الرئيسيةبحث

مندلسون، فيلكس ( Mendelssohn, Felix )


☰ جدول المحتويات


فيلكس مندلسون
مِنْدِلسُون، فِيلِكْس (1809 ـ 1847م). مُلحِّن وعازف بيانو وقائد موسيقيّ ألماني. كان أول ظهوره للجمهور عازفًا للبيانو عندما كان في التاسعة من عمره. وكتب أول ألحانه الموسيقية وهو في العاشرة. وما بلغ سن المراهقة إلا وهو ملحن ذائع الصيت ؛ وقد يكون أشهر ملحني عصره.

كان من أشهر إنجازات منْدلْسُون دوره في إحياء الاهتمام بموسيقى جوهان سيبستيان باخ. ففي عام 1829م، نظم وقاد عزفًا لعمل باخ المسمى آلام المسيح وفقًا لرواية القديس متى ؛ وكان أول أداء لذلك العمل منذ وفاة باخ، حيث ساهم كثيرًا في تجديد الاهتمام بباخ.

قد يكون مِنْدِلْسُون أكثر الملحنين مساهمة في تشكيل الذوق الموسيقي للجمهور، إذْ كان يتمتع بحس موسيقي مرهف يتطلب التميز في الأداء. كما كان له فضل تحسين الأداء في عزف أعمال بيتهوفن الموسيقية، وكذلك أعمال موزارت. وكان مندلسون أيضًا أول قائد موسيقي يُنظِّم حفلات موسيقية بهدف تقديم ملحنين يمثلون عصورًا محددة من تاريخ الموسيقى.

حياته:

وُلد مندلسون في هامبورج في الثالث من فبراير عام 1809م. وكان اسمه الكامل جيكوب لودفيغ فيلكس مندلسون - بارتهولدي. كان ابنًا لصاحب مصرف ثري. انتقلت أسرة مندلسون عام 1812م إلى برلين، حيث تلقِى فيلكس هناك دروسًا موسيقية خصوصية على يد أفضل المدرسين المعاصرين له، من بينهم كارل زِيلتَر. وقد أعجب زيلتَر بتلميذه الصغير حتى إنه اصطحبه وهو في الحادية عشرة من عمره لزيارة الشاعر الألماني الشهير جوته. فأصبح مندلسون الصغير والكاتب البالغ من العمر 72 عامًا صديقين حميمين.

أصبح منزل مندلسون خلال سني مراهقته، ملتقى أشهر المفكرين في برلين. ووفرت له أسرته أوركسترا (مجموعة موسيقية عازفة) حتى يستطيع تجربة ألحانه التي تنساب من قلمه. كتب وعمره 17 سنة مقدمة موسيقية هي حلم ليلة منتصف صيف (1826م) المبنية على رواية وليم شكسبير، فجعلت ألحانها الآسرة منه ملحِّنًا رائدًا. ومضت 17 سنة أخرى قبل أن يكتب الموسيقى العرضية، بما فيها اللحن المعروف مسيرة زفاف للرواية نفسها، إلا أن كلا العملين كانا متشابهين في الأسلوب، فبديا كأنهما كُتبا في الوقت نفسه.

قام مِنْدِلْسُون عام 1829م بأولى رحلاته إلى بريطانيا. وهناك اشتهر ملحنًا وعازفًا منفردًا وقائد أوركسترا، حتى إن أعماله مازالت محبوبة وتؤدى في بريطانيا أكثر مما تؤدى في أي بلد آخر. كتب في بريطانيا أشهر أعماله، إلِيْجَا، الذي عُرض لأول مرة في برمنجهام عام 1846م. كما أوحت له أسكتلندا بسيمفونيته الثالثة الأسكتلندي (1842م)،ومقدمته المشهورة الهبريديز (1830 - 1832م) التي تُعرف أيضًا بعنوان كهف فنغال.

أصبح مندلسون عام 1835م قائدًا لأوركسترا غواندهوس (قاعة كلوث) في ليبزج، بألمانيا. وأسس عام 1843م معهدًا للموسيقى هناك، حيث كان يدرِّس التلحين.

أصبح مندلسون خلال الثلاثينيات والأربعينيات صديقًا لعدد من الملحنين مثل: فريديريك شوبان، وفِرانْز ليزت، وروبرت شومان. وقد نجح خلال تلك الفترة في أداء أعماله الكبيرة. غير أن وفاة أخته عام 1847م أصابته بمرض مفاجئ، لم يستطع مقاومته لضعفه، وتُوفي إثر ذلك.

موسيقاه:

تتوافر لموسيقى مندلسون العناصر الأساسية للعصر الكلاسيكي. فأعماله تحوي تعاقبات (تغييرات) رقيقة في الإيقاع المصاحب للألحان الموسيقية التي يسهل غناؤها. كما تبرز بعض أعماله مهارته على مزج الألحان (مزج عدة ألحان في الوقت نفسه). كان مندلسون موهوبا في إبداع الألحان وفي تنظيم صيغها لكي تكون واضحة وسهلة الفهم. ينعكس هذا الوضوح بصورة خاصة في أغان بدون كلمات، وهي مجموعة من ثمانية كتب لمقطوعات بيانو.

تتجه ألحان مندلسون إلى الكلاسيكية في الشكل، لكنها مليئة بالعاطفة النموذجية للروح الرومانسية. وكان مندلسون يعتبر أثناء حياته مجربًا وبطلاً للموسيقى الحديثة.إلا أن النقاد اعتبروه فيما بعد ملحنا محافظا، ولم يتفق المؤرخون الموسيقيون على مكان مندلسون في تاريخ الأساليب الموسيقية، إذ إنه يعتبر ملحنًا كلاسيكيا وكذلك رومانسيًا.

تحوي معظم أعمال مندلسون عناصر الموسيقى الوصفية كما في حلم ليلة منتصف صيف، ولم تكن هذه الوصفية مستهجنة ؛ لأن مندلسون كان رسامًا موهوبًا، إذ إنه كان يحاول دائما توفير الوقت للرسم والنحت كلما سافر أو تنقل.

لا يستمع الجمهور في الوقت الحاضر كثيرًا، إلا إلى أجزاء من أفضل أعمال مندلسون المائتين. أما الألحان التي لا تزال تُؤدَّى كأعمال كاملة، فمن أشهرها اللحن الثماني للأوتار (1825م) كما عمل في الصول الكبير شديد الانخفاض لثماني آلات منفردة، والسيمفونية الرابعة من سيمفونياته الخمس الإيطالي (1833م) والكونشيرتو للكمان في الصول الصغير (1844م).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية