الرئيسيةبحث

المصباح ( Lamp )



المصابيح عبر العصور استخدم الناس عبر التاريخ أنواعًا عديدة من المصابيح، إلى أن ابتكرت المصابيح الكهربائية في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وقد أنتجت جميع المصابيح الضوء بحرق الوقود، كالدهن والغاز والزيت. وهنا نماذج لبعض هذه المصابيح.
المِصبــاح نبيطة (أداة) يستخدمها الناس في إنتاج الضوء. ويصنف المصباح واحدًا من أهم الاختراعات. فمنذ اختراع المصباح منذ عدة آلاف من السنين، لم يعد الناس يعتمدون كليةً على الشمس للحصول على الضوء. وبهذا، فقد يسرت المصابيح للناس العمل والمشاركة في عدد لاحصر له من الأنشطة باستخدام الإضاءة الاصطناعية.

صنع الناس، عبر القرون، عددًا كبيرًا من المصابيح يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع رئيسية: 1- مصباح الزيت أو الدهن 2- مصباح الغاز 3- المصباح الكهربائي. ويستخدم الناس في الوقت الراهن المصابيح الكهربائية، وإن كان بعض الناس يحتفظون بأنواع أخرى من المصابيح في بيوتهم لاستخدامها في حالة انقطاع التيار الكهربائي.

مصابيح الزيت أو الدهن:

تنتج هذه المصابيح الضوء بحرق الدهن أو الشحم أو الزيت أو الشمع بوصفها وقودًا، وتحتوي على فتيل أو ذبالة تؤدي وظيفتين. فهي تعمل كموضع للشعلة، كما أنها تعمل على سحب الوقود بفعل الخاصية الشعرية إلى أعلى ليصل إلى الشعلة. ★ تَصَفح: الخاصية الشعرية.

صنع إنسان ماقبل التاريخ مصابيح الدهن من أصداف البحر أو من الحجارة، واستخدم قطعا من النباتات الشبيهة بالعشب تعرف باسم الأسل فتيلاً، كما استخدم دهن الحيوان وقودًا في هذه المصابيح. وصنع المصريون القدماء أيضا مصابيح حجرية، ولكن المصابيح المصرية كانت تستخدم الزيت وقودًا، وكان لها فتيل من القطن. كما صنع الإغريق والرومان القدماء مصابيح من البرونز. وكانت أوائل المصابيح الإغريقية تبدو كالطبق، وكان يحرق بها زيت الزيتون أو زيوت نباتية أخرى، وكانت الفتيلة تطفو فوق سطح الزيت. ثم تطورت المصابيح الإغريقية وصُنِعَ لها أخدود عند حافة الطبق لحفظ الفتيل. وكان بعض مصابيح الرومان يشبه إبريق الشاي، حيث يقوم جسم الإبريق بحفظ الزيت، في حين يحمل المزراب الفتيل.

تعد الشموع نوعًا من مصابيح الدهن. وقد كانت الشموع الأولى تصنع بتغطية الفتيل بالشمع أو القطران. ثم تطورت صناعة الشموع حيث استخدم صانعو الشموع الودك، وتحصلوا على المادة الشمعية من دهن الحيوان. وصنعت أجود الشموع من شمع النحل أو من شمع البرافين. ومن المعروف أن شمع البرافين يتم الحصول عليه من النفط. والواقع أن تكلفة كثير من الشموع أكثر من تكلفة الأنواع الأخرى من المصابيح. ويطلق على المصابيح الرخيصة اسم أضواء الأسل، وهي تحترق كالشموع، وكانت تصنع بغمس الأسل الجاف في دهن الحيوان. ★ تَصَفح: الشمعة.

وفي العصور الوسطى، ظهر نوع من مصابيح الزيت في أسكتلندا، أطلق عليه اسم الجولة. وقد تكوَّن هذا المصباح من حوض حديدي مسطح له مجرى على هيئة قضيب ملتصق به وبارز عنه، وكان هذا المجرى يحمل الفتيل. وكان للعديد من هذه المصابيح مجرى ثان أسفل الأول، وذلك لالتقاط قطرات الزيت الساقطة من الفتيل.

وعلى مر السنين، أضاف الناس عاكسات الضوء إلى المصابيح، حيث تقوم العاكسات بتشتيت الضوء أو تركيزه وهكذا، لم يدخل إلا القليل من التحسينات على المصابيح حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.

وفي ثمانينيات القرن الثامن عشر الميلادي، اخترع الكيميائي السويسري آيمي آرجاند مصباحًا ذا فتيل أسطواني مجوف ومقوّس. وكان هذا الفتيل يسمح للهواء بالوصول إلى مركز اللهب. ونتيجة لذلك، أنتج مصباح آرجاند ضوءًا أكثر سطوعًا من ضوء المصابيح الأخرى. وفيما بعد، أدخل أحد مساعدي آرجاند تحسينا آخر بعد أن اكتشف أن احتراق الشعلة يكون أفضل داخل أنبوبة زجاجية.

وقاد الاكتشاف الأخير إلى اختراع زجاجة المصباح، وهي أنبوب من الزجاج الصافي يحيط بالشعلة لمنع تيارات الهواء عنها. وفي خلال تلك الفترة، اُستخدِم زيت الحوت، وزيت السلجم، وزيت نبات تفل العنب وقودًا للمصابيح. ثم أدى مولد صناعة النفط في أواسط القرن التاسع عشر إلى انتشار استعمال البرافين، وهو منتج نفطي، ووقودًا للمصباح.

فانوس البرافين يُهيء لرواد المعسكرات ضوءًا ساطعًا. تُضاء مصابيح البرافين في الأماكن التي لا يوجد بها كهرباء أو أثناء انقطاع التيار.

مصابيح الغاز:

تنتج مصابيح الغاز الضوء بوساطة شعلة صغيرة واحدة أو عدة شعلات. ولا تحتاج هذه المصابيح إلى فتائل، حيث يتدفق الغاز من المصباح خلال فتحة صغيرة، ثم يحترق بعد اختلاطه بالهواء. وتحرق مصابيح الغاز أنواعا متعددة من الغازات تشمل غاز الأسيتيلين وغاز البيوتان وغاز الفحم الحجري والغاز الطبيعي وغاز المولدات وغاز الماء.

وفي عام 1792م، اخترع المهندس الأسكتلندي وليم ميردوك أهم مصباح للغاز على مستوى تجاري. وقد أضاء ميردوك منزله بمصابيح الغاز مستخدما غاز الفحم الحجري وقودًا. وبحلول القرن التاسع عشر الميلادي، استخدمت مصابيح الغاز لإنارة لندن ومدن أخرى. واستخدمت مصابيح الغاز مصادر مهمة للإضاءة حتى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، حيث استبدل المصباح الكهربائي بها.

والمشكلة الرئيسية لمصباح الغاز هي ارتعاش لهب الغاز المفتوح مما يؤدي غالبا إلى إعطاء إضاءة غير منتظمة. ولهذا، يستخدم في بعض مصابيح الغاز زجاجة تساعد على التحكم في ارتعاش اللهب أو اهتزازه. وفي أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، استخدمت أداة تعرف باسم الرتينة لتحل مشكلة مصباح الغاز. والرتينة كيس من القماش مفكك النسيج ومشرب بمادة كيميائية. وسرعان ما يحترق هذا الكيس في المصباح تاركًا المادة الكيميائية التي تستمر في التوهج نتيجة لاحتراق الغاز حولها. ويوجد في معظم مصابيح الغاز الحديثة رتينة، ويشمل ذلك مصابيح الغاز والوقود السائل المتنقلة والمستخدمة في المخيمات.

المصابيح الكهربائية:

تنتج المصابيح الكهربائية الإضاءة بوساطة الطاقة الكهربائية. وفي عام 1879م، ابتكر المخترع الأمريكي توماس أديسون أول مصباح كهربائي عملي. وسرعان ما انتشرت المصابيح الكهربائية منذ بداية القرن العشرين، وحلت محل الأنواع الأخرى من المصابيح.

تنتج المصابيح الكهربائية إضاءة أكثر وأجود مما تنتجه الأنواع الأخرى من المصابيح، كما أنها أقل تكلفة وأسهل استعمالاً. ولمزيد من المعلومات عن المصابيح الكهربائية، ★ تَصَفح: الاختراع ؛ الإضاءة ؛ الضوء الكهربائي.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية