الجراد ( Locust )

الجراد نوع من الجنادب له رأس كبير وقرنا استشعار قصيران وسيقان طويلة. تساعده أجنحته على الطيران مسافات طويلة.

الجراد اسم يمكن أن يُطلق على الجندب ذي قرون الاستشعار القصيرة. ولكن اسم جراد يطلق غالبًا على الجنادب المهاجرة ذات قرون الاستشعار القصيرة. وهناك حوالي تسعة أنواع من الجنادب. ويوجد بكل قارة النوع الخاص بها من الجراد المهاجر.

ويبلغ طول معظم أنواع الجراد المهاجر 5سم، وله رأس كبير، وعيون كبيرة، وقرون استشعار قصيرة، كما أن له أرجلاً خلفية طويلة تساعده على القفز، وأربعة أجنحة يطويها على ظهره في حالة عدم الطيران. ويستطيع العديد من أنواع الجراد إصدار صوت عن طريق حَكِّ أرجله الخلفية المضلَّعة بأجنحته الأمامية، مما يؤدي إلى اهتزاز الأجنحة، فيصدر عن ذبذباتها ذلك الصوت.

ولم يتم التعرف بشكل كامل على ماهية الظروف التي تدفع بالجراد إلى الهجرة، غير أن العلماء يعلمون أن الهجرة لا تحدث إلا بعد أن تضع أعداد كبيرة من الإناث بيضها بعضه قرب بعض.

سرب من الجراد يغير فوق حقل في أثيوبيا . وقد ابتلي المزارعون في جميع أنحاء العالم بالجراد منذ قديم الزمن.

وقد يكون السبب في ذلك نقص في الغذاء أو حدوث فيضان في المنطقة التي يوجد بها الجراد. وعندما يفقس البيض، تبقى الصغار معًا، وتعيش كجماعة واحدة، ثم تلتقي بجماعات أخرى من الجراد الصغير مكونة بذلك سِربًا. وقد يشمل السرب عدة ملايين من الجراد المهاجر. وتستطيع الحشرات المكتملة النمو أن تطير لمسافات طويلة، وأينما تحط تأتي على الحياة النباتية وتدمِّرها.

وفي النهاية يتفرق الجراد، حيث يمكن أن تتكاثر أجيال عديدة منه وهي متفرقة أفرادًا قبل أن تصير الظروف مواتية لتكوين سرب جديد.

وعُرِفَت كوارث تدمير الجراد للمحاصيل منذ أزمنة بعيدة. وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم باعتبارها حشرة مضرة تقضي على المحاصيل وتدمر الزروع، يقول الله تعالى عن آل فرعون في موقف من مواقف عنادهم وكفرهم وإنكارهم قدرة الله ﴿وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين ¦ فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع والدَّم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قومًا مجرمين﴾ الأعراف: 132، 133. وفي العصور المتأخرة، على سبيل المثال، أتلف جراد جبال الروكي في أمريكا الشمالية محاصيل تبلغ قيمتها ملايين الدولارات في وادي المسيسيبي خلال الفترة من عام 1870م إلى 1880م. ومما لا شك فيه أن أخطر أنواع الجراد هو جراد الصحراء الذي يظهر في العالم القديم. فقد بلغ حجم أحد أسرابه عند البحر الأحمر ما يُعتَقَد أنه غطى مساحة تبلغ 5,200كم².

وقد ظهرت آخر فورة كبيرة لأعداده في عامي 1987م و1989م. وقد شملت المناطق التي أغار عليها هذا النوع من الجراد غرب ووسط وشمال إفريقيا، ووصل إلى أسبانيا، والبرتغال والشرق الأوسط، وإلى جنوب الاتحاد السوفييتي (سابقًا)، مروراً بباكستان والهند.

وتبلغ أسراب الجراد المهاجرة من الضخامة في بعض الأحيان ما يؤدي إلى حجب أشعة الشمس. كما أنها تعوق حركة القطارات والطائرات، وتجعل السفر بالعربات من ضروب المخاطرة. وعندما تتساقط ملايين الجراد ميتة، تصير السكك الحديدية والطرق زَلِقة بسبب أجسادها المسحوقة. وتسافر أسراب الجراد لمسافات كبيرة جدًا، حتى أنها شوهدت على بُعد 1,930كم من اليابسة.

وقد توصل العلماء والمزارعون إلى العديد من الطرق لمكافحة الجراد. فحرث الأرض في أواخر الخريف يدمِّر البيض إلا أن هذه الحشرات تضع بيضها في الخريف. وعندما يفقس عدد كبير من البيض، يتحتَّم على المزارعين تسميم هذا الفقس بأقصى سرعة.

★ تَصَفح أيضًا: الجندب ؛ النبات.