ميرابو، الكونت دي ( Mirabeau, Comte de )
ميرابو، الكونت دي (1749 -1791م). سياسي فرنسي، وخطيب، وزعيم ثوري اشتهر بدفاعه المستميت عن حقوق الشعب.
كان ميرابو غارقًا دومًا في الديون. وعاش حياة خاصة ماجنة، إلا أن قدراته الخطابية الفذة جعلته أحد زعماء فرنسا. وقد صار من ألد أعداء البلاط الملكي.
بعد الأسابيع الأولى من الثورة الفرنسية، حاول ميرابو أن يُسخِّر قدراته لخدمة الملك، وأن يعمل مع الحكومة. فقد كان يؤمن بأن فرنسا في حاجة للملك وللجمعية الوطنية كليهما، وإلى تحقيق ملكية دستورية مماثلة لتلك التي في إنجلترا. غير أن ذلك جعل الملك والثوار يرتابون فيه.
ولد ميرابو في بينون، وحمل اسم أونوري ـ جابرييل فيكتور ريكتي. التحق بالمدرسة العسكرية في باريس عام 1767م. وفي نفس العام أصبح ضابطًا في سلاح الفرسان، إلا أنه سجن لسوء السلوك. وأطلق سراحه بشرط أن ينضم إلى الحملة الكورسيكية عام 1769م، فوافق على ذلك. وسرعان ما ترقى إلى رتبة نقيب، إلا أنه ترك الخدمة عام 1771م. وحُبس مرة أخرى لعدم وفائه بالديون المترتبة عليه عام 1774م. وفي الفترة من 1777م حتى 1780م سجن مرة ثالثة، وغادر فرنسا فور إطلاق سراحه. وأقام في هولندا وإنجلترا حتى عام 1788م، وإذ ذاك عاد إلى فرنسا وانتخب عام 1790م ليمثل إيكس في مجلس الطبقات، أي البرلمان الفرنسي. وكان انتخابه نائبًا عن الطبقة الثالثة، أي عامة الشعب.
بعد ذلك بقليل أمر ياور الملك نواب الطبقة الثالثة بترك أماكنهم في الجمعية بفرساي، فنهض ميرابو وصاح متوعدًا: اذهب واخبر سيدك بأننا أتينا إلى هنا بإرادة الشعب، ولن نتزحزح إلا على أسنة الرماح. وكانت النتيجة بقاء نواب الطبقة الثالثة في الجمعية.
تولى ميرابو عام 1789م رئاسة نادي اليعاقبة، الذي كان يشكل مجموعة قوية من الزعماء السياسيين الفرنسيين. ★ تَصَفح: اليعاقبة.
وتولى ميرابو عام 1791م رئاسة الجمعية الوطنية، وهو منصب كان سيمكنه من تحقيق منافع كثيرة، بَيْد أن حياته الماجنة أدت إلى انهيار صحته. وتوفي بعد ثلاثة أشهر، ناطقًا الكلمات التالية: أحمل معي إلى القبر انهيار الملكية.