الرئيسيةبحث

لافاييت، المركيز دي ( Lafayette, Marquis de )


المركيز لافاييت ساعد في الثورة الأمريكية. وأقنع فرنسا بإرسال مساعدة عسكرية، وساعد في المفاوضات التي حققت الاستقلال الأمريكي.
لافاييت، المركيز دي (1757 - 1834م). جندي ورجل دولة فرنسي شارك في حرب الاستقلال الأمريكية، كان قائدًا بارزًا في المراحل الأولى من الثورة الفرنسية. ولد لافاييت في شافيناك في هوت لوير في 6 سبتمبر 1757م. رحب بالثورة الأمريكية بكونها فرصة لتحقيق مجده العسكري بالقتال ضد بريطانيا. فاشترى سفينة وهبط في أمريكا في العام 1777م، مع مجموعة من الجنود المغامرين. وفي أوائل عام 1779م وبعد أشهر قليلة أعلنت فرنسا الحرب على بريطانيا. فرجع لافاييت إلى موطنه واعتبر بطلا. وكان يأمل في الانضمام إلى غزو بريطانيا، إلا أنه لم يحدث ذلك. وفي أبريل عام 1780م، عاد لافاييت إلى منصبه ضابطا برتبة لواء في الجيش الأمريكي. وفي عام 1781م، قاد لافاييت قوة أمريكية صغيرة في ولاية فرجينيا كانت تتعاون مع الأسطول الفرنسي ومع واشنطن، وعمل على إرغام جيش بريطاني كبير بقيادة تشارلز كورنواليس على الاستسلام في مدينة يوركتاون.

وأصبح لافاييت بطلاً عالميًا عندما عاد إلى فرنسا في عام 1782م. ثم انغمس في قضايا التجارة وإصلاح الضريبة وتحرير العبيد والحرية الدينية للبروتستانت. ولم يتردد في التضحية بمنصبه بالبلاط عندما اندلعت الأحداث التي أدت إلى الثورة الفرنسية إيمانًا بالأفكار الليبرالية. وكان لافاييت واحدًا من أقوى الشخصيات في فرنسا بوصفه قائدا للحرس الوطني الجديد للفترة من عام 1789م إلى عام 1791م، إلا أنه لم يؤمن بالاستحواذ على السلطة السياسية لنفسه. ولم يكن راغبًا في العمل مع كومت دي ميرابو الفاسد والمقتدر. واستاءت الملكة ماري أنطوانيت وحاشيتها من لافاييت. وقالت: إنها تفضل الموت على أن ينقذها السيد لافاييت.

وبانتشار الراديكالية وجد لافاييت بأنه من الضروري قمع العنف الجماهيري. وبحلول صيف عام 1791م تلاشت شعبيته. ووجد نفسه مكروهًا من قبل شعبه والنبلاء السابقين والبلاط. وبعد نفاذ وتطبيق دستور عام 1791م، تقاعد لافاييت من السياسة بشكل مؤقت. وعندما اندلعت الحرب ضد بريطانيا في عام 1792م، تولى قيادة قوات عسكرية في المنطقة المعروفة الآن ببلجيكا. وبانهيار الجبهة العسكرية حاول قمع راديكالية اليعاقبة في الداخل دون تحقيق أي نجاح. وبعد اتهامه بالخيانة، هرب إلى خارج البلاد. فألقت السلطات النمساوية القبض عليه في عام 1792م، وسجنته حتى أطلق سراحه بعد تحقيق نابليون لانتصاراته في عام 1797م.

وفي ظل حكم نابليون تم انتخاب لافاييت عضوًا في مجلس النواب. وكأحد نواب رئيس مجلس النواب أسهم لافاييت في عملية تنازل نابليون عن العرش للمرة الثانية بعد معركة واترلو. وعدا الفترة الرجعية من عام 1815م إلى عام 1817م ومن عام 1824م إلى عام 1827م استمر لافاييت في منصبه في مجلس النواب. ثم أصبح محور المقاومة الليبرالية لملوك آل بوربون. ودافع عن المصالح الأمريكية، وقاتل من أجل قضية الاستقلال والإصلاح في اليونان وأسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبولندا وجمهوريات أمريكا الجنوبية. وفي عام 1830م أصبح لافاييت مرة أخرى زعيمًا لثورة أدت إلى إسقاط عرش آل بوربون. وبوصفه قائدا للحرس الوطني مرة أخرى، رفض لافاييت المطلب الشعبي ليكون رئيسًا للجمهورية الجديدة. وبدلاً من ذلك ساعد في تنصيب لويس فيليب ملكًا دستوريًا للبلاد. إلا أن لافاييت ندم بعد ذلك على قراره هذا، إذ بدأ قبيل وفاته يتطلّع إلى قيام جمهورية نقية في فرنسا.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية