الرئيسيةبحث

ميسوري، نهر ( Missouri River )


الممرات الجبلية التي تبدو في الصورة (أعلاه) هي ممر ضيق جرفه نهر ميسوري بالقرب من سبين، بولاية مونتانا. أطلق المكتشف الأمريكي على هذه المنطقة اسمممرات الجبال أوبوابات الجبال في عام 1805م خلال قيامه برحلة استكشافية مع المكتشف وليم كلارك في شمال غربي المحيط الهادئ.
ميسوري، نهر. نهر ميسوري أطول أنهار الولايات المتحدة. يبلغ طوله من منبعه في مونتانا حتى مصبه في نهر المسيسيبي 4,090كم. وتبلغ مساحة حوض نهر ميسوري نحو 1,371,100كم². ويضم هذا الحوض عشر ولايات أمريكية أو أجزاء منها ومنطقتين إداريتين كنديتين.

عُرف نهر ميسوري منذ زمن طويل بكثرة الوحل والطين العالق بمياهه لدرجة أن الرواد الأوائل أطلقوا عليه اسم الموحل الكبير. أما المزارعون فقالوا عنه: إن مياهه ثقيلة القوام للشرب ورقيقة القوام للحرث. سمي النهر بهذا الاسم نسبة إلى قبائل ميسوري الهندية التي سكنت بالقرب من مصبه. تتكون منابع نهر ميسوري العليا من أنهار جيفرسون، وماديسون وغالاتن. تبدأ هذه الأنهار على شكل جداول صغيرة متدفقة من أعالي جبال الروكي في مونتانا وويومنج، ثم تلتقي وتكون نهر ميسوري قرب ثري فوركس بمونتانا.

لنهر ميسوري، كغيره من الأنهار، مجرى أعلى، ومجرى أوسط، وآخر أدنى. والأعلى مجرى صاف سريع متدفق من جبال غربي مونتانا، أما أواسطه فتبدأ أسفل الشلالات الكبرى، حيث يبتعد النهر عن الجبال ويتجه إلى السهول الكبرى. وتدفق المياه في أواسط نهر ميسوري أبطأ منها في أعاليه، ولكنها أشد كدرًا. أما حركة مياه النهر في مجراه الأدنى فهي بطيئة، ولكنها أكثر اختلاطًا بالطين. ويبدأ المجرى الأدنى من بعد عبوره مدينة يانكتون بولاية داكوتا إلى أن يلتقي مع نهر المسيسيبي.

استغل مجرى نهر ميسوري في الماضي في الملاحة التجارية ؛ أما اليوم فالحركة في أعالي النهر ابتداء من سيوكس سيتي بولاية أيوا هي حركة للنزهة، لكن الحركة التجارية مزدهرة في مجراه الأدنى. وهي حركة شديدة الأهمية عند مزارعي الجزء الغربي من وسط غرب الولايات المتحدة الأمريكية ؛ لأنها تنقل بضائعهم إلى الأسواق وتجلب لهم الأسمدة وما تحتاج إليه مزارعهم. وأهم موانئ النهر ؛ مدينة كنساس بولاية ميسوري، وأوماها بولاية نبراسكا، وسيوكس سيتي. ونهر ميسوري وواديه موطن غني بأصناف متعددة من الحيوانات البرية مثل: الدببة والغزلان والأيائل والموظ، وغيرها من الحيوانات الكبيرة. وتعيش بعض الحيوانات الصغيرة مثل القنادس والثعالب وفئران المسك والأرانب والفطريات وبنات عرس في أواسط النهر وأدناه. وتعيش في مياه أعالي نهر ميسوري الباردة الصافية أنواع كثيرة من الأسماك منها التيمالوس والسّلمون المرقط. أما المياه الدافئة العكرة جنوبي الشلالات الكبرى فتعيش فيها أنواع أخرى من الأسماك مثل القاروس (ذئب البحر)، البلهد، العسلور، والشبوط والفرخ. وتوجد في أعالي نهر ميسوري غابات من أشجار التنوب والشوكران والبيسية. ويتعرج النهر في كل مجراه الأوسط والأدنى عبر أراضٍ تكسوها الأعشاب وأشجار الحور القطني والقارية (من فصيلة الجوز) والبلوط والحور والصفصاف.

كان التلوث في وقت ما يهدد الحيوانات البرية على ضفاف نهر ميسوري، لأن المبيدات والكيميائيات التي كان يستعملها المزارعون كانت تختلط بمياهه، كما أن المصانع كانت تلقي فضلاتها فيه. هذه المواد قتلت الأسماك وغيرها من الحيوان. أما الآن فقد حُظر استعمال أنواع معينة من المبيدات، وأمكن التحكم في فضلات المصانع، ولذلك بدأت المياه في التحسّن.

تكوَّن نهر ميسوري قبل عشرين مليون سنة تقريباً. ففي أثناء العصر الجليدي البلايستوسين، أي قبل مليوني عام، تكوّن الحدان الجنوبي والشرقي من كثير من الطبقات الجليدية التي غطّت الأرض. كان حوض نهر ميسوري موطناً لقبائل هندية عديدة، وسكنت قبيلة شوشون الموجودة حالياً في وند ريفر، عند منابع النهر في الجزء الغربي من ولاية مونتانا، كما سكنت قبائل صائدي الجاموس في حوض النهر بين شرقي مونتانا والمسيسيبي، ومنهم الأريكارا، والأسينيبوين، والداكوتا (سيوكس)، والكانسا والميسوري والأوماها. وكثير من هذه القبائل كانوا يقضون أوقاتهم في الأراضي المعشوشبة بعيدًا عن النهر، لكن النهر كان بالنسبة لهم مصدراً قيماً للمياه، ومكاناً منفصلاً للصيد، وطريقاً مهماً لزوارقهم.

كان أول من شهد نهر ميسوري من البيض المكتشفان جاك ماركت الفرنسي، ولويس جوليت الكندي الفرنسي. وصل الاثنان إلى مصب النهر عام 1673م أثناء اكتشافهما المسيسيبي. اشترت الولايات المتحدة حوض نهر ميسوري من فرنسا عام 1803م جزءًا من صفقة لويزيانا. وفي الفترة ما بين عامي 1804و1806م قام كل من الأمريكيين مريوذر لويس ووليم كلارك باكتشاف حوض المنطقة التي تنصرف مياهها في نهر ميسوري. صار نهر ميسوري في أوائل القرن التاسع عشر أحد الطرق الرئيسية لتجارة الفراء في الغرب. كانت الفراء في أول الأمر تنقل بوساطة زوارق النقل المسطحة، ثم بدأت حركة السفن البخارية في النهر في عام 1819م، وسرعان ما صارت البواخر وسيلة النقل الرئيسية. وقطع كثير من الرواد الذين سافروا غرباً في أواسط القرن التاسع عشر جزءًا من المسافة على ظهر إحدى بواخر نهر ميسوري. لكن الحركة ضعفت في هذا النهر بعد ظهور السكك الحديدية في الغرب في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ولكن المجرى الأدنى من نهر ميسوري، لايزال طريقاً تجارياً مهماً حتى اليوم. حدثت في أواسط القرن العشرين فيضانات مدمرة على طول مجرى النهر، لكن السدود الستة الضخمة التي بُنيت على مجرى النهر الأوسط، والسدود الصغرى التي أقيمت على فروعه، قللت من شأن أخطار هذه الفيضانات. وتُعدّ هذه السدود قلب مشروع حوض نهر ميسوري. بالإضافة إلى ذلك فهناك مشروع التحكم في الفيضانات، وتوليد الكهرباء والري الذي مازال تحت التشييد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية