الرئيسيةبحث

ماركوني، جوليلمو ( Marconi, Guglielmo )



ماركوني، جوليلمو (1874 - 1937م). مخترع إيطالي، ومهندس كهربائي اكتسب شهرة عالمية لدوره في تطوير الإرسال البرقي اللاسلكي أو الراديو. ★ تَصَفح: الراديو. قام في عام 1895م بإرسال أول إشارات برقية عبر الهواء. وكانت الإشارات البرقية قبل اختراع ماركوني ترسل عبر الأسلاك الكهربائية، لذا أصبح نظام ماركوني معروفًا بالبرق اللاسلكي. وقام في 1901م بإرسال أول اتصال لاسلكي عبر الأطلسي. وقد شارك كارل فرديناند براون من ألمانيا ـ الذي اخترع أنبوبة أدت إلى تحسين الإرسال اللاسلكي ـ في جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م. وقد أدت أعمالهما إلى تطوير البث الإذاعي بموجات الراديو. وكان ماركوني أيضًا رائدًا للتجارب الخاصة بالموجات القصيرة والموجات الدقيقة (المايكروويف).

مراحل حياته الأولى:

ولد ماركوني في بولونيا بإيطاليا، وكان والده ثريا يمتلك الأراضي. وفي طفولته تعلم على يد موجهين، وكان لديه اهتمام قوي بالعلوم، وبعد ذلك أخفق في امتحان الالتحاق بجامعة بولونيا. وقرر أن يتابع دراسته العلمية بنفسه.

قرأ ماركوني عن أعمال عالم الفيزياء الألماني هينريتش هرتز في مجال الموجات الكهرومغنطيسية، وبدأ إجراء التجارب بالبرق اللاسلكي في عام 1894م. وقد شيد أجهزته على سطح عالٍ في مقاطعة والده وأرسل إشاراته عبر الحجرة وبدأ بعد ذلك بإجراء تجاربه في العراء. وقد وجد أنه حينما يوصل المرسل والمستقبل بالأرض يمكنه بشكل كبير توسيع مدى الإشارات عن طريق زيادة ارتفاع الإيريال (الهوائي). وقام بعد اكتشافه هذا بإرسال إشاراته لمكان أبعد مما كان يفعل سابقًا.

لم تُبد الحكومة الإيطالية أي اهتمام بأعمال المخترع الصغير غير الملحق بالمدارس، لذا ذهب ماركوني إلى بريطانيا في عام 1896م وهناك تلقى أول براءة اختراع عن البرق اللاسلكي. وحصل أيضًا على دعم مالي، وكون في لندن في عام 1897م الشركة المحدودة للبرق واللاسلكي والإشارات.

وفي عام 1899م جُهزت ثلاث سفن حربية بريطانية بمعدات ماركوني اللاسلكية، وقام في العام نفسه بإرسال رسالة لاسلكية عبر القنال الإنجليزي إلى فرنسا. وبدأت السفن الخاصة أيضًا باستخدام جهاز ماركوني.

الرسالة الأولى عبر الأطلسي:

في 12 ديسمبر 1901م أرسل ماركوني ومعاونوه حروف نظام مورس من بولدو بكورنوول بإنجلترا إلى سانت جون بكندا. وكان هذا أول اتصال لاسلكي في التاريخ عبر الأطلسي. وبعد ذلك سرعان ما سهَّل جهاز ماركوني على السفن الاتصال بعضها ببعض وبالشاطئ، على مسافة تزيد على 3,000كم.

ازدادت شهرة ماركوني حينما ساعد جهازه على إرشاد سفن الإنقاذ إلى سفينة ريبابليك في عام 1909م، والسفينة تيتانك في عام 1912م وإنقاذ العديد من الأرواح. وقد أدت هذه الحوادث إلى صدور القوانين التي تقتضي بأن يكون بسفن الركاب الكبيرة أجهزة لاسلكية.

جُوليلمو ماركوني شغل نفسه بالإرسال البرقي اللاسلكي. وفي اليخت الخاص به كما يبدو في الصورة، قام بتجربة إرسال واستقبال الرسائل أثناء عبوره المحيط الأطلسي.

تجارب الموجة القصيرة:

خلال العشرينيات من القرن العشرين وجّه ماركوني اهتمامه نحو الموجات القصيرة والموجات الطويلة. وقام هو وبعض المخترعين الآخرين بتطوير جهاز اللاسلكي التجاري باستخدام الموجات الهوائية الطويلة التي تطلبت أجهزة إرسال قوية وكبيرة. ولكن محطات الموجات القصيرة لا تتطلب مثل هذه الأجهزة الإرسالية وتكاليف بنائها وتشغيلها أقل. وتختلف الموجات القصيرة عن الموجات الطويلة، في إمكانية استخدامها بكفاية أثناء النهار والليل، وقد أكمل ماركوني ومعاونوه نظام الشعاع، باستخدام الهوائي التوجيهي والعاكسات. وجعل هذا النظام الراديو ذا الموجة القصيرة وسيلة ذات كفاءة وسهوله في الاتصال. وفي عام 1932م صمّم ماركوني أول جهاز هاتف يعمل بالموجات الدقيقة (الموجات المتناهية الصغر أو المايكروويف)، وساعد هذا على فتح الطريق إلى حدوث ثورة في مجال الاتصال الإلكتروني بالموجات الدقيقة.

تلقى ماركوني، بالإضافة إلى جائزة نوبل، العديد من الألقاب والمكافآت. وفي عام 1914م منحه الملك جورج الخامس ملك بريطانيا اللقب الفخري فارس الصليب الأكبر من درجة الوسام الفكتوري الملكي. وتلقى ماركوني أيضًا ميدالية جون فريتز التي تعد أكبر المكافآت الأمريكية في مجال الهندسة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية