الرئيسيةبحث

لنكولن، أبراهام ( Lincoln, Abraham )


أبراهام لنكولن قاد الولايات المتحدة خلال أكبر أزمة تواجهها أثناء الحرب الأهلية.
لنكولن، أبراهام (1809 - 1865م). رجل دولة أمريكي كان رئيسًا للولايات المتحدة من عام 1861م حتى عام 1865م. قاد لنكولن الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية الأمريكية التي كانت أكبر أزمة واجهت الولايات المتحدة في التاريخ. وساعد في الحفاظ على الاتحاد من التمزق، كما ساعد على إنهاء الرِّق في أمريكا.

ولد لنكولن في الثاني عشر من فبراير من عام 1809م في كوخ خشبي في هدجنفيل في ولاية كنتاكي في الولايات المتحدة، وعمل في الزراعة وخدم في المليشيا المحلية خلال الحرب الهندية عام 1831 م.

وفي عام 1834 م فاز في محاولته الثانية في انتخابات حزب الويج المناوئ للديمقراطيين. وفي عام 1836 م باشر عمله بنجاح كبير في مهنة المحاماة في ولاية إلينوي وأخيرًا أنشأ مكتب محاماة في عام 1846 م. وفي العام نفسه تم انتخاب لنكولن عضوًا في مجلس النواب الأمريكي. كان لنكولن معروفًا دائمًا بمعارضته للرق، إلا أنه لم يكن في يوم من الأيام من المنادين بإلغاء قانون الرق. كما كان يعتقد أن من أهداف الأمة الدفاع عن الحرية والمساواة. وفي عام 1856 م انضم لنكولن إلى الحزب الجمهوري المعارض للعبودية، والذي تم تأسيسه قبل عامين فقط.

وفي عام 1860م فاز لنكولن بترشيح المؤتمر الجمهوري الوطني لانتخابات الرئاسة الأمريكية. أما الديمقراطيون الشماليون فقد رشحوا دوجلاس وانتخب الجنوبيون جون بركريدج، إلا أن لنكولن فاز بتلك الانتخابات بسهولة. وفي الرابع من مارس من عام 1861م أقسم لنكولن اليمين لتولي رئاسة الولايات المتحدة.

أنجبت أسرة لنكولن ثلاثة أبناء تخطوا سن الطفولة وهم من اليمين: تاد، وروبرت و وليم. وقد تخطى روبرت سن الرشد، أما وليم فقد توفي وعمره 11 سنة، وتوفي تاد وعمره 18 سنة.
وفي أبريل من عام 1861م اندلعت الحرب الأهلية الأمريكية فواجهها لنكولن بكل طاقته. وقد أدرك لنكولن أن الولايات الحدودية ستنفصل، إذا ترك الأمر للمنادين بإلغاء الرق. إن انفصال ولايات مثل كنتاكي، وميسوري، وديلاوير وماريلاند كان من شأنه أن يجعل مهمة هزيمة الجنوب أمرًا أكثر صعوبة. وعلاوة على ذلك فقد ضمن الدستور حماية الرق في الولايات الموجود بها. وقد عمل موقف لنكولن المعتدل على الاحتفاظ بالولايات الحدودية ضمن الاتحاد، كما تمكن لنكولن من الحفاظ على مساندة معظم سكان الولايات الشمالية.

وفي أواخر صيف عام 1862م توصل لنكولن إلى اقتناع بأنه حان الوقت لإجراء تغييرات في السياسة نحو الرق. وقد أجمع معظم سكان الشمال على رفض الرق ؛ لأنه شر اجتماعي. ولهذا قرر لنكولن أن يصدر بيانًا بتحرير المستعبدين. لكنه، بناء على نصيحة من وزير الخارجية وليم سيوارد، احتفظ بالبيان إلى أن يحقق انتصار الشمال الظروف الملائمة لذلك البيان. هذا وقد خدمت معركة أنتيتام التي جرت في السابع عشر من سبتمبر من عام 1862 م الغرض الذي كان يرمي إليه لنكولن. وفي يناير 1863م أصدر بيانًا نهائيًا ذكر فيه الولايات الثائرة، وأعلن أن العبيد بها يعدّون أحراراً من الآن. وفي الواقع لم يحرر البيان أيًا من العبيد ؛ لأنه كان ينطبق على الأراضي الكونفدرالية، وهناك لايستطيع المسؤولون الفيدراليون تنفيذ ذلك. إلا أن البيان أعطى صفة جديدة للحرب التي أصبحت آنذاك حربًا ضد الرق. كما أنه مهد الطريق للإصلاحات التي أجريت على الدستور في عام 1865م والتي أنهت الرق في جميع أجزاء الولايات المتحدة.

لقد أحرزت الجيوش الاتحادية انتصارين كبيرين في عام 1863م في معركة جتسبيرج بولاية بنسلفانيا، ومعركة فكسبيرج بولاية المسيسيبي. وفي نوفمبر من عام 1863م طلب من الرئيس لنكولن أن يتحدث ببضع كلمات فخطب لمدة دقيقتين تقريبًا. وكان ذلك الخطاب، الذي ألقاه في جتسبيرج بلهجة رنانة وقال فيه: "إن حكومة الشعب التي يختارها الشعب من أجل الشعب لن تتلاشى من على وجه الأرض"، وربما كان هذا أشهر خطاب ألقاه لنكولن في حياته.

وقد ساعدت الانتصارات العديدة التي حققها الاتحاد في أواخر صيف وأوائل خريف عام 1864م على إعادة انتخاب لنكولن رئيسًا.

وأخيرًا وفي التاسع من أبريل من عام 1865م استسلم القائد لي للقائد جرانت في أبوماتوكس كورت هاوس بولاية فرجينيا. وهكذا كسب لنكولن الحرب ضد الولايات الجنوبية المنفصلة.

وفي مساء الرابع عشر من أبريل من عام 1865م كان لنكولن يحضر عرضًا لمسرحية ابن عمنا الأمريكي في مسرح فورد في واشنطن. وبعد الساعة العاشرة بقليل قام جون ولكس بوث الممثل المشهور حينئذ، والمتعاطف مع الجمهوريين، بإطلاق النار من الخلف على رأس لنكولن فتوفي في الخامس عشر من إبريل من عام 1865م.

كان لنكولن قائدًا عسكريًا فذًا. وقد أثّـر في مجرى الأحداث في تاريخ العالم بحفاظه على الاتحاد ومحاربته الرق.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية