الرئيسيةبحث

المستعمرة المفقودة ( Lost Colony )


الدليل الرئيسي على المستعمرة المفقودة كلمة كرواتوان المحفورة فوق شجرة. وكان جون وايت قد ترك مستوطني رونوك في أمريكا وأبحر إلى إنجلترا لحاجته الشديدة للتموين. وعندما عاد لأمريكا عام 1590م كان المستوطنون قد اختفوا بالكامل. ويعتقد البعض أن هؤلاء المستوطنين ربما يكونون قد تزاوجوا مع قبيلة هندية وامتزجوا بها، ولكن لا يوجد دليل على ذلك.
المستعمرة المفقودة اسم أطلق على المستوطنة الإنجليزية التي تأسست عام 1587م فوق جزيرة رونوك التي تطل على الساحل الذي يعرف الآن بكارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية. وسميت المستعمرة بالمفقودة بسبب عدم استطاعة أحد أن يعرف ما الذي حدث لسكانها وأين ذهبوا.

كانت المستعمرة المفقودة ثانية مستعمرة لإنجلترا في أمريكا. أما المستعمرة الأولى فقد تأسست فوق جزيرة رونوك بمعرفة مجموعة من 108 رجال أرسلهم السير والتر رالي، المستكشف والجندي الإنجليزي، وذلك عام 1585م. وكان الغرض من بناء المستوطنة الأولى إصلاح وتزويد السفن الحربية الإنجليزية بالتموين. ولكن المستوطنين اكتشفوا أن المياه حول البحيرة ضحلة بحيث لا تستطيع السفن أن ترسو فيها فضلاً عن أن إنتاج الجزيرة من الغذاء لم يكن ليكفي سكان المستوطنة والهنود المقيمين بها أصلاً ؛ لذا اضطر المستوطنون إلى العودة إلى إنجلترا عام 1586م.

وصلت إلى الجزيرة مجموعة من السفن كان قد أرسلها رالي من إنجلترا بها تموين ومستوطنون جدد، وذلك بعد عدة أيام من رحيل المستوطنين. ولكن عندما علم المستوطنون الجدد بذلك، قرر معظمهم العودة إلى إنجلترا بالسفن، ولم يبق منهم غير 15 مغامرًا في الجزيرة.

وفي مايو عام 1587م أرسل رالي مجموعة أخرى من المستوطنين الجدد إلى أمريكا ليستوطنوا على شواطئ خليج تشيسابيك، وهؤلاء المستوطنون هم الذين عرفوا فيما بعد باسم المستوطنين المفقودين، والذين قادهم جون وايت، وهو إنجليزي من مستوطني المستعمرة الأولى.

وفي يوليو 1587م رفض قادة السفن التي حملت المستوطنين الجدد الإبحار بهم أبعد من جزيرة رونوك، وأجبر المستوطنون حينذاك على النزول فوق الجزيرة، وكان عدد هؤلاء المستوطنين 117 فردا منهم 91 رجلاً و17 امرأة و9 أطفال. وبعد مرور 27 يوماً وفي 18 أغسطس وضعت ابنة وايت إلينور مولودة صغيرة فوق الجزيرة أسمتها فرجينيا دار، وكانت أول طفلة إنجليزية تولد في أمريكا. أما أبو الطفلة فهو أنانيس دار أحد مستوطني الجزيرة. وفي آخر أغسطس عاد وايت لإنجلترا لإحضار المؤن.

وفي العام التالي 1588م أبحر الأسطول الأسباني ليغزوا إنجلترا وهو العام الذي عرف باسم عام الأرمادا الأسبانية. ومنعت الحرب بين إنجلترا وأسبانيا وايت من العودة لجزيرة رونوك حتى أغسطس عام 1590م، ولكن عندما وصل إليها، وجد المستوطنة مهجورة، والآثار الوحيدة التي تركها المستوطنون خلفهم كانت حروفًا محفورة على شجرة وكلمة كرواتوان محفورة على شجرة أخرى.

والكرواتوان أو الهاتراس هنود ودودون عاشوا فوق جزيرة جنوبي جزيرة رونوك. وعلى الرغم من معرفة نية المستوطنين في الاتجاه شمالاً عن طريق البر نحو خليج تشيسابيك إلا أن وايت قرر أن يتحرى ما إذا كانو قد قرروا العيش مع الكرواتوان الهنود، ولكن الظروف الجوية منعت وايت من تنفيذ فكرته وأجبرته على العودة إلى إنجلترا مع بعثته، ومنذ ذلك الوقت لم ير الأوروبيون المستعمرتين المفقودتين مرة أخرى.

ويعتقد بعض المؤرخين المحدثين أن معظم المستوطنين المفقودين ربما يكونون قد انتقلوا لخليج تشيسابيك حيث هلكوا هناك بسبب النزاع مع الهنود، بينما القصص التي تجمعت لدى سكان منطقة فرجينيا تشير إلى أن بعض أعضاء المستعمرة قد اندمجوا مع العديد من القبائل الهندية حتى أن هنود لومبي يعتقدون أنهم من سلالة المستوطنين المفقودين.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية