الرئيسيةبحث

ميلتون، جون ( Milton, John )



جون ميلتون كتب أولى قصائده المعروفة أثناء فترة دراسته بجامعة كمبردج، الصورة له وهو في الحادية والعشرين.
ميلتون، جون (1608- 1674م). شاعر وكاتب سياسي بريطاني، ألف الفردوس المفقود (1667م)، - روجعت في 1674م - التي يعدها الكثيرون أجمل ملاحم اللغة الإنجليزية. ألف أيضًا الفردوس العائد (1671م) ومصرع شمشون (1671م). ويعتقد أن ميلتون قد ألف العملين الأولين، وربما الأخير أيضًا، بعد أن كف بصره.

كتب ميلتون الفردوس المفقود حتى يُبرز مسالك الرب مع الإنسان. تعيد القصة ذات الاثني عشر كتابًا رواية قصة الإنجيل عن الخلق وسقوط آدم، في موازاة تمرد إبليس على ربه والخروج من الجنة. أما الفردوس العائد فهي ملحمة قصيرة في أربعة كتب مكتوبة بالشعر المُرسل مثل الفردوس المفقود، ويقوم موضوعها على الأناجيل الأربعة وتحكي صمود المسيح ـ عليه السلام ـ إزاء غواية الشيطان. أما مصرع شمشون فتحكي حكاية شمشون الإنجيلية بأسلوب المأساة اليونانية. فتصور القصيدة شمشون وهو يقهر سجانيه على حساب حياته، بعد أن خانته دليلة وأفقده الفلسطينيون القدامى بصره.

كان ميلتون على دراية واسعة بأدب الإغريق، واللاتينيين القدامى، وتأثر بهم كثيرًا، لكنه ركز اهتمامه بوصفه بروتستانتيًا على الإنجيل. فقد أراد ميلتون أن يقدم لإنجلترا من خلال شعره ما قدمه عظماء وصفوة عقول أثينا وروما، أو إيطاليا الحديثة لبلادهم، إلى جانب كونه نصرانيًا.

حياته المبكرة وأعماله:

ولد ميلتون في لندن، ودرس في مدرسة القديس بول وكلية المسيح في جامعة كمبردج. وكتب أثناء وجوده في كمبردج قصيدة صباح مولد المسيح (1629م)، والقصائد المصاحبة لها لاليجرو والبنسروزو (1631م). ورغم أن دراسته المبكرة كانت تؤهله لوظيفة كنسيّة، فقد آمن بأن الطغيان قد اجتاح الكنيسة، ولذلك آثر ميلتون أن يكرس نفسه لخدمة الله من خلال الشعر. وبعد تخرجه في كمبردج عام 1632م ذهب إلى بلدة أبيه هورتون ليتفرغ للدراسة والكتابة.

وفي هورتون كتب ميلتون قصيدتين رئيسيتين، هما: كومس (1634م) وهي دراما موسيقية ماسك عن طبيعة الفضيلة. كتب ميلتون كلمات هذه الدراما وألف موسيقاها الموسيقار المعروف هنري لوز ؛ وليسيداس التي يعدها الكثيرون أرقى قصيدة إنجليزية قصيرة، وهي مرثاة رعوية تخلّد ذكرى وفاة صديقه إداورد كينج.وأعطى ميلتون للرؤية النصرانية في هذه القصيدة مرتبة متقدمة على المصادر الكلاسيكية مثلما فعل في أعماله الناضجة.

ترك ميلتون هورتون في 1638م ليقوم برحلة أوروبية على مدى 15 شهرًا، وسمع أثناء وجوده في إيطاليا عن الصراع المتنامي بين أساقفة الكنيسة الإنجليزية والتطهيريين، فعاد إلى إنجلترا ليدعم قضية التطهيريين من خلال سلسلة من الكتابات السياسية.

المرحلة الوسطى في حياته:

أدت الاضطرابات المدنية إلى تقسيم إنجلترا في الفترة الواقعة بين عامي 1640 و 1660م. فقد اصطدم الملك تشارلز الأول وأساقفة الكنيسة الإنجليزية مع التطهيريين حول سياسة الكنيسة والدولة. ولما اندلعت الحرب في 1642م انتصر التطهيريون على قوات الملك، وأعدم تشارلز الأول في 1649م. ثم أسس البرلمان حكومة كومنولث على رأسها أوليفر كرومول. وخلال تلك الفترة انصرف ميلتون عن الشعر ليكتب النثر، ومجد في كل كتاباته الآراء السياسية والدينية البروتستانتية. فانتقد الكنيسة الإنجليزية في مقالة عن الإصلاح في إنجلترا (1641م) وناهض احتمالات عودة الملك تشارلز الثاني إلى العرش في مقالة الطريق السريعة والسهلة لتأسيس الكومنولث الحر (1660م). ودافع ميلتون عن حق الشعب في اختيار وخلع حكامه.

تزوج ميلتون من ميري باول ذات الستة عشر ربيعًا في 1643م، لكن زواجهما كان تعيسًا، فتركته زوجته بعد شهر أو شهرين، ولم تعد إليه إلا بعد عامين. وقد اكتسب ميلتون سمعة سيئة بكتابة سلسلة من الكتيبات التي أيد فيها الطلاق في حالات معينة. وفي 1644م نشر أريوباجيتيكا أشهر أعماله النثرية في الدفاع عن حرية الصحافة.

أدّى انهماكه في العمل والدراسة المستمرة إلى إنهاك عينيه الضعيفتين، حتى فقد بصره بحلول عام 1652م وهي السنة نفسها التي توفيت فيها زوجته. وفي 1655م كتب ميلتون عن تجربة فقدان بصره السونيتة المسماة حين أتأمل فيم أنفقت نور عيني (1656م). وتزوج من كاترين وودكوك التي توفيت بعد 16 شهرًا، وربما يكون قد كتب سونيتة أحسبني رأيت زوجتي القديسة الراحلة (1658م) عن زوجته.

تقاعده:

استرد تشارلز الثاني العرش في 1660م، وحوكم عدد من الذين اتُهموا بإعدام تشارلز الأول وأعدموا. وألقي القبض على ميلتون، ولكن لم يمسه سوء. وتزوج من إليزابيث مينشول في 1663م. وقد كتب الفردوس المفقود والفردوس العائد، وربما مصرع شمشون، في السنوات الأخيرة من عمره، وكانت هذه الأعمال رد فعل لفقدانه بصره وانهيار آمال التطهيريين في تأسيس مملكة المسيح على الأرض. فأشبعت قصائده الرئيسية طموحه ¸لترك شيء مكتوب للزمن الآتي، لأنهم لن يستطيعوا أن يتركوه يموت بمحض إرادتهم·. وقد أكدت هذه الأعمال سمعته كأبرز شاعر غير درامي في إنجلترا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية