الرئيسيةبحث

الرضاعة ( Lactation )



الرَّضاعة امتصاص الطِّفل الحليب (اللبن) من ثدي أمَه. وقد أمر الله سبحانه وتعالى الوالدات بإرضاع أولادهن رضاعة كاملة مدّتها سنتان في قوله: ﴿ والوالدات يُرضعن أولادَهُن حَولين كاملَين﴾ البقرة: 233: وينبغي ألاّ تكون الرَّضاعة أقلّ من عامين إلا لأسباب شرعية سيرد ذكرها في هذه المقالة ولا مانع من أن تزيد مدة الرَّضاعة عن العامين، إذا كان الطفل في حاجة لذلك، وهذا من لُطف الإسلام بالطفولة والعناية بها. قال ﷺ: (لا يحرم من الرّضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي وكان قبل الفطام). رواه الترمذي بإسناد صحيح. ويترتب على الرَّضاعة أحكام منها أنّه يحُرم على الإنسان بالرَّضاعة ما يحرم عليه بالولادة. قال الرسول ﷺ: (يحرم من الرَّضاعة ما يحرم من النَّسب) . رواه مسلم.

أنواع الرَّضاعة:

تنقسم الرَّضاعة إلى ثلاثة أقسام، هي: الرَّضاعة الطبيعية ؛ الرَّضاعة الصِّناعية ؛ الرَّضاعة المختلطة.

الرَّضاعة الطبيعية. هي إرضاع الطِّفل من ثدي أمِّه، أو من مُرضع أجنبيَّة. ومن حكمة الله أنَّ حليب الأمّ، يحتوي على موادَّ وعناصر مختلفة، بنسب معلومة، توافق حاجات الطفل، ممَّا جعله خير غذاء، يتناوله الطِّفل مدَّة رضاعته. ولتقوم الأم برسالتها العظيمة على أكمل قيام، فعليها إرضاع ولدها رضاعة طبيعيَّة، مادامت قادرة على ذلك. أمّا إذا تخلَّت عن هذه المُهمَّة طلبًا للراحة والرَّفاهية، أو لغير ذلك، فقد جنت على طفلها وعلى نفسها، لأنها خالفت أمر الله وحرمت طفلها أنفع غذاء خصَّصه الله تعالى له. وأمَّا إذا كانت للأمِّ أعذار شرعيَّة، فليس عليها أن ترضع ولدها، ومن تلك الأعذار: 1- إصابتها بمرض وراثي كمرض السُّلِّ بأنواعه، خوفًا من نقل العدوى لطفلها. 2- إصابتها بنزيف في الرَّحم، أو التهاب الكليتين، أو حُمَّى النّفاس 3- إصابتها بأمراض مُزمنة كمرض القلب والصَّدر 4- إصابتها بفقر الدَّم 5- عدم نزول الحليب.

وعلى المرضع العناية بغذائها ليكثر إدرارها وذلك بكثرة تناول الفواكه والخضراوات والسَّوائل كالألبان، والإقلال من تناول المنُبِّهات كالشاي والقهوة، كما عليها أن تنال قسطًا كافيًا من الرَّاحة.

من الأفضل أن تُنظِّم الأم أوقات الرَّضاعة، لأنَّ نمو المولود وصحته يتوقفان على مثل هذا التنظيم، وبالنسبة للطفل الصغير يجب أن تكون فترات الرَّضاعة قريبة من بعضها، وكلما كبر في السِّن، تباعدت تلك الفترات، ومثال لذلك التنظيم أن تعوِّد طفلها خلال الشّهر الأوَّل على الرَّضاعة مرة واحدة كل ساعتين في النَّهار، ومرتين في اللَّيل. وإذا كان الطفل نائمًا فلا ينبغي إيقاظه، بل يُترك إلى أن يستيقظ بنفسه.

أمَّا المُرضع الأجنبيَّة، فيمكن اللجوء إليها عند الضرورة، لأن حليب المرضع الأجنبية، لا يقوم مقام حليب الأم الممزوج بالحُبّ والحنان. وإذا استدعت الضرورة الاستعانة بمُرضع أجنبية، فلا بد من استشارة الطبيب عند اختيارها، ليقوم بفحصها، ويقرر صلاحية حليبها للطفل. ويلزم تهيئة الجوِّ الملائم للمُرضع الأجنبيّة ومن ذلك أن تُحسن الأمُّ معاملتها، وتُقدِّم لها من الطعام ما تشتهيه ولا تشغلها بعمل غير الرضاعة.

الرَّضاعة الصِّناعية. إذا كان حليب الأم، أحسن غذاء للطفل ـ كما تقدَّم ـ فما العمل إذا عجزت الأمُّ عن إرضاع طفلها لأسباب خارجة عن إرادتها، ولم تسمح لها ظروفها بالاستعانة بمُرضع أجنبيّة؟. في مثل هذه الحالة، تُقدِّم الأمُّ لطفلها حليبًا صناعيًا مقاربًا في تركيبه وخصائصه لحليب الأم. ومن ذلك حليب البقر والماعز، ويُفضل حليب البقر على غيره لسهولة الحصول عليه. ولمَّا كانت التحاليل الكيميائيَّة، قد أثبتت أن العناصر المكوَّنة لحليب البقر تختلف عمّا هو موجود في حليب الأم، وجب تخفيف حليب البقر، حتى تنخفض المواد الزُلاليّة والمواد الدُّهنية التي يحتوي عليها. وينبغي غلي حليب الحيوان وتعقيمه حفاظًا على صحة الطِّفل، وعلى الأم أن تحرص على نظافة الرَّضَّاعة وتسمى أيضًا المِرْضَعَة، والبزَّة (الحلمة) التي تُركَّب فيها وهي أشبه بحلمة الثدي.

الرَّضاعة المختلطة. في هذا النَّوع من الرَّضاعة، يتم الجمع بين النوعين السابقين من الرَّضاعة: الرَّضاعة الطبيعية والرَّضاعة الصِّناعيّة. وتلجأ الأمُ إلى الرَّضاعة المختلطة عندما يكون حليبها قليلاً، أو عندما تشعر بالضَّعف والهزال.

الفطام:

ويُقصدُ به الحيلولة بين الطِّفل وثدي أمِّه. ويتحقق الفطام بإكمال الحولين ـ كما سبق ذكره. وهناك نوعان من الفطام: الفطام التدريجي والفطام الفجائي.

الفطام التَّدريجيّ. ويتُّم عن طريق الرَّضاعة المختلطة أي الجمع بين حليب الأم والحليب الصناعيّ، مع تزويد الطِّفل بأنواع أخرى مناسبة من الأغذية. وتقوم الأم في هذا النوع من الفطام، بتقليل الرَّضْعات الطبيعية وزيادة الرَّضعات الصِّناعية شيئًا فشيئًا، حتى يأتي وقت يُصبح فيه غذاء الطفل صناعيًا، فيترك ثدي الأمِّ بكلِّ سهولة. ولتحقيق الفطام التدريجيّ، ينبغي تعويد الطِّفل، وهو في الأشهر الأولى، على الرَّضاعة الصِّناعيّة ليكون الفطام سهلاً.

الفطام الفجائي. هو إبعاد الطفل عن ثدي أمِّه فجأة من دون تهيئة وإعداد لذلك. ويحدث هذا في أحوال استثنائية، كمرض الأمِّ مرضًا مُعديًا، مما يستدعي فطام الطِّفل على الفور حفاظًا على سلامته وصحته.

وقت الفطام:

لُوحظ أن بعض الأمهات ـ وبخاصة الشَّابات منهن ـ يفطمن أولادهن قبل موعد الفطام الذي حدَّده الله سبحانه وتعالى بدعوى الحفاظ على شبابهن، وتكون نتيجة هذا السلوك الأناني اعتلال صحة المولود، وحرمانه من النمو الطبيعي. وخير نصيحة لمثل هؤلاء الأمهات هي الحرص على إرضاع أولادهن، مادام حليبهنَّ جيدًا، وهنَّ بصحة طيبة.

من أهم العلامات التي تدلّ على بداية وقت الفطام ابتداء بروز أسنان الطِّفل، ففي ذلك دليل على أنَّ الطفل أصبح قادرًا على هضم طعام آخر غير حليب الأمّ. ويجب ألاّ يُفطم الطِّفلُ حال مرضه، كما لا يُحبَّذ الفطام في شهور الصَّيف.

الرضاعة عند الحيوان:

عند ولادة أنثى الحيوان يبدأ تجمّع الحليب في ضرعها. وهناك هورمونات تقوم بتحضير الخلايا في الغدة الثديية لإفراز الحليب. وتتغذى صغار الحيوانات بالحليب إلى تمام نموِّها لتكونَ قادرةً على إطعام نفسها. ويحتوي الحليب على مواد ضرورية للنمو كالكربوهيدرات والدهن والبروتينات. وعندما تتوقف صغار الحيوانات عن تناول الحليب يتوقف إفراز الحليب من الضرع. وتختلف مدة الرضاعة عند الحيوانات باختلاف الفصائل وأنواعها. فعلى سبيل المثال، الأبقار تُرضع 10 أشهر، وحيوانات الفظ الشبيهة بالفقمة، تستمر في الإرضاع مدة سنتين. وعندما تحمل أنثى هذه الحيوانات مرة أخرى يتجمع الحليب مرة ثانية لإرضاع صغارها. ★ تَصَفح: الرضيع.

★ تَصَفح أيضًا: الثدييات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية