مدان ( Medan )
مِدَانْ بإندونيسيا مركز نشط للتجارة والسياحة، حيث تزخر بمظاهر الحياة الثقافية العالمية. |
المدينة:
تقع مدان فوق منطقة منحدرة إلى حد ما، وترتفع عن سطح البحر بمقدار 15م، والحي التجاري النَّشط يوجد في وسط المدينة. كما يوجد بالقرب من السوق المركزي، مواقف خطوط النقل الرئيسية لنقل الركاب. أما الحي الأوروبي فيقع على الضفة الغربية لنهر ديلي. تتميز شوارعها بالاتساع وانتشار الأشجار على جوانبها، وبعضها ضخم جداً وظليل وتُحْجَب الشمس تماماً في بعض الطرق.الأماكن السياحية:
من أجمل المشاهد مسجد رايا (المسجد الكبير)، وهو أكبر المساجد على الإطلاق في سومطرة. ويوجد في أقصى الطرف الغربي من شارع سيسنجامانجاريا، أطول شوارع مدينة مِدَانْ. وقد بَنىَ هذا المسجد أحد سلاطين ديلي السابقين. حيث أراد أن يكون أكبر وأجمل المساجد في إندونيسيا. يوجد حول المسجد حديقة فسيحة ونافورات، وله مئذنة شاهقة الارتفاع. أما قصر السلطان إستانا مياموم فيقع بالقرب من الجامع، ومازال أحفاده يعيشون فيه. ويوجد بها كذلك أكبر الكنائس البروتستانتية في إندونيسيا، وتتبع الكنيسة الباتاكية، وتتسع لألفي شخص. وكذلك يوجد معبد فيهارا جوننج تيمور، وهو من أكبر المعابد الصينية في إندونيسيا. كما يَضُم متحف بوكيت باريزان ملامح من الحياة القَبلَيِة في سومطرة.السكان:
اجتذبت مِدَانْ كثيراً من سكان المناطق المحيطة، فإلى جانب السكان الأصليين الملايويين، هناك سكان من الباتاك النازحين من غربي وجنوبي مدينة مدَانْ، وكذلك من قبائل المنانكابو القادمين من جاوه. ويَقْطُن مدَانْ عدد كبير من الصينيين، يعمل معظمهم في التجارة. واللغة الإندونيسية هي اللغة المستعملة في الحياة اليومية، وتشابه لغة الملايويين السكان الأصليين. وُلِد في مدان أكبر الشعراء الأندونيسيين المعروفين وهو تشاريل أنور.التعليم:
تُعْتَبر مدينة مِدَانْ مركزاً تعليمياً مهمًا، ومن مؤسساتها التعليمية العالية، جامعة شمال سومطرة، وكلية مدان للمعلمين، وجامعة شمال سومطرة الإسلامية، وفرع جامعة نومنسن النصرانية.الاقتصاد:
تقع مدينة مدان في قلب إحدى المناطق غزيرة الإنتاج، ومن أشهر منتجاتها تبغ ديلي الذي يُستخدم في كثير من البلدان كغلاف لأجود أنواع السيجار. وأشجار التبغ تنمو في مناطق صغيرة على طول ضفاف نهر ديلي. يوجد في مِدَانْ مختبر لبحوث التبغ، كما تُنْتِج المزارع المحيطة بالمدينة قنبَ مانيلا، وزيوت النخيل، والمطاط، والسيزال. أما مزارع الشاي فتوجد حول منطقة بيماتانغسيانتر (سيانتو) على بعد حوالي 130كم إلى الجنوب الشرقي من التلال الفسيحة لمنطقة بوكيت باريزان. كما يقوم المزارعون على امتداد الساحل بإنتاج لب جوز الهند.تُعَد مدينة مدان مركزاً تجارياً لكل هذه المنتجات الزراعية، كما يوجد بها مصانع للنسيج والأغذية المُعلَّبة، ومصانع المطاط، وورش متنوعة للآلات المستخدمة في المناطق الزراعية، أما أهم المناطق الصناعية فتقع على بعد 10كم من وسط المدينة.
ومِدَانْ هي مركز تموين حقول النفط في شمالي سومطرة. وعلى مسافة 24كم شمال غربي المدينة يوجد ميناء بيلاوان ديلي وهو من أنشط الموانئ في إندونيسيا.
تُعَد مِدَانْ المركز الرئيسي للنقل والاتصالات في شمال سومطرة. فتربط خطوط السكك الحديدية بينها وبين مدينة باندا أكي في أقصى الشمال من الجزيرة، ومدينة بيماتانغسيانتر، ورانتو برابات في الجنوب الشرقي. كما تمتد الطرق من مِدَانْ إلى شتى أنحاء شمال سومطرة، ويوجد بها كذلك مطار بولونيا الدولي، هذا بالإضافة إلى أن المدينة تُعد المدخل الرئيسي لدخول السياح القادمين إلى سومطرة من ماليزيا وسنغافورة.
نبذة تاريخية:
ظلت مِدَانْ على مدى مئات السنين مقراً للأسواق التجارية في المنطقة، فقد عثر علماء الآثار على بقايا سوق تجارية، يرجع تاريخها إلى القرن الثالث عشر ومنتصف القرن الخامس عشر الميلاديين، في كوتا كينا الواقعة على أحد فروع نهر ديلي المطمور تحت الطمي، على بعد 2كم من بيلاوان. وقبل عام 1850م كانت مدان بمثابة المتنزه الملكي لسلطنة ديلي الصغيرة.في يوليو 1863م، حصل مزارع هولندي من جاوه واسمه جاكوب نينهاي على أول ترخيص بزراعة التبغ على ضفاف نهر ديلي، وقام بتصدير أول محصول له عام 1865م. وسرعان ما عمَّت شهرة التبغ الإندونيسي العالم. فقامت عدة شركات بتأسيس مزارع لها بالمنطقة. ومع حلول عام 1916م كانت ديلي تُصَدِّرْ ثلاثة أضعاف ما تصدره جاوه من التبغ تقريباً. بعد ذلك أصبحت مدَانْ المركز التجاري لأهم مقاطعات المستعمرات الهولندية في شرق الهند. ومع بداية عام 1930م ازداد عدد السكان ليصل إلى 77,000 نسمة.
★ تَصَفح أيضًا: سومطرة.