لاتفيا ( Latvia )
ريجا عاصمة لاتفيا تقع على نهر دفينا الغربي جنوبي خليج ريجا. وهي كبرى مدن لاتفيا، بالإضافة إلى أنها من أهم الموانئ والمراكز الصناعية في البلاد. |
وتبلغ مساحة لاتفيا حوالي 64,600كم²، كما يبلغ عدد سكانها نحو 2,471,000 نسمة. وعاصمتها ريجا وهي أكبر مدنها.
نظام الحكم:
يتكون المجلس التشريعي في لاتفيا، السايما، من 100 عضو. ينتخب الشعب أعضاء السايما لفترة 3 سنوات. وينتخب الأعضاء رئيسًا للبلاد لفترة سنتين وثلاثة شهور. ويعتبر منصب الرئيس منصبًا شرفيًا. يختار الرئيس بموافقة البرلمان رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء للقيام بتصريف شؤون الحكم. ولتنظيم الحكم المحلي بالبلاد، فقد قسمت لاتفيا إلى 32 منطقة إدارية.السكان:
تبلغ نسبة اللاتفيين 52% من إجمالي سكان البلاد الذين يُطلق عليهم أحيانًا اللتس. وهؤلاء اللاتفيون لهم علاقة باللتوانيّين من حيث العنصر، ولكن لهم ثقافتهم ولغتهم الخاصة بهم. وتبلغ نسبة الروس الذين يتكلمون اللغة الروسية 34% من عدد سكان لاتفيا. ويبلغ عدد البايلو (الروس البيض) حوالي 5% من سكان لاتفيا. ويبلغ عدد السكان من أصل أوكراني أو بولندي 3% لكل منهما. ويبلغ عدد اللتوانيّين واليهود معا 2% تقريبا.قلَّ النفوذ اللاتفي في لاتفيا بعد أن تولى السوفييت أمور البلاد في عام 1940م، وكان عدد اللاتفيّين في بلادهم قبل ذلك حوالي 75% من السكان. ولكن قُتل الآلاف منهم أو طُردوا من البلاد خلال الحرب العالمية الثانية، أو أرسلوا إلى سيبريا بعد الحرب. وقد هرب بعضهم إلى الغرب، كما احتجز الروس بعضهم خارج لاتفيا. وهاجر كثير من الروس إلى لاتفيا بعد الحرب العالمية الثانية.
تُعدّ اللغة اللاتفيّة من أقدم اللغات الأوروبية، ولها علاقة باللغة السنسكريتية، وهي لغة الهند القديمة. وبعد أن استولى الروس على البلاد أصبح لزامًا على اللاتفيّين تعلم اللغة الروسية، وهي اللغة الرسمية التي أقرَّها الاتحاد السوفييتي في لاتفيا.
كانت اللغة الروسية اللغة الرسمية الأولى المتداولة في كثير من المكاتب الحكومية والتجارية، كذلك كانت اللغة الأولى في معظم الصحف وبرامج التلفاز. غير أن الأمور تغيرت منذ عام 1989م، إذ أصبحت اللغة اللاتفيّة مرة أخرى اللغة الرسمية. ومنذ ذلك التاريخ أصبحت اللاتفيّة اللغة المتداولة في المكاتب الحكومية والأعمال التجارية وفي كثير من وسائل الإعلام.
يعيش حوالي 69% من اللاتفيّين في الأماكن الحضرية. وكثير من سكان المدن يسكنون في شقق بمبانٍ عصرية شيدت بعد الحرب العالمية الثانية، انتقل آلاف من سكان المدن من الأرياف إلى المدن للعمل في المصانع المختلفة. ويعمل كثير من سكان الريف اللاتفي في مزارع الألبان والماشية.
يلبس اللاتفيّون عادة الملابس الغربية، ولكن كثير منهم يلبسون الملابس القومية الزاهية الألوان أثناء عطلات الأعياد والاحتفالات. وللاتفيّين تقاليد غنية في عالم الفولكلور والتراث الشعبي وخاصة الأغاني. وهم مولعون بالباليه والأوبرا والمسرحيات، كما أنهم يشاركون في كل الألعاب الرياضية خاصة كرة السلة وكرة القدم.
منذ عام 1940م وحتى عام 1988م قيد الاتحاد السوفييتي بعض المظاهر الدينية في لاتفيا حيث سمح بأداء الصلوات، ولكنه لم يسمح بالتعليم الديني. كذلك كان لا يشجع الناس على الذهاب إلى دور العبادة، وكان المتدين يحرم من فرص التعليم الجيدة والحصول على الوظائف الكبرى. وقد انتهت معظم أنواع المحظورات في الأمور الدينية في لاتفيا عام 1988م، ثم أوقف الاتحاد السوفييتي كل أنواع القيود التي كانت مفروضة على الأديان. وينتمي معظم سكان لاتفيا إما إلى المذهب اللوثري أو الكاثوليكي الروماني أو الكنيسة الروسية الأرثوذكسية. يستطيع معظم سكان لاتفيا القراءة والكتابة. وهناك عشر جامعات في لاتفيا. وأكبر هذه الجامعات هي جامعة بي. ستوتشكا اللاتفيّة في العاصمة ريجا.
لاتــفــيـــــــــــــا الخريطة السياسية |
السطح والمناخ:
يُطلق على لاتفيا وإستونيا ولتوانيا اسم دول البلطيق، وهذه الدول تشكل امتدادًا وجزءًا من السهل الساحلي الكبير الذي يقع في شمالي أوروبا. وتتكون لاتفيا بشكل رئيسي من تلال قليلة الارتفاع، وبعض الوديان الضحلة. وفي لاتفيا كثير من البحيرات الصغيرة والمستنقعات. وأهم أنهارها دفينا. ويبلغ ارتفاع أعلى قمة بها 311م. وتتفاوت درجة الحرارة في لاتفيا في شهر يناير بين -7°م و -3°م وفي شهر يوليو بين 16°م و18°م وتهطل الأمطار فيها بمعدل ما بين 50 و80 سم في العام.الاقتصاد:
تبلغ قيمة مصنوعات لاتفيا حوالي ثلاثة أرباع قيمة إجمالي الإنتاج. وأهم الصناعات فيها هي المعدات الكهربائية والحافلات وعربات السكك الحديدية والفولاذ.تبلغ قيمة الإنتاج الزراعي الخمس تقريبًا، وتنتج الشعير والشوفان والكتان والألبان. وكانت الحكومة السوفييتية السابقة تمتلك كل المزارع الجماعية في لاتفيا. ولكن منذ أواخر الثمانينيات من القرن العشرين أخذت الحكومة السوفييتية في السماح للسكان بامتلاك مزارعهم الخاصة.
لاتفيا نالت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي في سبتمبر 1991م. وقبيل الاستقلال قام العمال في العاصمة ريجا بإزالة تمثال لينين عن قاعدته. ثم ما لبثوا أن أزالوا القاعدة نفسها بعد ذلك. |
نبذة تاريخية:
يرجع تاريخ استقرار الجنس البشري في لاتفيا إلى ما بين القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد. ثم طردوا من لاتفيا حوالي القرن الأول الميلادي عن طريق بعض المغيرين، وكان اللاتفيون يمارسون التجارة مع العرب والإستونيين واللتوانيين والرومان وغيرهم.اكتسح الفايكنج (رجال الشمال) لاتفيا في القرن التاسع الميلادي، كما احتلها الروس عدة مرات. ثم استولى عليها الفرسان التيوتونيون الألمان خلال القرن الثالث عشر الميلادي واحتلوها، ولكن بعد قرنين من الزمان احتل البولنديون تلك البلاد. وشهدت لاتفيا عددًا من اعتداءات جيرانها الأقوياء عليها مثل: روسيا وألمانيا وغيرهما، حتى استطاعت في آخر الأمر أن تنال استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية، فاستولى عليها الاتحاد السوفييتي سنة 1940م بعد الاتفاق سرًا مع هتلر على ذلك. ولكن ألمانيا احتلت لا تفيا بعد أن أعلنت الحرب على الاتحاد السوفييتي. إلا أنه بنهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945م وضع الاتحاد السوفييتي هذه البلاد تحت سيطرته مرة أخرى. وفي عهد حكم الرئيس ميخائيل جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي السابق نالت لاتفيا استقلالها نهائيًا في سبتمبر 1991م. وفي ظل حكومة انتقالية أجريت أول انتخابات عام 1993م. منع الروس الذين يعيشون في لاتفيا من الاشتراك في هذه الانتخابات. وحصلت الأحزاب الراديكالية على 27% من مقاعد البرلمان. عين البرلمان جنتس أولمانيس رئيسًا للبلاد.
وفي منتصف تسعينيات القرن العشرين بدأت الحكومة اللاتفية في توطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول غرب أوروبا، كما بدأت في تقليل سيطرتها على الاقتصاد وانتقلت ملكية كثير من الأعمال والمزارع إلى القطاع الخاص. أثارت المحاولات اللاتفية في التقليل من حقوق الروس في البلاد غضب الحكومة الروسية. وفي عام 1998م وافق الشعب اللاتفي في استفتاء عام على تعديل قوانين المواطنة بالبلاد. سهلت التعديلات من إجراءات الحصول على الجنسية اللاتفية. وفي 17 يونيو 1999م، تم انتخاب فايرا فيكي فريبيرجا رئيسة للبلاد. يذكر أن فايرا كانت قد عملت أستاذة لعلم النفس في جامعة مونتريال بكندا في الفترة بين عامي 1965 و 1998م. ولدت فايرا في معسكر للاجئين بألمانيا عام 1937م، وعاشت ودرست في كندا.
★ تَصَفح أيضًا: البلطيق، دول ؛ ريجا.