اللاذقية ( Latakia )
ميناء اللاذقية في سوريا |
أسسها الفينيقيون في موقع يطل على ميناء طبيعي، وأطلقوا عليها اسم رميثا، وأصبحت مع الأيام مركزًا مهمًا للتجارة في ظل دولة أوغاريت في الألف الثاني قبل الميلاد، ثم تحوّل اسمها لسبب مجهول إلى لوكي اكتي كما يقول الكاتب اليوناني فيلون.
وفي عهد الملك السلوقي سلوقيوس نيكاتور، أحد قوّاد الإسكندر الأكبر، اتخدت اسم لاوديسيا وهو اسم والدته، وفي أيام يوليوس قيصر الروماني اشتهرت بصنع وإنتاج نوع من قماش الكتان الذي لقي استحسانًا لدى وجهاء روما، فتمتع أهلها بحقوق المواطنة الرومانية. ودليلا على اهتمام الإمبراطور سبتيم سيفر، أقام فيها قوسًا للنصر على الطراز الروماني، ومايزال قائمًا في قلب المدينة ويُدعى القوس الكبير.
وقد فتحها العرب المسلمون بقيادة عُبَادة بن الصامت الأنصاري والي حمص سنة 17هـ، 638م، وعُرّب اسمها ليصبح اللاذقية. وقد سقطت بيد تانكرد الصليبي عام 1102م، واستردّها صلاح الدين الأيوبي عام 1188م لأول مرة كي ينترعها السلطان قلاوون لآخر مرة من أيدي الصليبيين. اشتهرت بتجارتها النشطة مع قبرص ومصر.
ومن آثار اللاذقية الأكروبول، كما لا تزال الأعمدة الأربعة من بقايا معبد باخوس قائمة، وكذلك القلعتان الصليبيتان في شمال شرقي جامع المغربي فوق التل المشرف على المدينة. وقد أُقيم فيها متحف منذ حوالي عشر سنوات يضم معظم آثار المنطقة التي تمثل مختلف العهود التي تعاقبت عليها.
وتقوم فيها صناعة الخشب المضغوط، وصناعة أدوات الألومنيوم، والمحركات الكهربائية، وصناعة التبغ، وطحن الحبوب وصنع الرخام.
وقد أنشئ فيها مرفأ حديث عام 1956م مع حوض مساحته 145 هكتارًا، ومكسر بطول 3,163م، وأرصفة طولها 1,670م، وصوامع للغلال طاقتها 45,000 طن. كما أنشئ بها مزلقان (رصيف) لإصلاح السفن، ومنطقة حرة لتجارة الترانزيت. ويتراوح عدد السفن التي تقصده سنويًا بين 1,200 و1,500 سفينة. ويظل الاستيراد أكثر وزنًا وقيمة من الصادرات ولا سيما بعد توقف تصدير الحبوب عمليًّا في منتصف الستينيات من القرن العشرين.
وفي اللاذقية جامعة تشرين التي أُنشئت في أواسط السبعينيات من القرن العشرين وتحوي خمس كليات.