الرئيسيةبحث

البعوضة ( Mosquito )



البعـوضة حشرة تنقل بعض أسوأ الأمراض التي تصيب الإنسان والحيوان على السواء. فهناك أنواع معينة من البعوض تحمل جراثيم تسبب أمراضًا خطيرة مثل الالتهاب الدماغي، والبرداء (الملاريا)، وداء الفلاريا والحمى الصفراء وحمى الوادي المتصدع. والبعوضة عندما تلسع تترك العديد من الجراثيم في موقع اللسع. ولكن هناك أنواعًا عديدة من البعوض لا تحمل أمراضًا، مع أن لها لسعات مؤلمة. والكثير من البعوض الحامل لمسببات الأمراض يعيش في المناطق الحارة الرطبة القريبة من خط الاستواء، إلا أن البعوض موجود في كل أنحاء العالم، حتى في القطب الشمالي.

هناك أكثر من 3,000 نوع من البعوض. ويصنِّف علماء الأحياء أنواع البعوض فيما يقرب من 35 جنسًا. فمثلاً ينتمي نوع من أكثر أنواع البعوض شيوعًا، وينقل أنواعًا معينة من الديدان الطفيلية، إلى جنس كيولكس أو البرغش، وقد يحمل هذا النوع وكذلك أنواع أخرى من جنسه فيروسات التهاب الدماغ. وينقل بعض أنواع البعوض من جنس الأنوفليس البرداء، ويحمل بعض أنواع البعوض من جنس الأدِس فيروس الحمى الصفراء.

يكافح الناس الحشرات بطرق عديدة، منها رش المبيدات الحشرية الكيميائية لقتل البعوض في المنازل والمرائب (جمع مرآب، وهو مكان حفظ السيارات) والمباني الأخرى. كما تُرش في الحقول والغابات والحدائق سحابات كثيفة من المبيدات الحشرية لقتل هذه الحشرات. ويكافح الناس أيضًا البعوض بإتلاف الأماكن التي يتكاثر فيها. ومن المعروف أنّ البعوض يضع بيضه في المستنقعات وبرك المياه الراكدة، وفي الإطارات والعلب الصغيرة التي تحتوي على مياه راكدة. وقد تُصرف المياه من تلك الأماكن أو يُرش الزيت أو المبيدات الحشرية على سطح الماء فيها.

ومنذ ستينيات القرن العشرين الميلادي، يولي العلماء اهتماماً متزايدًا بالمقاومة الحيوية (التحكم الحيوي) للحشرات، ويشمل ذلك البعوض، عن طريق برامج صُمِّمت لمقاومة أنواع معينة من الحشرات دون تدمير المقومات البيئية الأخرى. ومن هذه البرامج استعمال أنواع معينة من الأسماك التي تتغذى بيرقات البعوض. وهناك برنامج آخر يستعمل أبواغ بكتيريا العُصيَّة الثرنجيسية لقتل اليرقات.

يبلغ طول البعوضة في الغالب نحو ثلاثة إلى ستة مليمترات، ومن أكبر أنواع البعوض البعوضة الأمريكية الغلنبرية التي يبلغ طولها ما يقرب من 16ملم.

وطنين البعوض هو صوت ضربات أجنحته أثناء الطيران. تتحرك أجنحة البعوضة ما يقرب من 1,000 مرة في الثانية. وتُحدث أجنحة الأنثى طنينًا أعلى مما تُحدثُه أجنحة الذكر. والواقع أنّ هذا الطنين يساعد الذكر على الوصول إلى أنثاه لغرض التكاثر.

يعتبر البعوض من الذباب (الحشرات الثنائية الأجنحة).

جسم البعوضة

جسم البعوضة
يتكون جسم البعوضة من ثلاثة أجزاء هي: 1- الرأس، 2- الصدر، 3- البطن. وجدار الجسم في البعوض رقيق ومرن، ويكسوه كما يكسو الأجنحة أيضًا وبر ناعم وحراشف رقيقة. ومعظم أنواع البعوض سوداء اللون أو بنية أو رمادية. وفي العديد من الأنواع، علامات بيضاء أو فاتحة من جهة الظهر أو الأرجل أو الأجنحة. وهناك أنواع قليلة ذات ألوان زرقاء، أو خضراء براقة، تبدو وكأنها تلمع بأضواء نحاسية أو ذهبية.

الرأس:

للبعوضة رأس كبير ومستدير يلتصق بالصدر بوساطة عنق قصير ودقيق. وتحتل معظم مساحة الرأس عينان مركبتان ضخمتان تتكونان ـ كما في بقية الحشرات الأخرى ـ من آلاف من العدسات السُداسية. وتأخذ كل عدسة اتجاهاً يختلف قليلاً عن بقية العدسات التي تعمل بصورة مستقلة. ولا تستطيع البعوضة تركيز عيونها لترى الأشياء بوضوح، ولكنها تلمح أية حركة بسرعة. وتكون العيون دائمًا مفتوحة حتى وإن كانت في حالة استرخاء.

رأس البعوضة
تسمع البعوضة وتشم بوساطة قرني استشعار ينموان في وسط رأسها بين عينيها. وهما في الأنثى طويلان ومكسوان بوبر ناعم. وكذلك، فإن قرني الاستشعار في الذكر طويلان أيضًا، ولكنهما مكسوان بشعر يكسبهما منظرًا ريشيًا.

فم البعوضة يبدو كقمْع (إناء مخروطيّ الشَّكل)، ويوجد أعرض جزء فيه قريبًا من الرأس، كما يمتد جزء أنبوبي الشكل يسمى الخرطوم إلى أسفل. وهي تستعمل خرطومها في اللسع، وتستخدمه أيضًا لامتصاص السوائل التي تعد غذاءها الوحيد، فإن ذكور أنواع عديدة من البعوض وإناثها تمتصّ عصارات النباتات.

كيف تلسع البعوضة. تغرس البعوضة القليمات الحادة التي تخفيها في خرطومها في جلد الضحية. وعندما تدفع الحشرة القليمات داخل الجسم تنثني وتدخل الأوعية الدموية. وتنزلق الشفة السفلى بعيدًا عن الطريق.

كيف تلسع البعوضة:

الأنثى فقط هي التي تلسع. وإناث بعض الأنواع فقط هي التي تهاجم الناس والحيوانات، حيث تمتص دم الفريسة الذي تحتاج إليه لنمو بيضها داخل أجسامها.

وفي الحقيقة، لا تستطيع البعوضة أن تلسع، وذلك لأنها لا تستطيع فتح فكيها. ولكنها تغرز في جلد فريستها ستة أجزاء شبيهة بالإبر تسمى القُليمات توجد وسط الخرطوم. وتُغطِّي الشفة السفلى للبعوض هذه القليمات. وعند غرس القليمات ودخولها في الجلد، تنحني الشفة السُفلى وتنزلق لأعلى مبتعدة عن الطريق، ثم ينساب اللعاب داخل الجسم، عبر قنوات تكوِّنها القليمات، ويمنع اللعاب تجلط الدم، مما يجعل البعوضة تمتصه بسهولة. ولدى أغلب الناس حساسية ضد لعاب البعوض. ونتيجة لذلك، تنشأ دمامل مثيرة للحك على الجلد تسمى دمامل لسعة البعوض. وعندما تمتص البعوضة كفايتها من الدم، تسحب القليمات ببطء من الجسم، ثم تنزلق الشفة السفلى لتأخذ وضعها السابق فوق القليمات، ثم تطير. وتتفاوت كميات الدم التي تمتصها البعوضة كثيرًًا من بعوضة لأخرى. فقد يمتص بعض البعوض دمًا أكثر من وزنه مرة ونصف المرة، في كل مرة يتغذى فيها.

الصدر:

للبعوضة صدر مثلث الشكل إلى حد ما، جزؤه العريض لأعلى وجزؤه الضيق لأسفل. وفي بعض أنواع البعوض، تُشكل الحراشف المفلطحة الرقيقة، ذات الألوان المتعددة، أنماطا مختلفة على الجزء العلوي من الصدر. وتُستعمل تلك الأنماط في تمييز الأنواع المختلفة. ومن تلك الأنواع، نوع ينقل الحُمَّى الصفراء، لديه نمط من الحراشف البيضاء على قاعدة من الحراشف داكنة اللون تشبه حدوة الحصان.

وتلتصق بجدار الصدر من الداخل عضلات قوية تقوم بتحريك أرجل وأجنحة البعوضة. وللبعوضة أرجل طويلة ورقيقة، ولكل رجل خمسة مفاصل رئيسية. وفي طرف كل رجل، يوجد زوج من المخالب يساعدها على التعلق بالسطوح المستوية، مثل الجدران والسقوف. وتستعمل أرجلها الست عند المشي، ولكنها تقف ـ عادة ـ على أربع فقط. وهناك كثير من أنواع البعوض يقف بثبات على الأرجل الأربع الأمامية. وتحتفظ بعض الأنواع برجليها الخلفيتين في وضع مستقيم تقريبًا خلف الجسم، بينما يثني بعضها الآخر الرجلين الخلفيتين فوق الظهر. وهناك حراشف بيضاء على هيئة حلقات توجد حول أرجل بعض أنواع البعوض.

وخلافًا لمعظم الحشرات الأخرى ذوات الأجنحة الأربعة، فإنَّ للبعوضة جناحين فقط، وهما رقيقان بحيث تظهر العروق بوضوح خلالهما. ولا تحمل العروق الدم إلى الأجنحة فقط، ولكنها تدعم وتقوي تلك الأجنحة. وتغطي العروق وأطراف الأجنحة حراشف رقيقة تتساقط مثل الغبار إذا مسها أي شيء، ولبعض أنواع البعوض حراشف ذات ألوان جميلة.

وعوضًا عن الأجنحة الخلفية الموجودة في معظم الحشرات الأخرى، يوجد لدى البعوضة زائدتان سميكتان لهما طرفان منتفخان يُسمَّى كل منهما دبوس التوازن، وهما يمنحان البعوضة الشعور بالتوازن. ويهتز دبوسا التوازن اهتزاز الأجنحة نفسها عند طيران الحشرة.

وترتفع البعوضة في الهواء عندما تضرب بجناحيها، ولكنّها لا تقفز ولا تجري لكي ترتفع في الهواء. وفي أثناء وجودها في الهواء، يمكنها الاندفاع نحو أي اتجاه بسهولة ويسر، كذلك فإن دبوسي التوازن يساعدان الحشرة على التوازن في أثناء الطيران. ويتعين على البعوضة أن تضرب بأجنحتها باستمرار مادامت في الهواء، لأنها لا تحلّق أثناء الطيران، أو عند الهبوط، كما تفعل الفراشات والعثات ومعظم الحشرات الطائرة الأخرى. بل تظل تضرب بأجنحتها حتى تلامس أرجلها الموقع الذي تريد الهبوط فيه.

البطن:

بطن البعوضة طويل ونحيل يشبه الأنبوب إلى حد ما. ولبعض أنواع البعوض بطون ذات نهاية مدببة، ولبعضها الآخر بطون ذات نهاية مستديرة. والتفاوت في شكل البطن يساعد على التمييز بين الأنواع المختلفة.

وتتنفَّس البعوضة عبر ثقوب هوائية تُسمى الثغور التنفسية توجد على جانبي الجسم، وعددها ثمانية أزواج في منطقة البطن، وزوجان في منطقة الصدر. ويدخل الهواء عن طريق الثغور التنفسية، وتحمله شبكة من الأنابيب تسمى القصبات الهوائية، وتوزعه على كل أجزاء جسم البعوضة.

دورة حياة البعوضة

دورة حياة البعوضة
تنقسم دورة حياة البعوضة إلى أربع مراحل: 1- البيضة 2- اليرقة 3- الخادرة 4- الحشرة الكاملة. ويتغير شكل البعوضة تمامًا من مرحلة لأخرى، وتعيش حياة مختلفة تمامًا من مرحلة لأخرى. وفي المناطق ذات المناخ الدافئ، تنمو بعض الأنواع الفاقسة حديثًا من البيض، حتى الطور المكتمل النمو، في أسبوع واحد فقط. وقد يبقى بيض البعوض في حالة كمون (سكون) من فصل الخريف حتى أواخر فصل الربيع في المناطق ذات المناخ البارد في أقصى الشمال. ويفقس البيض في شهر مايو أو يونيو. وتستغرق البعوضة نحو شهر أو أكثر حتى تبلغ الطور المكتمل النمو.



حقائق موجزة

كمية البيض: من 100-300 بيضة في المرة الواحدة حسب النوع ويصل العدد إلى 1,000 بيضة في العام لكل أنثى.
طول الحياة: تستمر حياة البعوضة 30 يومًا أو تزيد في حالة الأنثى، ونحو 7 - 10 أيام في حالة الذكر.
أماكن الوجود: يوجد في كل أنحاء العالم.

البيضة:

تضع أنثى البعوض نحو 100-300 بيضة في المرة الواحدة حسب النوع. وقد تضع الأنثى نحو 3,000 بيضة طيلة حياتها. يخرج البيض عبر فتحة توجد في طرف منطقة البطن. وتضع إناث معظم أنواع البعوض البيض في الماء أو بالقرب منه، ولكن لكل أنثى مكانها المفضل لوضع البيض فيه. تفضل بعض الإناث المستنقعات العذبة، بينما تفضل إناث أخرى المستنقعات المالحة، كما تفضل بعض الإناث وضع بيضها في المياه المتجمعة داخل علب الصفيح أو مجاري الأمطار أو البالوعات أو جذوع الأشجار الساقطة أو قِطَع الأشجار المجوّفة.

وفي بعض الأنواع، تضع الأنثى بيضها، واحدة تلو أخرى، وهذا البيض له أجزاء مزخرفة وشفافة من القشرة تسمى العوامات تُبقيه طافيًا إلى أن يفقس. وتضع أنواع أخرى من الإناث بيضها في مجموعات تبدو كالأطواف. وفي هذه الحالة، تبقى الأنثى على سطح الماء، عند وضع بيضها الذي يأخذ شكلاً ضيقًا من أعلاه، وبوساطة أرجلها الخلفية تدفع الأجزاء العريضة من البيض لأسفل بعناية، مُكوّنة مجموعات شبيهة بالأطواف. ويفقس بيض معظم أنواع البعوض خلال يومين أو ثلاثة في الجو الدافئ.

يحتاج بيض كل أنواع البعوض إلى الرُّطوبة حتى يفقس. ولكن ليس كل إناث البعوض تضع بيضها في الماء. وهناك بعوض معين يُسمى بعوض مياه الفيضان يضع بيضه في التربة الرطبة في السهول الفيضية وفي مواقع الري. ويفقس ذلك البيض عند الفيضان الذي قد يحدث بعد عام. وهناك أنواع أخرى يطلق عليها ـ أحيانًا ـ اسم بعوض البرك تضع بيضها في البرك التي جفَّت عنها المياه، ويفقس ذلك البيض بعد امتلاء البرك بمياه الأمطار. ولا يفقس كل بيض ذلك البعوض عند هطول أول الأمطار، فقد يحتاج لأن يُغمر بمياه الأمطار مرتين أو ثلاث مرات حتى يفقس.

اليرقة:

تُسمى يرقة البعوض، غالبًا المُتَلوِّية وذلك لأنها شديدة النشاط. وتتحرك مُتَلَويات العديد من أنواع البعوض بثني جسمها في الماء.

تشبه يرقة البعوض الدود أو اليسروع، ويُغطِّي جسمها جلد شبيه بالصَدَفة، ولها رأس عريض به زوج من قرون الاستشعار القصيرة كثيفة الشعر، يوجد كل واحد منهما على أحد جانبي الرأس.كما يوجد زوج من العيون خلف قرني الاستشعار قرب مؤخرة الرأس. وتوجد فتحة الفم في الجانب الأسفل من الرأس قرب مقدمته. وتنمو حول الفكوك شعيرات طويلة تسمى فُرش الفم وهي تدفع الغذاء داخل فم اليرقة. وبعكس البعوضة مكتملة النمو، فإن اليرقة يمكنها أن تفتح فكيها وتمضغ الطعام. وتتغذى اليرقة بالنَّباتات والحيوانات الصغيرة التي تعيش في الماء، مثل الحيوانات وحيدة الخلية المعروفة باسم الأوَّليَّات.

تتنفس اليرقة عبر أنبوب يوجد في مؤخرة الجسم، تدفعه أعلى من مستوى سطح الماء للحصول على الهواء.

أما يرقات أنواع معينة من بعوض المستنقعات، فهي لا تأتي إلى السطح للحصول على الهواء، بل تحصل عليه من أوراق وجذوع النباتات التي تُوجد تحت الماء. وليرقات أحد الأنواع أنبوب تنفسي له طرفان حادان تستعمل اليرقة أحدهما للتعلق بالنبات، بينما تُحرِّك الطرف الآخر جيئة وذهابًا داخل أنسجة النبات لتحصل على الأكسجين المخزون فيها.

تنمو يرقات بعض أنواع البعوض بسرعة، وتنسلخ (أي تتخلص من جلودها القديمة وتنمو لها جلود أخرى غيرها) أربع مرات في مدة تتراوح ما بين أربعة و عشرة أيام. وبعد الانسلاخ الأخير، تتحول اليرقات إلى خادرات. وتُمضي يرقات بعض الأنواع شتاءها في حالة سبات شتوي، وتتحوَّل إلى خادرات مع بداية فصل الربيع.

الخادرة:

تشبه خادرة البعوض شكل حرف "و"، فالرأس والصدر منطويان على شكل كرة، وتتدلى منطقة البطن إلى أسفل مثل الذيل المثني. ويغطي جسم الخادرة جلد رقيق كالذي يغطي جسم اليرقة. وتتنفس الخادرة بوساطة أنابيب شبيهة بالأبواق ملتصقة بقمة الصدر. تُخرِج الخادرة هذه الأنابيب إلى سطح الماء للحصول على الهواء. وتدفع خادرات بعض الأنواع من بعوض المستنقعات ما تحصل عليه اليرقات من النباتات التي تنمو تحت الماء وتضع أنابيبها التنفسية داخل تلك النباتات. وعندما تتحول تلك الخادرات إلى الطور المكتمل النمو، تسحب أنابيبها من النباتات أو تكسرها وتتركها في النباتات ثم تسبح الخادرة إلى السطح.

أما خادرات معظم أنواع الحشرات الأخرى، فإنها لا تتحرك، مع أنه بإمكان خادرات كل أنواع البعوض أن تسبح. ويطلق على تلك الخادرات اسم البهلوانات، وذلك لأنها تتلوى وتتقلب في الماء مثل البهلوانات.

وخادرات البعوض لا تتغذى إلى أن تتحول إلى أطوار مكتملة النمو خلال مدة تمتد من يومين إلى أربعة أيام، ثم ينشق جلد الخادرة بطول الظهر وتدفع البعوضة مكتملة النمو برأسها وأرجلها الأمامية خارجة منه ساحبة بقية جسمها إلى الخارج.

الطور المكتمل النمو:

بعد خروج البعوضة اليافعة من جلد الخادرة، تجف أجنحتها بسرعة، ثم تطير إلى مسافة قصيرة. وتقضي معظم أنواع البعوض كل حياتها في مساحة تبلغ 1,5كم² فقط من الموقع الذي خرجت فيه من البيض. وقد تطير بعض الأنواع إلى مسافة تصل إلى30كم بحثًا عن الغذاء أو العشير.

وتجذب أنثى البعوض عشيرها، بالطنين العالي الذي تحدثه أجنحتها، وتكون الذكور صماء خلال مدة تتراوح ما بين 24 و48 ساعة من بداية حياتها إلى أن تجف الشعيرات الحسية الموجودة على قرون استشعارها.

ويجب على إناث بعض الأنواع أن تتغذى بالدم أولاً حتى تستطيع أن تضع بيضًا يمكن أن يفقس. وتفضل إناث كل نوع من الأنواع دم أنواع معينة من الحيوانات. فبعضها يتغذى فقط بدم الضفادع والثعابين وحيوانات الدم البارد، على حين أن بعض أنواعها تفضّل دم الطيور. وهناك أنواع تفضل دم الأبقار والخيول والإنسان.

وتعيش ذكور البعوض ما يقرب من سبعة إلى عشرة أيام فقط، على حين أن الإناث تعيش إلى30 يومًا أو أكثر. وتُمضي إناث بعض الأنواع فصل الشتاء في مخازن الحبوب بالمزارع أو في المرائب أو المساكن أو الكهوف، أو داخل قلف الأشجار. وقد تمضي بعض الأنواع فصل الشتاء في مرحلة البيض أو اليرقات، ثم تنمو إلى حشرات مكتملة النمو في فصل الربيع.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية