الرئيسيةبحث

مساكن البحيرة ( Lake dwelling )


مساكن البحيرة مناطق سكنية اعتاد الناس في أوروبا قديما بناءها في البحيرات أو على حافة البحيرات والقنوات. وأصبح العلماء يسمُّون تلك المنازل والبيوت بمساكن البحيرة إذ شيد الناس منازلهم على منصات خشبية قائمة على ركائز أو أوتاد. وكانوا يحفرون الأساسات عميقا في الطين ويثبتونها بقوة بالأحجار حول القواعد. وكانت بعض المنازل تشكل تجمعات قرى كالعنقود.

وأشار المؤرخ اليوناني هيرودوت، الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، لأول مرة إلى مساكن البحيرة. وكتب عن مجتمع مساكن البحيرة في مقدونيا. وعثر علماء الآثار لأو ل مرة عام 1853م على مساكن البحيرة لما قبل التاريخ في بحيرة بالقرب من زيوريخ في سويسرا. وقد حافظت تلك البقايا على شكلها بفعل مياه البحيرة والطين في قاع البحيرة. ومنذ عام 1853م عثر علماء الآثار على بقايا مساكن البحيرة في أجزاء مختلفة من سويسرا، وبجانب البحيرات والجداول لدول مختلفة في أوروبا. كما عثروا على أسلحة مصنوعة من العظام والأحجار والمعادن، وأوعية وأواني خزفية ما زالت فيها الحبوب والفواكه. ويعتقد بعض العلماء أن هذه الأوعية الخزفية والأسلحة يملكها أصحاب منازل البحيرة.

واستخدم علماء الآثار البقايا والآثار لمعرفة المزيد عن هؤلاء الناس الأوائل الذين بنوا المنازل الخشبية. ويعتقد العلماء بوجود سلسلة من مساكن البحيرة شيدت في أوروبا، وأنَّ أقدم وأحسن هذه المساكن هي التي ُشيِّدت قبل 5000 سنة، خلال فترة العصر الحجري النيوليني. وبنى الناس فيما بعد مساكن البحيرة خلال العصر البرونزي والحديدي.

وشيد قدماء الأسكتلنديين والأيرلنديين مساكن بدائية سميت كرنوجس في البحيرات والمستنقعات. وجاءت تلك التسمية من الكلمة السلتية كران التي تعني شجرة. وكانت هذه المنازل البدائية جُزرًا اصطناعية من الخشب تُغرز عميقًا في الطين لتثبيت الجزيرة بشكل محكم.

وما زال بعض الناس في بعض أجزاء العالم يعيشون في منازل خشبية مشيدة على أعمدة على سطح مياه البحيرة أو الخليج. بعض سكان غينيا الجديدة وأرخبيل الملايو وفنزويلا يشيدون مساكنهم بهذه الطريقة لحماية أنفسهم من أعدائهم ومن الفيضانات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية