ماكاولي، توماس بابينجتون ( Macaulay, Thomas Babington )

ماكاولي، توماس بابينجتون (1800- 1859م). من أشهر المؤرخين الإنجليز في القرن التاسع عشر الميلادي، واشتهر أيضًا بمقالاته وقصائده المبنية على الأساطير القديمة. تضاءلت شعبية كتاباته خاصة في مجال الشعر خلال القرن العشرين.

ولد ماكاولي في ليسترشاير، بإنجلترا، كان والده زاتشري ماكاولي زعيمًا نصرانياً إصلاحيًا. نشر ماكاولي عام 1825م مقالته الأولى في مجلة أدنبره ريفيو، عن الشاعر الإنجليزي جون ميلتون. استمرت المجلة في نشر العديد من إسهامات ماكاولي خاصة مقالاته التاريخية ومواضيعه الأدبية.

اكتسب ماكاولي سمعة طيبة بوصفه مؤلفًا بجانب عمله السياسي. انتُخب للبرلمان عام 1830م، وقاد حركة من أجل إصلاح قوانين الانتخاب في بريطانيا، وكانت أحاديثه في البرلمان أكثر وضوحًا حتى أضحى رمزًا عامًا مشهورًا. عينت شركة الهند الشرقية عام 1833م ماكاولي في المجلس الأعلى الذي كان يحكم مستعمرة الهند البريطانية. وخدم في المجلس حتى عام 1838م. وعاش خلال تلك الفترة في الهند، وساعد في وضع الأساس للقانون الجنائي الإنجليزي في الهند ليحل محل القانون الشرقي وكذلك الأساس التعليمي في تلك المستعمرة.

بدأ ماكاولي بعد عودته لإنجلترا عمله الكبير تاريخ إنجلترا منذ تتويج جيمس الثاني ونشر طبعتين عام 1848م واثنتين أخريين عام 1855م، وقامت أخته السيدة ترفيليان، بعد موته بتحرير الطبعة الأخيرة التي تمت طباعتها عام 1961م. ووجد كتابه تاريخ إنجلترا الذي قام بنشره رواجًا في إنجلترا والولايات المتحدة وذلك لاحتوائه على وصف مُشرق وأسلوب نثري مؤثر. صاحبت بعض الأخطاء المجافية للحقائق أعمال ماكاولي مما دفع الباحثين لتفنيد آرائه السياسية. وظلَّ تاريخه مقدمة زاخرة لفترة من التاريخ الإنجليزي.

وبقي ماكاولي، حتى في أثناء كتابة تاريخه، خطيبًا مفوَّهًا في البرلمان، وشغل عدة مواقع حكومية. وكتب في نفس الوقت أناشيد روما القديمة عام 1842م. وأصبحت هذه المجموعة الشعرية عن الأبطال الرومان القدامى أوسع انتشارًا ومقروءة لجيل الشباب. وتُعد قصيدته هوراتيس أكثر القصائد تداولاً في المجموعة الشعرية هذه.

★ تَصَفح أيضًا: السلطة الرابعة.