ماركيساس، جزر ( Marquesas Islands )
جزيرة يوابو أكبر جزر ماركيساس، وترجع أهميَّة هذه الجزر البركانية إلى مناخها الصِّحي وحياتها النَّباتيَّة المزدهرة. وتعتبر ثمار شجرة الخبز وجوز الهند من بين المحاصيل التي تزرع بشكل جيد في تربة الجزر الخصبة. |
والجزر الرَّئيسية في مجموعة ماركيساس هي هيفا أوا وهي أكبر جزيرة، ونوكو هيفا، ويواهوكا ويوابو، وتستخدم قرية تاي أوها، في نوكو هيفا ميناءً رئيسيًًا ومركزًا إداريًا. ومعظم الجزر فيها جبال شاهقة تنحدر بشدة نحو البحر، وتعمل على زيادة خصوبة الوديان من خلال العديد من الجداول والشَّلالات التي تنحدر منها. ومناخ الجزر دافئ رطب، ويصل متوسط درجة حرارتها طول العام إلى25°م. ويختلف معدل سقوط الأمطار السَّنوية من حوالي 125سم إلى أكثر من 250سم.
يعيش في جزر ماركيساس حوالي 7,000 نسمة معظمهم بولينيزيون، ويقومون بالفلاحة أو الصَّيد لتوفير الطَّعام لأنفسهم. ومحاصيلهم الرَّئيسية هي الموز وثمرة شجرة الخبز، وجوز الهند والبطاطا الحلوة والقلقاس. والكوبرا (لُبّ جوز الهند المجفف) هو المحصول الرَّئيسي للتَّصدير.
ويرجع تاريخ المستوطنين الأوائل الذين استقروا في جزر ماركيساس إلى 2000 عام مضت. ولم يتأكد المؤرخون من المكان الذي أتوا منه ؛ هل هو بولينيزيا أم أمريكا الجنوبية. ومازالت بقايا الآثار الحجرية موجودة في المنازل والسَّاحات الكبيرة الخاصة بالاحتفالات الدِّينية التي قام سكانها الأوائل ببنائها. في عام 1595م وصل المكتشف الأسباني ألفارو دي مندانا إلى الجزر الجنوبية، وسمّاها على اسم الماركيز دي مندوزا نائب الملك الأسباني في بيرو. وفي عام 1791م أبحر جوزيف إنجراهام وهو قبطان بحري أمريكي بين الجزر الشَّمالية.
كما زار العديد من صيادي الحيتان الأمريكيين الجزر في الفترة من العشرينيات إلى الستينيات من القرن التاسع عشر الميلادي حيث توفي الآلاف من سكان تلك الجزر بسبب الأمراض التي جلبها صائدو الحيتان. وفي عام 1842م ضمَّت فرنسا جزر الماركيساس وأرست قواتها في نوكو هيفا. وفي عام 1870م احتلت فرنسا جزر ماركيساس كلها. وقد وصف المؤلف الأمريكي هرمان ملفيل الجزر في قصته تايبي. وقضى الرَّسام الفرنسي بول جوجان الذي توفي في عام 1903م السنتين الأخيرتين من حياته في هيفا أوا حيث دفن فيها.