ملاوي ( Malawi )
خريطة مــــــلاوي |
خضعت هذه البلاد للانتداب البريطاني. وكانت تُسَمَّى آنذاك نياسالاند إلى أن حصلت على استقلالها عام 1964م. وبالرغم من أن ليلونجو هي عاصمة الدولة، إلا أن بلانتير تمثل أكبر المدن في ملاوي.
الحكومة:
ملاوي دولة يحكمها نظام جمهوري. يقوم رئيس الدولة بحكم منصبه، رئيسًا للجهاز التنفيذي، بتشكيل الحكومة التي يناط بها إدارة شؤون البلاد. ووفقًا لأحكام الدستور، يقوم المواطنون بانتخاب رئيس للدولة لفترة خمس سنوات. ولا يجوز للرئيس أن يتولى منصبه لأكثر من فترتين متتاليتين. وينتخب الشعب أعضاء البرلمان وعددهم 177 عضواً لفترة خمس سنوات. والأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد هي: التحالف من أجل الديمقراطية ؛ مؤتمر ملاوي ؛ الجبهة الديمقراطية المتحدة.وفي عام 1970م، تم تعديل الدستور الذي قضى بتنصيب السيد هاستينجس كاموزو باندا (ت 1997م) رئيسًا للبلاد مدى الحياة. وفي عام 1993م، أجري استفتاء شعبي اختار بمقتضاه 63,5% من الشعب الملاوي قيام نظام التعددية الحزبية وإجراء انتخابات رئاسية حرة. وادعت بعض الحكومات الغربية أن موافقة الحكومة الملاوية على إجراء الاستفتاء كانت نتيجة للضغوط التي مارستها على الحكومة وحجب المساعدات عنها.
السكان:
تشكل المجموعات ذات الأصول الإفريقية السواد الأعظم من سكان ملاوي. ويعيش معظم السكان في قرى صغيرة في منازل تتنوع أنماطها بين الدائري والمستطيل. ولها حوائط من الطين وأسقف من القش. ويتحدث معظم سكان هذه البلاد لغات البانتو. وتقطن هذه البلاد العديد من المجموعات العرقية أكبرها قبائل الكيوا، اللوموي، النيانجا، الياو، والنغوني. يوجد بعض من الأقليات الأوروبية تقدر بنحو 9,000 فرد. هذا فضلاً عن نحو 14,000 فرد ينحدرون من أصول آسيوية أو مختلطة.وبالرغم من أن معظم الثقافات في العالم، تعتبر الأب رأسًا للأسرة وأن السلالة الأسرية تتحدد من خلال الأب، إلا أنّ معظم سكان ملاوي ينظرون إلى الأم باعتبارها رأس الأسرة وتحدد على ضوء ذلك السلالة الأسرية كلها. وتتركز الفروع الجديدة من الأسرة في سكناها دائمًا حول المسكن الرئيسي للأم والأقارب. وتعتمد الأسرة بصورة تقليدية على الأم في توفير الغذاء من المحاصيل الزراعية، بينما ينحصر دور الأب في توفير الأغذية الأخرى كاللحوم والأسماك.
نظرًا لتغيُّر الظروف الاقتصادية في الوقت الراهن، أصبح الرجال والنساء يشاركون في فلاحة الأرض على حد سواء. فعلى حين يتركز النشاط النسويّ في توفير المحاصيل الزراعية لغرض الإعاشة، يعمل الرجال على فلاحة المحاصيل النقدية كقصب السكر والشاي والبن.
تعتمد ملاوي لغتها المحلية التشيتشوا لغة رسمية للتخاطب والمعاملة، هذا إلى جانب اللغة الإنجليزية. وفضلاً عن هذا، فإن هنالك العديد من اللغات المحلية الأخرى ؛ فمثلاً تنتشر لغات النيانجا والياو في الأقاليم الوسطى والجنوبية من ملاوي بينما يتحدث أغلبية سكان المناطق الشمالية لغة التمبوكا.
ومن الناحية العقائدية، يعتنق 75% من سكان ملاوي النصرانية، ويمارس نحو 10% من السكان أنواعاً مختلفة من العقائد الإفريقية التقليدية، والباقون مسلمون.
في الجانب التربوي والتعليمي، يبلغ عدد التلاميذ في المرحلة الابتدائية نحو 800,000 تلميذ. يشكل هذا الرقم نحو 52% من إجمالي الأطفال الذكور المؤهلين لدخول المرحلة الابتدائية. ومع هذا، فإن نسبة التلاميذ الذين يمكنهم الالتحاق بالتعليم الثانوي لا تزيد على 2% من عدد الطلاب يتم توزيعهم على المدارس الثانوية المنتشرة على امتداد البلاد. وهذه المدارس لا يتجاوز عددها سبع عشرة مدرسة. أما جامعة ملاوي فمركزها مدينة زُمبا، ولها معاهد وفروع أخرى، تنتشر في بعض المدن الملاوية.
السطح والمناخ:
توجد بملاوي مناظر طبيعية في غاية الروعة والجمال، وتغطي معظم أرجاء البلاد حشائش السافانا. ويشق البلاد من الشمال إلى الجنوب واد صخري كبير. وتغمر مياه بحيرة نياسا معظم أرجاء هذا الوادي، وترتفع عن مستوى سطح البحر بنحو 472م. وفي الطرف الجنوبي من هذه البحيرة، ينبع شاير ليصب بدوره في نهر آخر يسمى الزمبيزي. وفي الأطراف الغربية من بحيرة نياسا تبدأ الأرض في الارتفاع بصورة حادة، مشكلة بذلك هضبة كبرى يصل ارتفاعها نحو 1,200م فوق مستوى سطح البحر.جبل سابيتوا هو أعلى قمة في ملاوي إذ يصل ارتفاعه نحو 3,000م فوق مستوى سطح البحر. ويقع هذا الجبل على هضبة في الطرف الجنوبي الشرقى من نهر شاير. وتتميز المناطق المنخفضة من نهر شاير والمنتشرة على امتداد شواطئ بحيرة نياسا بمناخ استوائي حار ورطب على امتداد العام. وتتراوح درجة الحرارة في هذه المنطقة بين 23 و26°م. وتنخفض درجة الحرارة في الهضاب المحيطة إذ لاتزيد في المعدل العام على 14°م في المناطق الأكثر ارتفاعًا، و18°م في المناطق الأكثر انخفاضًا. ومتوسط المعدلات السنوية لهطول الأمطار حوالي 1,800ملم للمناطق الجنوبية والجنوبية الغربية.
مجموعة من صائدي الأسماك الملاويين حول بحيرة نياسا. تتمتع ملاوي بمناظر جميلة وأخاذة رغم أنها فقيرة. وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الثروة السمكية، تُشَكِّل موردًا اقتصاديًّا وغذائيًّا مهمًّا في البلاد. |
الاقتصاد:
ملاوي من الأقطارالإفريقية الفقيرة، فهي تفتقر إلى أي إرسابات معدنية ذات جدوى اقتصادية. وتعتمد اقتصاديات البلاد على الزراعة أساسًا، بالرغم من أنَّ إجمالي الأراضي الصالحة للزراعة، لا يزيد على ثلث المساحة الكلية للبلاد. ويُعتبر الشاي المحصول الاقتصادي الأول، ويزرع في المناطق المرتفعة في شكل إقطاعيات زراعية يمتلكها الأوروبيون. أمّا المحاصيل المهمة التي يزرعها الإفريقيون فتشمل: الذرة الشامية، وقصب السكر، والتبغ، والقطن والفول السوداني.يميل أغلب المزارعين إلى تربية الماشية وغيرها من الحيوانات المنزلية. وفي السنوات الأخيرة، بدأت الاستفادة من الثروات السمكية، التي توفرها بحيرة نياسا. وأصبحت الصناعة السمكية تشكل موردًا اقتصاديًا مهمًا للدولة.
وينحصر النشاط الصناعي في ملاوي في عدد من المصانع في المجالات التالية: صناعة الطوب والإسمنت، وصناعة المنتجات القطنية والصناعات الغذائية. وبالرغم من أن الأجزاء الشمالية الغربية من البلاد تغطيها الغابات ذات الأنواع الجيِّدة من الأخشاب، فإن عدم توافر الطرق يجعل من الصعب على الناقلات الوصول إليها. ومع أن شبكات الطرق البرية يبلغ مداها 10,000كم، فإن المعبَّد منها لا يتجاوز 1,000كم. وأحد الطرق الرئيسية يمتد على طول البلاد.
وترتبط ملاوي بطرق برية مع كل من تنزانيا وزامبيا وزمبابوي. وهنالك خطوط للسكك الحديدية تربط ملاوي بموزمبيق عبر ميناء شاير في المحيط الهندي. ولملاوي مطار دولي يقع في مدينة بلانتير وتنطلق منه رحلات دولية إلى الأقطار الإفريقية في جنوبي القارة وشرقيها.
نبذة تاريخية:
بدأت القبائل الناطقة بلغات البانتو هجراتها إلى ملاوي قبل أكثر من أَلفي عام. ومن ذلك الحين، نشأت العديد من الممالك، فضلاً عن العديد من التجمعات السياسية الأخرى في هذه المنطقة.وخلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر الميلادي، تعرضت ملاوي لغزو آخر من قبل قبيلتين أخريين من قبائل البانتو هما النغوني والياو.
وفي عام 1859م، وصل إلى المنطقة المنصِّر البريطاني ديفيد لفينجستون ووجد هذه البلاد تعاني من التمزق بسبب الحروب الأهلية وتجارة الرقيق. ودعا لفينجستون إلى اعتماد التجارة والنَّصرانيَّة وسيلة لإحلال السلام في هذه المنطقة. وفي عام 1875م، أقامت الكنيسة الأسكتلندية الحرة بعثة لها في ملاوي ثم ما لبثت هذه البعثة أن تحوَّلت إلى مركز تنصيري. وعبر النشاط النصراني، تمكن رجال الأعمال الأسكتلنديون من الإعلان عن قيام مؤسسة البحيرات الإفريقية لاستحداث نشاط تجاري مشروع يحل محل تجارة الرقيق. وفي عام 1889م، وقَّع البريطانيون معاهدات مع رؤساء القبائل المحلية في الشواطئ الغربية من بحيرة نياسا. وبعد عامين من توقيع هذه المعاهدة، أعلنت بريطانيا من جانبها اعتبار نياسالاند محمية بريطانية.
وفي عام 1953م، عملت بريطانيا على إنشاء اتحاد فيدرالي بين نياسالاند وروديسيا الشمالية والجنوبية. وقد عارض السكان الإفريقيون قيام هذا الاتحاد بشدة. وفي عام 1958م، تم الإعلان عن قيام حركة تنادي باستقلال نياسالاند، وقد ترأس هذه الحركة الدكتور هاستينجس كاموزو باندا الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1964م، حصلت نياسالاند على استقلالها من بريطانيا وأعلن عن قيام دولة ملاوي. وفي عام 1966م، تمت المصادقة على دستور جديد للبلاد، تم بمقتضاه اعتماد الجمهورية نظامًا للحكم. وفي عام 1970م، أدخلت تعديلات دستورية، نُصّب بمقتضاها الدكتور باندا رئيسًا للبلاد مدى الحياة.
وفي خلال الحقبة الاستعمارية، اضطرّ كثير من سكان ملاوي إلى الهجرة إلى البلدان المجاورة طلبًا للعمل. ولكن الحكومة عملت منذ الاستقلال على زيادة معدَّلات النموّ الاقتصادي للبلاد. وقد ساعد هذا بدوره على إحداث خفض هائل في معدلات الهجرة إلى البلدان المجاورة.
كما عملَت الحكومة على تشجيع المساعدات والاستثمارات الأجنبية بما في ذلك التعاون الاقتصادي مع جنوب إفريقيا التي كانت تحكمها الأقلية البيضاء حتى أوائل تسعينيات القرن العشرين. وبالرغم من هذا، حافظت ملاوي على علاقات طيبة مع الدول الإفريقية المجاورة.
وفي الاستفتاء الذي أجري عام 1993م، رفض الشعب الملايوي نظام الحزب الواحد، وطالب بإقامة النظام التعددي الديمقراطي. وفي عام 1994م خاضت أحزاب المعارضة أول انتخابات رئاسية تجرى بالبلاد أسفرت عن إقصاء باندا عن سدة الحكم، وتنصيب باكيلي مولوزي زعيم الجبهة الديمقراطية المتحدة التي أنشئت حديثًا رئيسًا للبلاد. وفي عام 1999م، فاز مولوزي في الانتخابات، وبدأ فترة رئاسية ثانية.
★ تَصَفح أيضًا: باندا، هاستينجس كاموزو ؛ ليلونجو .