لامب، تشارلز ( Lamb, Charles )
تشارلز لامب |
حياته:
ولد لامب في لندن، وكانت حياته بسيطة، خالية من الأحداث ومستهترة، وكان تعليمه الرسمي الوحيد في مدرسة في لندن تُدعى كرايست هوسبيتال. وكان الشاعر صمويل تايلور كولريدج طالباً أيضاً هناك، فأصبح هو ولامب صديقين حميمين. وفي عام 1792م عمل لامب موظفًا في شركة الهند الشرقية. وظل بالشركة حتى إحالته إلى المعاش في سن الخمسين. ولم يتزوج لامب قط، وعاش مع أخته ماري، وكان يعتني بها بمودة حتى في الفترات التي عاشت فيها مختلة عقلياً. وبسبب حدبه على أخته أطلق عليه الكاتب وليم ميكبيس تاكاري لقب "القديس تشارلز".مقالاته:
تبقى شهرة لامب في مقالاته ونقده الأدبي، ولكنه كتب أيضًا بضع قصائد غير مميزة ومسرحيتين غير ناجحتين. وقد فشلت مسرحيته الهزلية الساخرة السيد هـ إلى حدّ كبير، حين مثلت لأول مرة في عام 1806م، وقد انضمّ للجمهور في استهجانه لمسرحيته تلك. وقد ظهرت أفضل مقالاته الشعبية من عام 1820م إلى عام 1825م في مجلة لندن. وقد جمعت في مجلدين معروفين باسم مقالات إيليا عام (1923م)، ومقالات إيليا الأخيرة عام (1833م). ويبدو نقد لامب الأدبي المثير في مقالاته وفي تعليقاته على مجموعة مقتطفات من مسرحيات من العهد الإليزابيثي، وقد نشرت التعليقات والمقتطفات تحت اسم نماذج من الشعراء الإنجليز المسرحيين الذين عاشوا في زمن شكسبير وذلك عام 1808م.وتظهر كتابة لامب كثيراً من شخصيته وطبيعته الدمثة، ومقدرته الكبيرة للصداقة، وإنسانيته الدافئة، ويتذكر في بعض مقالاته شبابه، وفي بعضها الآخر صورة وصفيّة أدبية لأشخاص غريبي الأطوار وجد لامب فيهم شيئاً أحبه.
وتظهر عناوين بعض مقالات لامب مدى اهتماماته: علاقات سيئة وآراء السيدة باتل في الهويست، وهو ضرب من لعب الورق، ومسرحيتي الأولى ؛ أطفال الحلم ؛ شكوى عازب من سلوك المتزوجين. وقد عادت حتى المواضيع التي بدت عادية إلى الحياة من خلال وجهات نظره الأصلية والوديّة. وقد بقي لامب في مقالاته قريباً من الحقائق العامة: الشمس والسماء والنسيم والمشي بعيداً عن الناس ؛ العطل الصيفية ؛ اخضرار المروج ؛ عصير اللحوم والسمك اللذيذ ؛ المجتمع أو الكأس البهيج ؛ ضوء الشموع ؛ المحادثات بقرب المدفأة.
وخلف حماسة لامب ومزاجه تكمن فطرة سليمة وقوية، وكان يهزأ بمن أسماهم العابثين. إن نقده الأدبي مستقل تماماً، ومؤثر، وإن صداقاته الوثيقة مع شعراء وكتّاب مثل كولريدج، ووليم وردزورث، وروبرت ساوثي، ووليم هازلت، جعلته جزءًا من الحركة الرومانسية في أوائل القرن التاسع عشر، ومع ذلك فقد استطاع أن يهزأ من كثير من شعر وردزورث الفخم، وعندما أطلق على كولريدج ملاك، قليل الأذى وقال: إن له جوعا للخلود، عبرّ لامب بهذه الكلمات القليلة مايمكن لنقّاد آخرين أن يقولوه في صفحة، وفي نقده لوليم شكسبير ولكتّاب المسرح الآخرين كان لامب يحاول الغوص إلى أعمق حقائق الحياة والفن.