الماراثون، معركة ( Marathon )
الماراثون، معركة. معركة الماراثون من أهم المعارك التي حدثت في تاريخ الحضارة الغربيَّة، فهناك وفي سنة 490 ق.م قام جيش يوناني بقهر جيش الغزو الفارسي، وأنقذ اليونان من أن تصبح جزءًا من الإمبراطوريَّة الفارسية، وتقع الماراثون على بُعْد 40كم شمال شرقي أثينا.
أسباب المعركة:
في عام 507 ق.م طلب شعب أثينا من الملك داريوس الأول ملك فارس (إيران حاليًا) أن يتحالف معهم ضد أسبرطة التي كانت دولة قويَّة باليونان الجنوبيَّة، ومن أجل تشكيل التّحالف قام ممثلو أثينا بتقديم الوعود بطاعة الشعب لداريوس. وقامت حكومة أثينا فيما بعد برفض الاتفاق، ولكنَّ داريوس استمر في اعتبار نفسه الحاكم الحقيقي لأثينا.وفي أوائل سنة 499 ق.م، تمرّد اليونانيون الذين كانوا تحت الحكم الفارسي في آسيا الصُّغرى (تركيا الآن) ضد داريوس، وأرسل شعب أثينا الجنود وعشرين سفينة لمساعدة المتمردين، ثم قامت القوات اليونانية بمهاجمة سارديس وإحراقها حيث كانت المدينة التي كان يتَّخذها داريوس عاصمة له بآسيا الصُّغرى، فأقسم داريوس أن ينتقم من شعب أثينا بأن يقهر أثينا ويحرقها.
المعركة:
في سنة 490ق.م أرسل داريوس ابن أخيه أرتافرمس، وكذلك داتس وهو واحد من لواءاته على رأس جيش وأسطول مكوَّن من 200 سفينة لقهر أثينا، وقام الفُرْسُ أوَّلاً بتدمير إرتريا وهي مدينة توجد بجزيرة يونانية تُسمَّي يوبوا ثمَّ أبحروا إلى الماراثون، فقام الضابط الأثيني ملتيادس بوضع القوات الأثينيَّة على الحافَّة الدَّاخليَّة لمنطقة الماراثون، واحتل الفرس الحافَّة التي تطل على البحر. انتظر جيشا الطرفين أيامًا عديدة، وترقَّب الفُرْسُ وصول إشارة تفيد بأن شعب أثينا المتحالف معهم قد أضعف قوة أثينا ببدء حرب أهلية بالمدينة، وفي الوقت نفسه انتظر الجيش الأثيني مساعدة متوقعة من أسبرطة ولكنَّ نحو 600 جندي فقط من بلاتايا ـ وهي مدينة بالقرب من أثينا ـ انضموا لشعب أثينا بالماراثون.وبعد مرور بضعة أيام، قام زعماء الفرس ـ أملاً في أن تكون قد حدثت حرب أهلية بأثينا ـ بتحميل جزء من قواتهم على السُّفن، واستعدوا للإبحار لأثينا ومهاجمة المدينة. وبعد أن رأى جيش أثينا أن هذه فرصة للانتصار قام بمهاجمة الفرس الباقين على السَّاحل، وقام اليونان بمحاصرة الفرس وإلحاق الهزيمة التَّامة بهم بالماراثون. وأبحر الفرس ـ غير مبالين بالهزيمة التي وقعت بالماراثون ـ صوب أثينا، وبعد بضعة أيام وصلوا إلى فاليرون (ميناء أثينا) حيث اتضح لهم عدم نشوب حرب أهلية بأثينا، وأنَّ الجيش الأثيني بالماراثون قد وصل إلى أثينا قبل وصول السُّفن الفارسيَّة. ونتيجة لذلك عاد الفرس إلى فارس.
وأرسل ملتيادس ـ وفقًا للتقاليد ـ العدَّاء فايد يبيتس من الماراثون إلى أثينا يحمل أنباء عن الانتصار الأثيني. وجرى فايد يبيتس بأقصى سرعة مسافة 40كم إلى أثينا، وسلَّم رسالته، ووقع على الأرض ميتًا. وكلمة الماراثون تعني اليوم سباق الجري المترجل لمسافة 42,2 كم. وهكذا أصبحت الماراثون حدثًا مهمًا في المباريات الأوليمبية منذ عام 1896م.