام يساريع العديد من العثات شعيراتٌ جامدة. وتحتوي أطراف هذه الشُّعيرات ـ في بعض الأنواع ـ على مواد كيميائية حارقة. كما يتغذَى العديد من يساريع هذه الفصيلة على الأشجار والشُّجيرات وقد تُسَّبب دمارًا جسيمًا. وتنتج شرانق العديد من الأنواع الآسيوية حريرًا خشنًا يُسَمَّى حرير التوسة، ولكن تنتمي الأنواع الأكثر شيوعًا والتي تستخدم لإنتاج الحرير الطَّبيعي التِّجاري، إلى فصيلة أخرى.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية