الأشنة ( Lichen )
لحية العجوز من أكثر الأشْنَة غير العادية. تتدلى من أغصان الشجر وتنمو حتى طول 5,1م. |
أشنة الخريطة الصفراء تأتي في الترتيب بين أقدم الأشياء الحية. ويعتقد العلماء أن بعضها يبلغ عمره آلاف السنين. |
أشْنَة المنطقة القطبية الشمالية تغطي الكثير منمساحة التندرا (المراعي الجليدية). وتوفر الغذاء لوعول الرِّنة والكاريبو. |
وهناك حوالي عشرين ألف نوع من الأُشنّة ينمو بعضها على التربة، لكن غالبيتها تنمو على الصخور أو لحاء الشجر. وتعيش الأُشنّة في عدة مناطق لايستطيع العيش فيها إلا نباتات قليلة. فبعض أنواعها يعيش في المنطقة القارسة البرودة ضمن الدائرة القطبية، وبعضها الآخر يعيش في الصحاري أو على الجبال.
وليس للأشْنَّة جذور، ولكنها ذات طبقة خارجية من خلايا فطرية ملونة بالأخضر، والبني والأصفر، أو الرمادي. وهذه الطبقة الحافظة تُدعى القشرة العليا وهي تُغطِّي نطاقًا من خلايا طحلبية خضراء اللون، أو زرقاء مخضرة. ويقع تحت الخلايا الطحلبية نطاق مخزن للطعام يُدعى اللب، وطبقة حافظة أخرى تدعى القشرة الدنيا. وغالبية الأُشنة ذات جدائل فطرية تربط السطح التحتي للأُشنة بالشجرة أو الصخرة.
وقد توصَّل عُلماء النبات إلى التعرف على ثلاث مجموعات من الأشْنَة: الأشنة شجرية الشكل، وهي شبه شجيرات، وترتبط فقط عند قاعدتها بالطبقة التحتية (السطح) الذي تنمو عليه ؛ والأشنة ورقية الشكل، وهي شبيهة بالورقة في مظهرها ؛ والأشنة قشرية الشكل، وهي شبيهة بالقشرة، وترتبط بالطبقة التحتية بكامل سطحها التحتي.
كيف تنمو الأُشنة:
لما كانت الأُشنة خالية من الجذور، فهي تنمو فقط عندما ترطب بوساطة النَّدى أو المطر. وعندما تمتص الأشنة الرطبة ضوء الشمس فإن القسم الطحلبي يُنتج السكر بوساطة التركيب الضوئي. ★ تَصَفح: التركيب الضوئي. وتمر غالبية السكَّر إلى الفطر الذي يستعمله غذاء له. وهكذا يمكن للكائن العضوي أن ينمو. والأُشنة الجافة لا تنمو، غير أنها تستطيع البقاء حية في درجات الحرارة القصوى التي تقتل الأُشنة الرطبة. تُضيف غالبية الأشْنَة حوالي 3ملم سنويا إلى نصف قطرها، لكن القليل من أنواعها ينمو بسرعة أكبر بحوالي عشر مرات. ينمو العديد من مجموعة أشْنَة كروستوز 0,3ملم فقط سنويًا. ويمكن أن يكون عمر هذه الأشْنَة أربعة آلاف عام في المناطق القطبية الشمالية.تتكاثر الأشنة بثلاث طرق. يُطْلِق الفطر في غالبية الأشنة أبواغًا في الهواء. فإذا ما سقطت إحداها قرب طحلب مناسب نمت حول الطحلب، وتكونت أشنة جديدة. ويتكاثر العديد من الأُشنة أيضًا بوساطة الصُّرَّات. وهذه تتألف من عدة خلايا طحلبية تُحيط بها شبكة من جدائل فطرية. تتشكَّل هذه الجدائل على سطح الأشنة وتُحْمَل بعيدًا بوساطة الريح أو قطرات المطر. وإذا ما احتُجِزت الصّرّات في شق شجرة أو صخرة، فإنها يمكن أن تبدأ النمو ضمن أشنة جديدة.
وتنتج بعض الأُشنة أسيدات بدلاً عن الصرّات. وتكون الأسيدات رقيقة القوام ولها نمو وتدي الشكل على سطح الأشنة. وهي مثل الصرّات تُنثَر بوساطة الريح والماء.
أهميَّة الأُشنة:
تفيد الأشنة الحيوانات والإنسان على السواء. ففي المنطقة القطبية الشمالية تُغطِّي الأُشنة أراضي واسعة، وتوفر طعامًا شتويًا لوعول الرِّنة والكاريبو. وفي المناطق الأخرى، يأكل الأُشنة العديد من الحلزون واليرقانة والحشرات. واستعمل الناس في الماضي الأشْنَة بطرق متعددة. فبعض الأنواع استُعملت طعامًا إبان المجاعات، وبعضها الآخر استعملت أصبغة أو عقاقير.يستعمل رجال الصناعة اليوم كميات ضخمة كل عام من أشنة تُدعى طحلب البلوط. يُجمع طحلب البلوط في أوروبا وإفريقيا الشمالية لتحويله إلى مثبِّت للعطور وإلى مستحضرات تجميلية تستعمل بعد الحلاقة. وهناك أشنة أخرى تُدعى عشبة كاناريا تستعمل لصنع صبغة دوّار الشمس، وهو مستحضر يستعمل لتحديد ما إذا كان محلول ما حمضًا أو قاعدة. ★ تَصَفح: صبغة دوار الشمس .
كما استعمل الأطباء خلال أكثر من ألفي عام عقاقير مصنوعة من الأُشنة لمعالجة بعض اضطرابات الرئة والجلد. وحتى وقت قريب كانت المضادات الحيوية تُنتَج من الأُشنة في إسكندينافيا وألمانيا والاتحاد السوفييتي (السابق)، إلا أنها تُصنَع الآن بصورة اقتصادية أكثر من الفطر.
ويستعمل العلماء الأُشنة لتحديد كمية بعض الملوِّثات في الهواء. وتموت الأُشنة عندما تتعرض لثاني أكسيد الكبريت، وهو غاز سام له آثار عديدة ضارة. وهكذا يستطيع العلماء أن يقدروا كمية ثاني أكسيد الكبريت في الهواء بملاحظة عدد ونوع الأُشنات التي تنمو في موقع معين. وتمتص الأُشنة أيضًا الفلزات. فبتحليل الأُشنة التي تنمو قرب المصانع ومصاهر الفلزات يستطيع العلماء أن يحددوا أنواع الملوِّثات الفلزية التي تطلقها.