الرئيسيةبحث

المريخ ( Mars )



نظـرة إلى المريخ يظهر المريخ في الرسم بلون أزرق، وهو الكوكب التالي للأرض. وقد رمز له القدماء بالرمز الموضح على اليمين الذي ما زال مستعملاً.
المريخ الكوكب الوحيد الذي يُمكن مشاهدة سطحه بوضوح من على ظهر الأرض. ويظهر في لون أحمر.

والمريخ رابع كوكب من حيث بُعْده عن الشمس، بعد الأرض مباشرة. ويبلغ بعده المتوسط عن الشمس 227,900,000كم، بينما تبعد الأرض عن الشمس 150,000,000كم. ويكون المريخ في أقرب بعد عن الأرض على مسافة 55,700,000كم. وتُعتبر الزُّهرة الكوكب الوحيد الذي يقترب من الأرض أقل من ذلك. ويكون أبعد مايكون من الأرض على مسافة 399,000,000كم.

يبلغ قطر المريخ حوالي 6,796كم، وهذا أكبر قليلاً من نصف قطر الأرض، ويعتبر عطارد وبلوتو الكوكبين الأصغر من المريخ.

المدار:

يدور المريخ حول الشمس في مدار إهليلجي (بيضيّ الشكل)، فيكون في أقصى بعد له عنها على مسافة 249,200,000كم، بينما يكون في أقرب نقطة على مسافة 206,600,000كم. ويأخذ الكوكب 687 يوماً أرضياً لكي يتم دورة كاملة حول الشمس، بينما تأخذ الأرض 365 يوماً فقط، أي سنة واحدة لتتم دورتها حول الشمس.

الدوران:

كما يدور المريخ حول الشمس، فإنه يدور حول محوره (المحور هو الخط التخيلي الذي يمر بالمركز) وهذا المحور ليس عمودياً (أي بزاوية 90°) على مداره حول الشمس، إنما يميل بزاوية حوالي 24° عن الاتجاه العمودي، وهذا الميل يجعل الفصول تحدث على سطح المريخ شبيهة بالفصول التي تحدث على الأرض. ولتوضيح ميل المحور. ★ تَصَفح: الكوكب. ويتم المريخ دورته حول محوره كل 24 ساعة و37 دقيقة بينما تتم الأرض دورتها حول محورها كل 23 ساعة و 56 دقيقة.

معالم سطح المريخ تشتمل على مساحات مضيئة ومظلمة. والمناطق القطبية يمكن مشاهدتها كما ترى في الصورة المأخوذة من الأرض (على اليمين). والغلاف الجوي للأرض يجعل الصورة ضبابية. وتظهر بها سلاسل من الأودية التي تسمى أودية مارينرز. وعلى اليسار صورة مأخوذة بوساطة سفينة الفضاء فايكنج 1 عام 1979م تبين أحد هذه الأودية، التي تمتد لمسافة 4,000كم.

السطح:

يشبه سطح المريخ سطح الأرض بدرجة كبيرة بخلاف أي كوكب آخر، لكن النباتات والحيوانات الموجودة على الأرض لايمكنها الحياة على المريخ. وقلما تزيد درجة الحرارة على سطح المريخ عن الصفر المئوي. ويبدو أن المريخ كان يحتفظ بكميات كبيرة من الماء منذ ملايين السنين لكن اليوم لايوجد منها أي شيء.

يعتقد العلماء أن الماء قد تجمَّد عند القمتين القطبيتين أو أنه موجود تحت سطح الكوكب. ويحتوي الغلاف الجوي المحيط بالمريخ على بقايا الأكسجين. وبالرغم من ندرة الماء والأكسجين، فإن كثيراً من العلماء يعتقدون في وجود حياة من نوع ما على سطح المريخ. لكن لا يُوجد حتى الآن مايؤيد هذا الاعتقاد.

أيقونة تكبير سهول المريخ التي عصفت بها الرياح
وبالنظر إلى سطح المريخ من خلال التليسكوب، نجد ثلاثة معالم ظاهرة هي: مناطق بيضاء وأخرى داكنة والقمتان القطبيتان. ولاتوجد محيطات على سطح المريخ، ولكن يلاحظ وجود فوهات عديدة، نتيجة اصطدام الشهب بالسطح. وأظهرت الصور التي أرسلتها مركبات الفضاء وجود الأخاديد، ومجاري الأنهار العميقة الشبيهة بالأنهار الجافة. وهذه التضاريس هي التي أوحت للعلماء بوجود المياه على سطح المريخ من قبل. أما المنطقة الواقعة بجانب خط الاستواء المريخي، فإنها تتميز بوجود براكين كبيرة جداً. والغالبية العظمى من هذه البراكين أكبر وأعلى من البراكين الموجودة في هاواي. وفي الحقيقة، فإن ارتفاع بعض البراكين العالية على المريخ تبلغ ضعف ارتفاع قمة إيفرست. والأخدود الكبير بجانب هذا البركان يمكن أن يكون انصداعًا في السطح نتيجة البراكين.

المريخ أعدت أول خريطة مفصلة للمريخ، (أسفل) من الصورة التي التقطتها مركبة الفضاء مارينر 9. تبين هذه الخريطة فوهات البراكين والقمم والسهول التي عصفت بها الرياح، وفالس ماريناريس، وهي سلسلة من الوديان تمتد على طول 4 آلاف كم فوق الكوكب.
المناطق اللامعة. المناطق اللامعة ذات لون بني صدئ يميل إلى الاحمرار وتغطي نحو ثلثي مساحة سطح المريخ. وهي مناطق صحراوية جافة تغطيها الأتربة والرمال والصخور. ومعظم المواد الموجودة على السطح تحتوي على كتل من المعدن ملونة تشبه الليمونايت (أكسيد الحديد المائي) الموجود في بعض الصحاري على الأرض.

المناطق الداكنة تغطي حوالي ثلث مساحة سطح المريخ. وهي ذات توزيع غير منتظم، وتظهر عامة بلون أخضر غامق أو أزرق غامق، وهذه المناطق قديمًا كانت تُسمى ماريا (البحار) ولكنها حالياً ليس بها أي قدر من الماء.

يتغير حجم ولون هذه المناطق خلال السنة المريخية. وبعضها يزداد لمعانه أو يختفي خلال الخريف والشتاء المريخي. بينما تكبر حجمًا وتزداد قتامة خلال الربيع والصيف المريخيين، ومعظم الفلكيين يعتقدون أن هذا التغير نتيجة هبوب الرمال والأتربة التي تغطي وتعري هذه المناطق من سطح المريخ.

أيقونة تكبير الأقاليم القطبية الشمالية والجنوبية للمريخ
وفي عام 1877م، اكتشف الفلكي الإيطالي جيوفاني شيابارللي مجموعة من الخطوط تربط بين مناطق المريخ الداكنة. وقد سمى شياباريللي هذه الخطوط بكلمة ممرات، ولكن تُرجمت هذه الكلمة من الإيطالية إلى الإنجليزية إلى قنوات. ونتيجة لهذا الخطأ، ظن بعض العلماء أن هذه الخطوط قنوات مائية شيّدها نوع من الجنس البشري. ويعرف الفلكيون الآن أن هذه القنوات لم تنشأ قط على المريخ.

القمتان القطبيتان للمريخ تغطيان مساحات صغيرة عند قطبي المريخ الشمالي والجنوبي وتظهران بلون أبيض عند النظر إليهما من الأرض، ويمكن أن تحتويا على كميات كبيرة من الماء المتجمد. وهذه المناطق، مثل البحار الموجودة على المريخ تكبر وتصغر مع تغير الفصول المريخية. فهي تتبخر وتصغر في المساحة عندما تميل ناحية الشمس، بينما تتجمد وتزداد مساحتها عندما تميل بعيدًا عن الشمس. وتـَـبَخُّر المياه من القمتين القطبيتين هو الذي يمد الغلاف الجوي للمريخ ببخار الماء الموجود به.

الغلاف الجوي:

للمريخ غلاف جوي أرق بمراحل عن الغلاف الجوي للأرض. ويتكون أساسًا من ثاني أكسيد الكربون مع كميات صغيرة من النيتروجين والأرجون والأكسجين وأول أكسيد الكربون والنيون والكريبتون والزينون. ويحوي جو الكوكب أيضاً كميات ضئيلة من بخار الماء. والضغط الجوي (القوة الناتجة عن وزن الغازات) للمريخ حوالي 0,007كم في السنتيمتر المربع، وهو أقل من 1% من الضغط الجوي الأرضي. ويعتقد العلماء أن الغلاف الجوي للمريخ في الماضي كان أكثر سمكًا منه الآن.

وتُوجد ثلاثة أنواع من السحب في الغلاف الجوي المريخي. الأول قرنفلي اللون من الأتربة، وتغطي مساحات واسعة من الكوكب. والثانية سحب زرقاء اللون رقيقة وتظهر كأنها مصنوعة من بلورات ثلجية. أما النوع الثالث فهو سُحُب بيضاء أكبر سمكًا ويُعتقد أنها تتكون من بخار الماء، وتتحرك أحيانًا عبر سماء الكوكب.

الفصول على المريخ تسبب تغيرًا في معالم السطح. خلال الشتاء المريخي تظهر القمة القطبية أكبر والمناطق الداكنة ذات مساحة أصغر، (اليمين). أما خلال الصيف المريخي فتنكمش القمة القطبية بينما تزداد المناطق الداكنة اللون في المساحة، (اليسار).

درجة الحرارة:

يتسبب ميل محور دوران الكوكب في توزيع الطاقة الشمسية على نصفي الكوكب الشمالي والجنوبي، ويؤدي ذلك إلى التغيير في درجة الحرارة وكذلك تكوُّن الفصول. والفصول على المريخ في طولها ضعف طول الفصول على الأرض، وذلك لأن زمن دوران المريخ حول الشمس يبلغ تقريباً ضعف زمن دوران الأرض حول الشمس.

ودرجة الحرارة على المريخ أقل منها على الأرض، حيث إن المريخ أبعد عن الشمس من الأرض. وتبلغ أقل درجة حرارة مسجّلة عند خط عرض 50° شمالاً خلال الشتاء وفي الليل المريخي -124°م، بينما تبلغ أعلى درجة حرارة مسجّلة خلال اليوم المريخي في الصيف -31°م وذلك عند خط الاستواء. ودرجة الحرارة على المريخ يمكن أن ترتفع فجأة إلى 17°م عند الاستواء وتنخفض حتى - 143°م في الليل عند القطبين.

الكتلة والكثافة:

تبلغ كثافة المريخ أربعة أخماس كثافة الأرض. ★ تَصَفح: الكثافة. وكتلته عُشر كتلة الأرض. ★ تَصَفح: الكتلة. وبسبب صغر الكتلة، فإن قوة الجاذبية على السطح تعادل حوالي ثلاثة أثمان قوة الجاذبية الأرضية. فالجسم الذي يزن 100كجم على الأرض يكون وزنه على المريخ حوالي 38كجم.

المريخ له قمران، ديموس وفوبوس. وقد صور ديموس، (الصورة اليمنى) بوساطة المسبار الفضائي الدوار فايكنج 1. والصورة اليسرى، يظهر فوبوس نقطة مضيئة على يسار المريخ بينما ديموس يظهر بعيداً على اليمين.

التوابع:

(الأقمار). يدور حول المريخ قمران صغيران. الأول فوبوس أكبر وأقرب إلى المريخ. وهو على مسافة 9,330كم من مركز المريخ. ويبلغ قطره حوالي 23كم عند خط استوائه بينما قطره القطبي 18كم، ويدور حول المريخ كل سبع ساعات ونصف الساعة. والثاني ديموس وهو أصغر من الأول ويبعد عن مركز الكوكب بحوالي 23,500كم، ويدور حول المريخ في حوالي 30 ساعة، وقطره يبلغ حوالي 10كم. وقد اكتشف هذين القمرين الفلكي الأمريكي أساف هول عام 1877م.

الرحلات الفضائية إلى المريخ:

في عام 1965م، اقتربت أول سفينة فضاء أمريكية من كوكب المريخ وهي مارينر4، إلى مسافة 9,846كم. وفي عام 1969م وصلت المركبتان مارينر6 ومارينر7، إلى مسافة أقرب حيث كانتا على بعد 3,200كم من المريخ. وفي عام 1972م، وصلت مارينر 9 إلى مسافة 1,600كم من المريخ. واستطاعت تصوير توابع المريخ وعاصفة ترابية على سطح الكوكب والكثير من التفاصيل الموجودة على السطح. وفي عام 1971م، دار المِسْبَار الفضائي السوفييتي مارْس 3، حول المريخ، ولكن أطلق كبسولة إلى السطح، هبطت أول هبوط برفق على سطح المريخ. ولكن الكبسولة أرسلت معلومات لمدة 20 ثانية فقط، ثم تعطلت فجأة ولم ترسل أي شيء بعد ذلك. والصور التي أرسلتها مركبتا الفضاء مارينر4 ومارينر9، أظهرت آثار حفر نيزكية بسطح المريخ. ولم يشاهد الفلكيون مطلقاً أي حفر على المريخ من الأرض. وأيضاً، أظهرت مارينر4 أن المريخ ليس له مجال مغنطيسي يذكر.

هبط مسبار الفضاء الأمريكي فايكنج1 على المريخ في 20 يوليو 1976م، في المنطقة الصحراوية قرب خط الاستواء المريخي. وبعد ذلك هبط فايكنج2 في الشمال يوم 3 سبتمبر من نفس العام. وقد أرسل المسباران صورًا في غاية الوضوح والدقة عن قرب لمعالم السطح. وقام المسباران أيضًا بتحليل الغلاف الجوي وعينات من التربة للعثور على آثار حياة هناك. ولم يستطع العلماء حتى الآن تحديد أو الجزم بوجود حياة على المريخ. وأرسل الاتحاد السوفييتي (سابقًا) مركبتي فضاء غير مأهولتين إلى تابع المريخ فوبوس عام 1988م، الأولى فُقِدَت في الفضاء والثانية فُقِدَ الاتصال بها قبل هبوطها على سطح فوبوس في عام 1989م. وفي 4 يوليو 1997م، أرسلت المركبة الفضائية الأمريكية باثفايندر صورًا من المريخ بعد ساعات من هبوطها على سطحه. وكانت رحلة باثفايندر قد استغرقت 7 شهور. وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت المجس الفضائي مارس جلوبال سريفر عام 1996م، ودار المجس في مدار حول المريخ في سبتمبر 1997م. ويحمل المجس أجهزة لدراسة المجالات المغنطيسية للمريخ، والأشعة التي تنبعث منه، ورصد حالة الطقس بهذا الكوكب.

★ تَصَفح أيضًا: الكوكب ؛ النظام الشمسي ؛ رحلات الفضاء.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية