الرئيسيةبحث

أمريكا اللاتينية، أدب ( Latin-American literature )



أمريكا اللاتينية، أدب. يتألف أدب أمريكا اللاتينية من أدبِ البلادِ الناطقة بالأسبانية في الجزء الغربيّ من الكرة الأرضية، ومن أدب بورتوريكو، وأدب البرازيل الناطقة بالبرتغالية.

أدب فترة الاستعمار

بدأت الفترة الاستعمارية بالاكتشافات الأسبانية والبرتغالية الأولى للعالم الجديد في أواخر القرن الخامس عشر، وانتهت بحروب الاستقلال بعد أكثر من 300 سنة. تألّف الأدب المبكر لفترة الاستعمار بشكل رئيسي من كتب التاريخ والقصص التي كتبها الجنود والمنصرون الذين وصفوا ماشاهدوه من مناظر طبيعية جديدة وحضارات مدهشة. ومزج المؤلفون الخيال الشديد بالواقع في وصفهم للمغامرات والاحتكاك بسكان وعادات وحيوانات ونباتات لم يألفوها.

كتب هيرناندو كورتيز المستعمر الأسباني لإمبراطورية الأزتك سلسلة من خمسة تقارير أرسلها لملك أسبانيا تشارلز الأول. وهذه التقارير التي تعرف باسم الرسائل الخمس (1519-1526م)، هي عرض أخّاذ ومفصّل لحملته. وكتب برنال دياز دل كاستيلو الذي خدم في الحملات الأزتكية التي قادها كورتيز كتابًا بعنوان التاريخ الصحيح لفتح أسبانيا الجديدة (1522م).

وهناك أعمال كثيرة تناولت فترة الاستعمار هذه، ففي كتاب بعنوان تدمير الأِنديز: وصف ملخص (1552م). انتقد المنصر الدومينيكاني بارتولومي دي لاس كازاس المعاملة الوحشية التي لقيها الهنود على أيدي الأوروبيين، وأعطت تعليقات ملكية (1609م) لجارسيلاسو دولافيجا صورة دامية لتاريخ إمبراطورية الإنكا، وكتب الشاعر ألونسو دي أرسيلا واي زونيجا أشهر قصيدة لهذا العصر بعنوان لا أروكانا (1569-1589م). وهي تصف شجاعة الهنود التشيليين الذين قاوموا المستعمرين الأسبان. وكان بنتوتكسيرا بينتو أول شاعر في فترة الاستعمار يكتب بالبرتغالية. ففي ملحمته بروسوبوبيا (1601م) عالج موضوع الفرد والطبيعة في البيئة الأمريكية.

وفي النصف الثاني من القرن السابع عشر الميلادي ظهر نوع جديد من الأسلوب يسمى الباروك. كتب المؤلفون الباروك بأسلوب منمق ومتصنّع، كما استعملوا فكاهة ساخرة وتلاعبوا بتعقيد الألفاظ. وقد نتج عن الأسلوب الباروكي المعقد مؤلفات يصعب فهمها أحيانًا كثيرة.

تُعتبر المكسيكية سورخوانا إنس دولاكروز الكاتبة الأولى لفترة الباروك، وهي بشكل عام أبدع كاتبة في فترة أدب عصر الاستعمار في أمريكا اللاتينية. فقد كتبت مسرحيات ونقدًا لاذعًا وأعمالاً فلسفية وأشكالاً مختلفة من الشعر.

نظم خوان دل والي إي كافْيديس من بيرو شعرًا هجائيًا انتقد فيه الفساد الذي رآه في مجتمع عصر الاستعمار. كما قام جريجوريو دو ماتوس من البرازيل هو الآخر بكتابة شعر نقدي لاذع. وكتب الشاعر البرازيلي توماس أنطونيو غونزاجا بعض إبداع الشعر الغنائي باللغة البرتغالية وبشكل خاص قصيدته في الحب بعنوان ماريليا دو ديرسوا. أما الشاعران البرازيليان خوسيه باسيليو داغاما، وخوسيه دو سنتاريتا دو دوراو فقد تابعا السير حسب تقاليد الشعر الملحمي. تصف ملحمة داغاما بعنوان أروجواي (1769م) الحرب بين المستعمرين الأوروبيين والهنود. أما قصيدة كارامورو (1781م) للشاعر دو دوراو فتروي قصة اكتشاف البرازيل واستعمارها.

القرن التاسع عشر الميلادي

بدأت معظم مستعمرات أمريكا اللاتينية القتال من أجل استقلالها عن أسبانيا والبرتغال في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي، وقد أدىّ العداء ضد القوى الاستعمارية إلى مايسمى حروب الاستقلال التي بدأت عام 1810م، واستمرت لمدة ستة عشر عامًا. وألهمت الحروبُ الشعراء، فنظموا الشعر والفن القصصي الوطني الذي انتقد بشكل لاذع القوى الاستعمارية. وربما كانت رواية الببغاء الغاضب (1816م) للكاتب خوزيه خواكين فيرناندز دو لزاردي أول رواية أمريكية لاتينية. فهي قصة تنتقد بشكل لاذع المجتمع الاستعماري الفاسد في مدينة المكسيك، وكتب خوزيه خواكين أولميدو من الأكوادور القصيدة الوطنية الشهيرة بعنوان أغنية إلى بوليفار (1825م).

الرومانسية:

كانت حركة ثقافية بدأت في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر، وانتشرت في أمريكا اللاتينية. أكدت الرومانسية على الفردية والقومية، كما أكدّت على الحرية الفنّية في متابعة مواضيع وأشكال أدبية جديدة.

كان خوزيه ماريا هريديا من كوبا أحد أوائل الرومانسيين في أمريكا اللاتينية إذ كتب قصيدة سوداوية عن الطبيعة بعنوان على هرم خولولا (1820م). ويتصف بعض شعر أندريه بيلو في فنزويلا بعناصر رومانسية حاذقة وبشكل خاص قصيدة بعنوان قصيدة أوْد حول الزراعة في الإقليم الحار (1826م).

وفي القرن التاسع عشر تطور نوع من الرومانسية يُسمّى الأهلانية. عالج الكتاب الأهلانيون المميزات الإقليمية الرئيسية لبلادهم. فقد عبّر اصطبان اخيفيريا الأرجنتيني عن حبه لسهول البامبا الأرجنتينية الواسعة في شعره الغنائي. وأصبح أدب الغاوشو شائعًا بشكل خاص.

والغاوشو هم رعاة بقر رحّل، صُوّروا بمثابة خارجين على القانون بشكل رومانسي. كتب خوزيه هيرنانديز من الأرجنتين أفضل مثل معروف من أدب الغاوشو، وهي ملحمة بعنوان مارتن فيرو (1872-1879م). ويتحدث هذا العمل عن الحياة الموحشة لبطل من الغاوشو ومعاركه مع الهنود الأمريكيين والمعاملة القاسية التي يلقاها من حكومة متبلدة الأحاسيس.

ازدهرت الرواية خلال الفترة الرومانسية فكتب جورج إسحاق ـ من كولومبيا ـ رواية ماريا (1867م)، وهي قصة حب شديدة العاطفة، ومازالت تعتبر أكثر الأعمال شعبية في أدب أمريكا اللاتينية، وكان خوزيه مارمول، من الأرجنتين، وأغناثيو مانيول ألتاميرانو من المكسيك كاتبين ليبراليين كتبا روايات عارضت انعدام العدالة السياسية. ومزج كاتبُ سياسيُُ آخر هو دومينجو فوستينو سارمينتو من الأرجنتين المقالات وأدب القصة في كتابه الحضارة والبربرية: حياة خوان فكندو كويروغا (1845م).

وخلال القرن التاسع عشر الميلادي أصبح المفهوم الرومانسي للمتوحش النبيل موضوعًا شائقًا. وقد اعتبر الرومانسيون أن الشعوب غير الأوروبية مثل الهنود هم الأفضل لأن الحضارة الأوروبية لم تفسدهم. وفي البرازيل أُمتدِحَ شعر أنطونيو جونكالفيز دياز لتمجيده الهنود. وكان الهنود هم أبطال رواية أو غوراني (1857م) للكاتب خوسيه دو ألينكار من البرازيل، ورواية كومندا (1879م) للكاتب جوان ليون ميرا من الأكوادور، والقصيدة الملحمية طباري (1888م) للشاعر خوان زوريلادو سان مارتن من الأروجواي.

وابتدع الكاتب ريكاردو بالما من بيرو شكلاً أدبيًا فريدًا أُطلق عليه اسم الترادسيون. وتألف هذا الشكل الأدبي من صور نثرية جمعت بين التاريخ والأسطورة والإشاعات والقصص والفكاهة. وقد جُمعت صُوَرُ بالما هذه تحت عنوان تقاليد من بيرو نشرت بين عامي 1872 و1910م.

الواقعية:

كانت الواقعية حركة أدبية تطورت في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد حاول الكتاب فيها تصوير الواقع الظاهري بطريقة مفصّلة وموضوعية. وتُظهر أعمالهم أثر البيئة الاجتماعية في الناس. ولقد استعمل بعض الكتاب شكلاً من الواقعية أشدّ صرامة وتشاؤما عُرف باسم الطبيعية.

ومن قادة الحركة الواقعية في أدب أمريكا اللاتينية الروائيين ألبرتو بلَسْت غانا وبَلْدوميرو ليلو من تشيلي، وكلورندا ماتّو دو تيرنر من بيرو، ويوجنيو كامباسيريس من الأرجنتين، وفدريكو غامبوا من المكسيك. ولربما كان الروائي البرازيلي جواكيم ماريا ماشادو دي أسيس أهم كاتب واقعي. وتُبيِّن أشهر روايتين له في ذكرى رابح صغير (1881م) و دوم كاسمورو (1900م) براعة فائقة في التشخيص والتقنية القصصية.

أكد عدد من الكتاب على العادات المحلية والتقاليد في الأقاليم الأسبانية من أمريكا في صُوَر وقصص قصيرة وروايات، واشتهرت أعمالهم باسم كوستمبرسمو، ويُعد من أشهر كتاب الكوستمبرستا خافيـيردو فيانا من الأروجواى، وروبرتو جي بايرو من الأرجنتين، وتوماس كاراسكيلا من كولومبيا. وقد أكدّ جميع هؤلاء الكتاب على وصف المناظر الريفية المحلية وعلى الأنماط الإنسانية في قصصهم. وكان فلورنسيو سانشيز من الأرجنتين أشهر كاتب مسرحي واقعي، فقد كتب مسرحيات تعالج الصراع الإنساني في الأرجنتين الريفية.

الحداثة:

تُعدُّ الحداثة التي دامت من نحو 1888م حتى عام 1910م واحدة من أبرز الفترات الأدبية في أدب أمريكا اللاتينية. وكان الشعراء هم أهم الكتاب، إِذ أعطى الشاعر النيكاراجوي روبن داريو الحداثة شكلها. لقد اعتقد داريو بأنه يجب على الشاعر الابتعاد عن أي أهداف تعليمية، وبدلاً من ذلك عليه أن يحاول الحصول على الجمال في أنقى أشكاله، وأن يتحرر من الأساليب التقليدية. وسعيًا وراء ما هو غير عادي توجّه الشعراء نحو المصادر الغربية مثل الأساطير اليونانية والشرقية والإسكندينافية. وقد نشر ديوان شعر بعنوان أزول (1888م) في بدايه الحداثة. وكان ليوبولدو لوغونيس من الأرجنتين شاعرًا رئيسيًا آخر من شعراء الفترة.

ترك خوزيه إنريك رودو ـ وهو كاتب مقالات في الأروجواي ـ الأثر نفسه الذي تركه داريو ؛ إذ أصبحت مقالة رودو بعنوان إريال (1900م) علامة رئيسية للفكر الأمريكي اللاتيني. لقد ناشد رودو شباب أمريكا اللاتينية أن ينشدوا المثالية والأهداف الروحية العالية التي هددتها المادية الحديثة، وكان خوزيه مارتي من كوبا مفكرًا أمريكيًا لاتينيًا آخر ذا تأثير. وقد اشتهر كصحفي وكاتب مقالات وشاعر، ونال التكريم كوطني بعد أن توفي وهو يحارب من أجل استقلال كوبا.

القرن العشرون الميلادي

أوائل القرن العشرين:

ظهرت مجموعة من الشاعرات المبدعات في أوائل القرن العشرين. وقد عالج الكثير من شعرهن الحب والأنوثة في مجتمع يسيطر عليه الرجال. ونالت إحداهن ـ وهي الكاتبة جابرييلا ميسترال من تشيلي ـ جائزة نوبل للأدب لعام 1945م، وكانت بذلك أول كاتبة أمريكية لاتينية تنال هذه الجائزة. ومن كبار الشاعرات دَلْميرا أُوغسطيني، وخوانا دو إِباربورو من الأروجواي، و ألفونسينا ستورني من الأرجنتين.

أما الروائيون فأبدوا اهتمامًا جديدًا في الموضوعات الإقليمية. فقد صوَّر خوسيه بوستاسيو ريفيرا من كولومبيا غابات الأمازون المطيرة على أنها مكان الجمال والرعب في مؤلفه الدوامة (1924م). وكتب رومولو غاليغوس عن السهول المدارية في فنزويلا في مؤلفه دونا باربرا (1929م). أما ريكاردو غويرالديس من الأرجنتين فقد روى مغامرات صبي يتلقى الإرشاد الروحي من أحد الغاوشو في رواية دون سيغوندو سومبرا (1926م). كما استطاع خوسيه لينز دو ريغو في رواياته المسماة دورة قصب السكر (1932-1943م) أن يستوحي طفولته في مزرعة للسكر في البرازيل.

يعالج الكثير من الروايات الإقليمية مشاكل اجتماعية وسياسية. وتعطي رواية ثورة في الأقاليم الداخلية (1902م) للكاتب يوكليدس دا كَنها صورة درامية لصراع بين فلاحين فقراء وقوات الحكومة. وألهمت الثورة المكسيكية عام 1910م ماريانو أزويلا فكتب رواية بعنوان المضطهدون (1916م)، وانتقدت رواية غراسيليانو راموس حيوات عقيمة (1938م)، ورواية جورج أمادو الأرض العنيفة (1942م) الأوضاع الاجتماعية في البرازيل، وقد صورت المعاملة السيئة التي يلقاها الهنود في رواية هواسيبنجو (1934م) للكاتب جورج إِكازا من الأكوادور، ورواية الهندي (1935م) للكاتب غريغوريو لوبيز إي فونتيز من المكسيك، ورواية ياوار فيستا (1940م) للكاتب خوسيه ماريا أرغويداس من البيرو.

قام عدة شعراء أمريكيين لاتينيين في العشرينيات من القرن العشرين بتجارب على الشكل والتقنية. وكان أهم هؤلاء الشعراء فِيسَنْت هويدوبرو، وبابلو نيرودا من تشيلي، وسيزار فاليجو من بيرو، وماريو دو أندراد من البرازيل، وخورخي لويس بورخيس من الأرجنتين. لقد رفض هؤلاء الشعراء الأشكال التقليدية لتكوين الشعر بأخيلة غير عادية. وقصدوا من قصائدهم أن تكشف العقل الباطن. وتُعتبر قصيدة المدينة المهلوسة (1922م) للشاعر أندراد مثلاً على الشعر التجريبي لهذا العصر.

أواسط القرن العشرين:

سيطرت موضوعات متنوعة على أدب أواسط القرن العشرين، وقد عبّر الكاتب إِدواردو ماليا من الأرجنتين عن شعور بالعزلة وفقدان الاتصال في روايتيه خليج الصمت (1940م)، و كل ما هو أخضر سيُـفْـنَى (1941م). وكتب سيرو ألجيريا من بيرو رواية احتجاج اجتماعي على سوء المعاملة التي يلقاها الهنود في بيرو في مؤلفه عريضة وغريبة هي الدنيا (1941م). وكتب خورخي لويس بورخيس قصصًا قصيرة فلسفية واسعة الخيال في مؤلَّفه الفن القصصي (1944م).

وخلال أواسط الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي جمع الكتّاب مادةً أصيلةً وموضوعات متنوعة وتجارب لغوية ليصوغوا منها الرواية الجديدة، وأصبح الروائيون أكثر إدراكًِا لهويتهم الثقافية، ولكنهم تجنبوا التعبير المتطرف عن القومية في أعمالهم. وتتضمن أفضل أمثلة معروفة من الرواية الجديدة أعمالاً مثل: السيد الرئيس (1946م) للكاتب ميجيل أنجل أستورياس من جواتيمالا، و طرف العاصفة (1947م) للكاتب أوغسطين يانيز من المكسيك، وآدان بوينوسيريس (1948م) للكاتب ليوبولدو مارشال من الأرجنتين، و وُلد مذنبًا (1951 م) للكاتب مانيوِل روخاس من تشيلي، والدرجات المفقودة (1953م) للكاتب أليجو كاربنتيير من كوبا، و بيدرو بارامو (1955م) للكاتب خوان رلفو من المكسيك.

إن أشهر شاعر أمريكي لاتيني في أواسط القرن العشرين هو المكسيكي أوكتافيو باز الذي عالج الكثير من شعره الهوية المكسيكية والتاريخ المكسيكي. وكتب أيضًا مقالات في النقد الأدبي والفن والسياسة.

التطورات الحديثة:

أهمُّ تطور في الأدب الأمريكي اللاتيني منذ الخمسينيات من القرن العشرين هو الاهتمام العالمي الفجائي بالروائيين، وهو أمر لم يسبق له مثيل. لقد أُطلقت كلمة "ازدهار" على العدد الكبير من الروايات المهمة التي أنتجها هؤلاء الكتاب. أما الروائيون الأصليون خلف هذا الازدهار فهم كارلوس فونتيس من المكسيك، وخوليوكورتازار من الأرجنتين، وماريو فارغاس يوسا من بيرو، وجابرييل جارسيا ماركيز من كولومبيا. ويلجأ هؤلاء الكتاب الأربعة إلى الاختراع الأدبي في قصصهم ليعبروا عن تراثهم الثقافي. وقد أجروا تجارب على اللغة والبيئة الروائية وكثيرًا ما أدخلوا الخيال الجامح مجزئين الزمان والمكان، وأدّى الازدهار إلى أسلوب يُعرف بالواقعية السحّرية وفيه تمتزج الأحلام والسحر بالواقع اليومي.

وتعطينا الروايات الرئيسية لكارلوس فونتيس صورة شاملة للحياة في المكسيك العصرية. وتتضمن أعماله الرئيسية روايتي حيث الهواء صاف (1958م) و وفاة أرتيميوكروز (1962م). إِن أكثر روايات كورتازار أثرًا هي رواية الحجلة (1963م) التي تُجري تجارب على تقنية فن القصة وتثور على الاستعمال التقليدي للّغة. ويعتبر الكثير من النقاد قصص كورتازار القصيرة أفضل من رواياته. وتتميز بعض مجموعاته القصصية مثل تغير في الضوء (1974م) بالخيال الجامح والرمز والفلسفة.

ويكتب فارغاس يوسا، أحد روائيي الازدهار، عن المجتمع العصري في بيرو، وأكثر أعماله طموحًا مؤلفه حرب نهاية العالم (1981م)، وهي رواية تاريخية تتضمن مغامراتِ مثيرة وتستند في أحداثها على رواية يوكليدس دا كونها ثورة في الأقاليم الداخلية.

وأشهر روائي في مجموعة الازدهار هو جابرييل جارسيا ماركيز، الذي نال جائزة نوبل للأدب عام 1992م. وتعتبر روايته مائة عام من العزلة (1967م) حدثًا بارزًا في الرواية الأمريكية اللاتينية. وتتضمن هذه الرواية الكثير من الحقائق التاريخية، إلاّ أن المؤلف يدخل فيها العنصر الغرائبي والشخوص غير الاعتيادية والأحداث الصارخة وعنصر الإثارة وفكاهة غير عادية. لقد حافظ جارسيا ماركيز على سمعته العالمية بأعمال مثل خريف البطريرك (1975م) ؛ أحداث موت مُعلن (1981م) ؛ الحب في زمن الكوليرا (1986م). ومزجت إيزابيل الليندي التشيلية الواقعية الساحرة بالتاريخ في روايتيها بيت الأشباح (1985م) ؛ إيفا لونا (1987م).

المصدر: الموسوعة العربية العالمية