الرئيسيةبحث

ميتشل، السير توماس ليفنجستون ( Mitchell, Sir Thomas Livingstone )


السير توماس ميتشل
ميتشل، السير توماس ليفنجستون (1792 - 1855م). المساح العام لمقاطعة نيو ساوث ويلز بأستراليا، قاد أربع حملات استكشافية، ونفّذ عمليات مسح لأستراليا الشرقية.

استمرت الحملة الأولى لميتشل من نوفمبر 1831م حتى مارس 1832م. وكان سجين منفي هارب، يُدعى جورج كلارك، قد عاد إلى سيدني بقصة عن نهر كبير سماه كيندور يقع شمال غربي سيدني.

ومن ثم شرع ميتشل، بصحبة 16 رجلاًَ مسلحًا، وعربتين، وثلاث كرَّاجات (عربات أثقال)، وخيول تحميل، وأشرعة للمراكب، في رحلة استقصاء. وبعد تجاوز تامورث على نهر بيل، دخلت المفرزة منطقة مجهولة. وقامت المفرزة باستكشاف أنهار ناموي، وجويدير، وبارون، والتي خلص ميتشل إلى أنها كلها جزء من شبكة نهر دارلنج. وعندما أرسل ميتشل جماعة شرقًا للعودة بالمؤن، قام الأستراليون الأصليون بقتل اثنين منهم، ونهب معسكرهم. فاضطر ميتشل للتخلي عن حملته لعدم حصوله على مؤن جديدة.

خطط ميتشل حملته الثانية عام 1835م لتتبع مجرى نهر دارلنج إلى البحر. وتضمَّنت عضوية الحملة 23 رجلاً. وأخذوا معهم سبع عربات وسبعة خيول تحميل وعجولاً ومؤنًا تكفي لمدة خمسة أشهر، ومقياسين لقياس ضغط الجبال الجوي، ومركبين طويلين ضيقين خفيفين. ولأن الحملة كانت محكمة التجهيز، فإنها كانت محدودة الانتقال لمسافة لاتتجاوز 20كم في اليوم.

قاد ميتشل أربع حملات في مقاطعة نيوساوث ويلز خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن التاسع عشر. وقام باستكشاف شبكة نهر دارلنج، وحاول الذهاب برًا إلى خليج كاربنتاريا.

بدأت المفرزة حملتها من أورانج، وتتبعت نهر بوجان إلى نهر دارلنج. ثم اضطرت للتوقف لمدة أسبوعين للبحث عن عالم النبات ريتشارد كننجهام الذي تاه عن جماعته وقتله السكان الأصليون في وقت لاحق. وعند وصولهم إلى نهر دارلنج، قاموا بتتبع مجراه إلى موقع منندي، حيث واجهتهم مشكلات مع السكان الأصليين، مما اضطرهم لإطلاق النار عليهم. ومن ثم قرر عدم مواصلة الحملة، والعودة إلى سيدني، دون أن ينجز مهمته.

وفي مارس 1836م وبتعليمات الحاكم ريتشارد بورك، شرع ميتشل للمرة الثالثة في رحلة لإكمال مهمة حملته السابقة. وأخذت المفرّزة المُكوّنة من 25 رجلاً كثيرًا من معدات حملة استكشاف عام 1835م، بما فيها المركبيْن. قامت الحملة بتتبع أنهار لاتشلان ومرمبيجي وموري، للوصول إلى نهر دارلنج. وعلى نهر موري واجهتهم جماعة كبيرة من السكان الأصليين. ولخشيتـه من مضايقـة السـكان الأصليـين لهم بغـارات متكررة، نصب ميتشل كمينًا لهم، وقتل سبعة منهم.

بعد وصولهم إلى نهر دارلنج، وتتبعهم له لمسافة قصيرة، افترض ميتشل أن هذا هو نفس النهر الكبير الذي كان قد تتبعه في حملته السابقة.

ومن نهر موري، تتبعت المفرزة نهر لودون إلى ريف شمال فكتوريا الخصب الذي أدرك ميتشل أنه يمكن أن يشكل مراعي ممتازة. وبعد شهر من الانتقال في اتجاه الجنوب الغربي، وصلوا إلى نهر جلينيلج الذي تتبعوه إلى البحر. وقرب خليج بورتلاند، فوجئت مفرزة ميتشل بأن الأخوة هنتي قد أنشأوا مستوطنة زراعية. قامت المفرزة بإعادة التزود بالمؤن، ثم اتخدت وجهة مختلفة نحو الشمال الشرقي.

في طريق العودة إلى سيدني، مرت المفرزة بموقعي كاسليمين وبينالا، وعبرت نهر موري قرب كوروا، ثم تتبعت تقريبًا مسار طريق هيوم العام الحالي. ووصل ميتشل إلى سيدني في نوفمبر 1836م، وقدّم تقريرًا متحمسًا عن الريف في منطقة بورت فيليب الذي أطلق عليه اسم سهول أستراليا.

بدأت حملة ميتشل الرابعة والأخيرة في ديسمبر عام 1845م، واستمرت أكثر من سنة بقليل. انطلق ميتشل من بوري مع مفرزة تتكون من 30 رجلاً، أخذت معها 17 حصانًا، و11 عربة، و112 عجلاً، و250 خروفًا، ومركبين حديديين. وكان ميتشل يأمل في اكتشاف طريق إلى خليج كاربنتاريا، ونهر ينساب في ذلك الاتجاه أيضًا. وفي النهاية، صادف نهرًا ينساب شمالاً اعتقد بأنه النهر المطلوب. فأطلق عليه اسم نهر فكتوريا. بَيْد أن حملة أرسلت في العام التالي بقيادة أدموند كنيدي برهنت على أن هذا النهر هو نهر باركو. وعند نهر باركو، ضايقت مفرزة ميتشل غارات السكان الأصليين المتكررة. وإلى جانب ذلك، فإنها كانت تعوزها المؤن، لذا شرعت المفرزة في رحلة العودة. وقد خلت تلك الحملة من أية حوادث رئيسية.

ولد ميتشل في كريجَنْد بأسكتلندا. وكان يعمل بالجيش قبل وصوله إلى سيدني عام 1827م، ليتولى منصب نائب المساح العام تحت رئاسة جون أوكسلي، ثم خلفه عام 1828م.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية