الرئيسيةبحث

لختنشتاين ( Liechtenstein )



فادوز عاصمة لختنشتاين تقع في الجزء الغربي من الدولة. والقلعة القابعة فوق سفح الجبل والمطلة على الشارع الرئيسي للمدينة هي المقر السكني لأمير لختنشتاين.
لختنشتاين دويلة صغيرة في وسط أوروبا الجنوبية، تُعَدُّ من أصغر الدول في العالم، ومساحتها لاتزيد على 160كم² وعدد سكانها 33,000 نسمة فقط.

تقع لختنشتاين على امتداد نهر الراين، في المنطقة الواقعة بين سويسرا والنمسا، ولها علاقات حميمة مع سويسرا، ويتحدث مواطنوها لهجة من اللّهجات الألمانية، وعاداتهم تشبه إلى حد كبير عادات مواطني سويسرا وتستخدم لختنشتاين العملة السويسرية، وتقوم سويسرا بإدارة أنظمة البريد والبرق والهاتف بها كما تضطلع بتمثيل لختنشتاين في المحافل الدبلوماسية والتجارية.

حافظت لختنشتاين على حيادها خلال عدة حروب مثلما فعلت سويسرا، حيث لم تشترك في أيّ حرب من الحروب منذ عام 1806م. وفادوز هي العاصمة وأكبر مدنها، ويعيش فيها نحو 4,920 نسمة.

نظام الحكم:

نظام الحكم في لختنشتاين هو النظام الملكي الدستوري، ويحكمها أمير هو رأس أسرة لختنشتاين وينتقل العرش عادة إلى أكبر أبناء الأمير.

ينتخب الشعب مجلسًا نيابيًا مكونًا من خمسة وعشرين عضوا، لفترة أربع سنوات، ويقوم هذا المجلس النيابي بإصدار القوانين وإعداد ميزانية الدولة وتحديد معدلات الضرائب، ولابد للأمير أن يُقرّ كلّ هذه القوانين. ويقوم مجلس مكوّن من خمسة أشخاص يرأسهم رئيس الوزراء بتصريف أمور الحكومة ويقوم المجلس البرلماني باختيار هؤلاء الأعضاء بموافقة الأمير.

السكان:

ينحدر سُكَّان لختنشتاين، شأنهم في ذلك شأن سكان كلّ من النمسا وسويسرا، من قبيلة جرمانية سكنت جبال الألب خلال القرن الخامس الميلادي. وحتى الثلاثينيات من القرن العشرين كان السكّان يعيشون على الزراعة. أما في الوقت الراهن فإن أكثر من نصف السكّان يعملون في المصانع أو حرفيين مهرة. وما يزال أقلّ من 10% من السكّان يعملون في الزراعة.

ومعظم السكان تقريبًا من الرومان الكاثوليك. والتعليم الابتدائي والثانوي مجّانيّ، ولابد للأطفال أن يلتحقوا بالمدرسة لمدة ثماني سنوات.

ويمتلك الأمير واحدة من أبدع المجموعات الفنية الخاصة في العالم، وهي موجودة في فادوز، وتشتمل على أعمال لبييتر برويجل الأكبر، وساندرو بوتيشيللي، ورمبرانت، وبيتر بول روبنز.

لختنشتاين الخريطة السياسية

السطح:

يجري نهر الراين على امتداد الحدود الغربية للختنشتاين. ويقع بجانب النهر شريط ضيق من الأراضي الزراعية المنبسطة، وتغطي الجبال ذات القمم الثلجية معظم المناطق الشرقية والجنوبية، وتغطي غابات الصنوبر والمروج الخضراء سفوح الجبال المرتفعة حولها. وتقوم رياح الربيع الدافئة بتزويدها بمناخ جيد يلائم زراعة الفاكهة. ويبلغ متوسط درجات الحرارة السنويـة 8°م، ومتوسط كمية الأمطار التي تسقط في العام نحو 90سم.

الاقتصاد:

تحولت لختنشتاين منذ ما يقرب من عام 1950م من بلد زراعي إلى بلد صناعي متقدم، وتتمتع لختنشتاين بواحد من أعلى مستويات المعيشة في العالم. وفي عام 1991م، انضمت لختنشتاين إلى اتحاد التجارة الحرة الأوروبي.

وتنتج لختنشتاين الخزف والمنسوجات القطنية ومعدات التدفئة والأدوية والأجهزة الدقيقة. ويقوم الفلاحون في الأراضي الزراعية المرتفعة بتربية المواشي بغرض الاستفادة من لحومها وألبانها، ويزرعون الكروم والفواكه الأخرى على المنحدرات المرتفعة، ويزرعون القمح والذرة والبطاطس والخضراوات الأخرى في وادي نهر الراين. ويأتي بين 5,000 و12,000 من عمال القطاع الصناعي في لختنشتاين من الدول المجاورة.

وتجمع الحكومة الأموال عن طريق فرض ضرائب على قطاع الأعمال الأجنبيّ، الذي يختار لختنشتاين مقرًا له.

وتقدم لختنشتاين لمثل هذه الشركات معدّل ضرائب منخفضًا على الأعمال التّجارية والدخل. وقد قامت أكثر من 5,000 شركة أجنبية بإنشاء مقارَّ لها هناك، كما تحصل الحكومة على الأموال عن طريق بيع طوابع البريد. وهواة جمع الطوابع في جميع أنحاء العالم يتباهون باقتناء طوابع لختـنشتاين، ومعظم هذه الطوابع ما هي إلا صور اللوحات الفنية التي يقتنيها الأمير.

ويوجد في لختنشتاين محطّتان لتوليد الكهرباء من مصادر مائية، والمحطَّتان تمدان الدولة بالطاقة الكهربائية. وتقوم لختنشتاين ببيع جزء من هذه الطاقة إلى سويسرا، ويخترق خط السكك الحديدية الرئيسي الذي يصل بين سويسرا والنمسا أراضي لختنشتاين، إلا أن عددًا قليلا ًمن القطارات يتوقَّف بها. وتقوم الحافلات بالربط بين النمسا وسويسرا.

نبذة تاريخية:

في أواخر القرن الثامن الميلاديّ تمكَّن شارلمان ملك الفرنجة من السيطرة على المنطقة التي توجد بها لختنشتاين حالياً. وفي أوائل القرن التاسع الميلادي، وبعد موت شارلمان، قسمت المنطقة إلى دولتين مستقلّتين هما فادوز وشيلنبرج، اللّتان أصبحتا فيما بعد جزءًا من الإمبراطورية الرومانية المقدّسة. واستطاع أمير من فيينا يُسمى يوهان آدم أن يسيطر على شيلنبرج في عام 1699م وفادوز في عام 1712م ومازال أحفاده يحكمون لختنشتاين حتىّ الآن.

ظلت لختنشتاين دولة مستقلة منذ عام 1719م باستثناء فترة وجيزة في بداية القرن التاسع عشر الميلاديّ، عندما سيطر عليها إمبراطور فرنسا نابليون الأول. وفي عام 1815م انضمت لختنشتاين إلى الاتحاد الكونفدرالي الألماني، وهو رابطة للحكام الألمان، إلا أنها احتفظت باستقلالها. ولكن هذا الاتحاد فُضَّ في عام 1866م في نهاية حرب الأسابيع السّبعة، وكانت هذه آخر حرب اشتركت فيها لختنشتاين، وحافظت على حيادها منذ ذلك الحين. ومنذ عام 1868م وهي دويلة ليس لديها جيش.

وفي عام 1852م وافقت لختنشتاين على الوحدة الاقتصادية مع الإمبراطورية النمساوية، ثم أنهت هذه الوحدة بعد الحرب العالمية الأولي (1914 - 1918م)، ووقَّعَت معاهدة مماثلة مع سويسرا في عا م 1924م. وفي عام 1938م أصبح فرانس جوزيف الثاني هو الأمير الحاكم. وحتى عام 1984م كان للرجال فقط حق الاقتراع في الانتخابات، ولكن النساء حصلن على حق التّصويت في الانتخابات العامة في ذلك العام. وفي عام 1984م أيضًا سلّم الأمير فرانس جوزيف الثاني مقاليد السلطة لابنه الأمير هانز آدم. وفي عام 1989م توفي الأمير فرانس جوزيف الثاني.

★ تَصَفح أيضًا: فادوز.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية