العمدة ( Mayor )
☰ جدول المحتويات
العُمْدة لقب يُطلق على أحد رجال القرية تعيّنه وزارة الداخلية أو ينتخبه الناس، ويتمتع بشخصية قوية وبصيرة بالأمور وعقل راجح، ويكون هذا الرجل حاكمًا لبلدته مسؤولاً عن استتباب الأمن بين العائلات والمزارعين وأصحاب القضايا، كما يُناط به فض المنازعات الطارئة بطريق العُرْف وفرض عقوبات فورية (مادية ومعنوية) على المخطئ أو المُدان. وعادة ما يكون العمدة من أكبر وأغنى عائلات القرية ويتمتع بسمعة طيبة وشخصية قوية ومروءة وكلمته مسموعة بين قومه وأهل بلدته، ويساعده رجل عادة ما يُعرف بنائب العمدة أو شيخ البلد وقد يعين رجلين نائبين عنه وفريقاً من الخفراء يرأسهم ما يسمى بـ شيخ الخفراء مزودين بالبنادق والأسلحة الخفيفة يقومون بعمل دوريات ليلية داخل البلدة وضواحيها لمنع ارتكاب أي جريمة ولضمان الحفاظ على أمن القرية وأهلها. والعمدة لا يتقاضى راتبًا من الدولة بل هو الذي ينفق في أحيان كثيرة إذْ يعتبره بعض الناس منصبًا اجتماعيًا وجيهًا يُسعى له. أما الخفراء فيتقاضون مرتبات لكنها ضئيلة.
وعادة ما يقدم العمدة تقريرًا عامًا كل فترة إلى وزارة الداخلية ممثلةً في ضابط شرطة المركز أو المديرية التابع لها أو ما يسمى المأمور الذي يقوم أحيانًا بعمل زيارات فجائية للبلدة أو مرتبة مع العمدة حتى يطمئن على أحوال البلاد.
ولقد أوضحت بعض الدراسات أن نظام العُمُدية ساهم إلى حدّ كبير ـ خصوصًا في منتصف سنوات القرن العشرين ـ في استتباب الأمن في كثير من البلاد ومنع انتشار الجريمة أو الحد منها، أو منع ازديادها وفض المنازعات الأولية التي تزاح عن كاهل السلطة القضائية إلى آخر هذه الأمور الأمنية المتعلقة بشؤون القضاء وإدارة القرى. وهذا النظام مازال منتشرًا في مصر والسعودية وبعض البلاد العربية الأخرى، وكان قديمًا في السودان ثم ألغي. ولفظ العمدة يُطلق في بعض بلاد المغرب العربي مثل تونس على رجل تعينه الحكومة غير أنه يختلف عن المعنى السابق، إذ العمدة في هذه البلاد رجل قائم بمصالح الناس أكثر منه حاكمًا عليها ويُسمى في الأردن وفلسطين المختار.