لتوانيا ( Lithuania )
فيلنوس عاصمة لتوانيا وأكبر مدنها، مركز صناعي حضاري. |
نظام الحكم:
لتوانيا جمهورية، وتتركز السلطة التنفيذية بيد الرئيس الذي ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات، ويقوم الرئيس بتعيين رئيس الوزراء. ويتكون البرلمان اللتواني الذي يطلق عليه السيماس من 141 عضوًا ينتخبهم الشعب لفترة أربع سنوات. وتعتبر المحكمة العليا أعلى المحاكم في البلاد، وهناك أيضًا محكمة الاستئناف والمحكمة الدستورية.في فترة الحكم الشيوعي، لم يكن هناك نشاط حزبي سوى نشاط الحزب الشيوعي. وفي 1989م، سمح لأحزاب أخرى بمزاولة النشاط السياسي. ويعتبر حزب الوطن الاتحادي، وهو حزب محافظ، أكبر الأحزاب. ومن الأحزاب الأخرى أيضًا: الحزب الديمقراطي النصراني والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب العمال الديمقراطي، والأخير هو الحزب الشيوعي السابق.
السكان:
يشكل اللتوانيون 80 % من السكان الذين يتكلّمون لغة خاصة، ولهم حضارتهم وعاداتهم. أُما الأقليات فأكثرها من الروس والأوكرانيين والبولنديين، ومن روسيا البيضاء. يغلب على 90% من السكان المذهب الكاثوليكي الذي صبغ السكان بصبغته وتقاليده. وخلال الحكم السوفييتي وضعت السلطات القيود على الممارسات الدينية.كان اللتوانيون قبل ضمهم للاتحاد السوفييتي مجتمعًا زراعيًا، عاش ثُلُثا سكانه في الريف، إلاّ أن التصنيع على نطاق واسع إبّان سيطرة السوفييت، حوّل اللتوانيين إلى مجتمع صناعي ؛ فانتقل الناس من الريف إلى المدن، خاصة بعد أن وضعت الحكومة يدها على الأراضي الزراعية لتحويلها إلى مزارع دولة. واليوم يعيش ثلثا السكان في المدن.
يُقْبِلُ اللتوانيون على الرياضة، خاصة كرة السلة والملاكمة والتجديف وكرة القدم، وتحتل الموسيقى والغناء والرقص الجماعي، مركزًا مرموقًا لديهم. وهناك أحد عشر مسرحًا لحفلات الرقص الإيقاعي والمسرح ودار الأوبرا (المسرحية الغنائية).
أما بالنسبة للتعليم، فيتلقى أبناؤهم الدروس منذ السنة السابعة حتى السابعة عشرة، وأقدم جامعات لتوانيا تأسّست عام 1579م في العاصمة فيلنوس، فضلاً عن عدد كبير من المعاهد العليا.
لتــــوانـــــيا الخريطة السياسية |
السطح والمناخ:
تستوي معظم أراضي لتوانيا، وأعلى جهاتها تقع في جنوب شرقي البلاد، بينما تنحدر الأرض تجاه المنخفضات الوسطى، وترتفع قليلاً في الغرب. وبمحاذاة الساحل تمتدّ أشرطة من الكثبان الرملية فاصلة بين مياه بحر البلطيق وبحيرة داخلية.تحظى هذه البلاد بنحو ثلاثة آلاف بحيرة صغيرة الأنهار، بحيث تُغَطِّي المياه 1,5% من مساحة لتوانيا. أما أكبر الأنهار فيدعى نهر نيمان الذي ينبع من أراضي روسيا البيضاء في الجنوب الشرقي، وتنصرف إليه مياه معظم الأراضي اللتوانية، قبل أن يصب في بحر البلطيق. وتفتقر لتوانيا للموارد المعدنية، ما عدا الجبس والرمال والحجر الجيري والطين وقليلاً من النفط، وتغطّي الغابات ربع مساحة البلاد. ويناير هو أبرد شهور السنة، إذ يهبط معدّل الحرارة إلى -3°م على الساحل، و-6°م في الشرق. وفي يوليو ، وهو أسخن شهور السنة، تتراوح درجة الحرارة بين 16°م بالقرب من البحر و18°م في الشرق. أما معدلات الأمطار فتتراوح بين 53 و86سم سنويًا.
الاقتصاد:
أقامت الحكومة أثناء العهد السوفييتي، كثيرًا من الصناعات التي تشكّل الآن ثلثي الإنتاج الاقتصادي اللتواني، ويركّز هذا النشاط على الصناعات الكيميائية والإلكترونيات ومواد البناء والصناعات المعدنية والآلية والصناعات الغذائية وتكرير البترول وصناعة الآلات. أما مدن الوسط والشمال فتتخصّص في الصناعات الكيميائية والغذائية. وأهم المدن الصناعية كاوناس وكليبيدا وفيلنوس وغيرها.تتخصّص الزراعة اللتوانية في منتجات الألبان واللحوم، ويسهم القطاع الزراعي بنحو ربع الإنتاج الاقتصادي. وكانت جميع وسائل الإنتاج الاقتصادي ملكًا للدولة حتى أواخر الثمانينيات ؛ عندما سمحت الحكومة بتملّك الأرض الزراعية. ويتسارع الآن الاتجاه نحو تشجيع القطاع الخاص.
اللتوانيون يحتفلون بالاستقلال في سبتمبر 1991م عند ما اعترف الاتحاد السوفييتيي باستقلالهم. |
نبذة تاريخية:
عاش الإنسان في تلك البلاد منذ ثمانية آلاف سنة قبل الميلاد. وفي القرن الأول الميلادي، ذكر المؤرّخ الروماني تاكيتوس ـ لأول مرة ـ شيئًا عن سكان بحر البلطيق. ونحو بداية القرن الحادي عشر الميلادي اتحّد السكان في أمّة لتوانية، كان أشهر حكامها مِنْدَاوغاس، الذي تُوّج ملكًا عام 1251م. وخلال القرن الرابع عشر الميلادي، امتدت حدود لتوانيا شرقًا إلى موسكو والبحر الأسود، واتحّدت لتوانيا وبولندا عام 1386م، إلا أن هذا الاتحاد لم يدم ؛ إذ أخضع قيصر روسيا لتوانيا لحكمه عام 1795م. وحين خضع اللتوانيون لسيطرة الروس، قاموا بعدة ثورات، وطالبوا عام 1905م بحكم ذاتي لم يُقبَل. وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى استقلت لتوانيا، وحاول الروس استرجاعها فلم يتمكنوا، إلا أن الاستقلال لم يدم طويلاً، حيث احتلت بولندا لتوانيا 1920م.اتفق الألمان والروس عام 1939م على منح روسيا مطلق السيادة في إقليم بحر البلطيق، فصارت لتوانيا منذ 1940م جمهورية سوفييتية. وبتراجع الروس أمام الألمان في الحرب، حاول اللتوانيون الاستقلال، ولكن الألمان أخضعوهم حتى 1944م، عندما انسحب الألمان، وعاد الروس إلى لتوانيا، ومارسوا مع السكان سياسة قمع، وأرسلوا نحو ثلث مليون لتواني لمعسكرات العمل في سيبريا.
كانت سياسة الانفراج، التي انتهجها الاتحاد السوفييتي (السابق) فى أواخر الثمانينيات ؛ سببًا في تنامي الحركات المناوئة للشيوعية، حتى تعهد برلمان لتوانيا 1989م بالمطالبة باستقلال بلاده استقلالاً تامًا، وصارت اللتوانية اللغة الرسمية للبلاد، وأطلقت حرية الصحافة والعقيدة. وحاول الاتحاد السوفييتي الضغط اقتصاديًا على لتوانيا، فقطع عنها إمدادات النفط والأدوية، وسلعًا أخرى. وتحرّكت القوات الروسية لقمع حركة الاستقلال، إلا أن حركة الانقلاب الشيوعي الفاشلة في روسيا في أغسطس 1991م شجّعت لتوانيا على المطالبة بالاستقلال. واعترفت الحكومة السوفييتية باستقلال لتوانيا في أواخر 1991م. وفي عام 1992م، فاز حزب العمال الديمقراطي، الحزب الشيوعي سابقًا، بأغلب مقاعد البرلمان. وفي 1993م، أصبح ألجيرداس برزوسكاس أول رئيس لتواني ينتخبه الشعب. وفي عام 1996م فاز مرشحو حزب الوطن الاتحادي بمعظم مقاعد البرلمان اللتواني. وفي الرابع من يناير 1998م، انتخب الشعب اللتواني زعيم حزب الوطن الاتحادي فالداس آدمكس رئيساً للبلاد. وفي أكتوبر 1999م، دعا الاتحاد الأوروبي لتوانيا للانضمام إلى عضويته.
★ تَصَفح أيضًا: فيلنوس ؛ كاوناس ؛ كليبيدا.