لبرادور ( Labrador )
شبه جزيرة لبرادور تقع في الشمال الشرقي من كندا، ويقع معظمها في كويبك. كثيرًا مايطلق على الشق الشرقي منها، وهو يتبع نيوفاوندلاند، اسم لبرادور. |
تمتد لبرادور نحو الشرق إلى مسافة أبعد من أي جزء آخر من يابسة قارة أمريكا الشمالية. يفصل مضيق جزيرة بِلْ، الواقع في الجنوب الشرقي، بين لبرادور وجزيرة نيوفاوندلاند، وتشكل كويبك الحدود الجنوبية والغربية لنيوفاوندلاند في لبرادور.
في أوائل القرن الثامن عشر اجتذبت وفرة الحيوانات ذوات الفراء وكثرة الأسماك في مصايد الأسماك الساحلية أعدادًا كبيرة من المستوطنين الفرنسيين للإقامة في لبرادور، ومايزال كثير من أهل لبرادور حتى وقتنا الحاضر يعيشون على صيد الأسماك، غير أن صناعة الفراء لم يعد لها ما كان لها من أهمية. وفي غربي البلاد توجد رسوبات وفيرة من خام الحديد، قامت عليها صناعة تعدين بدأت تنمو خلال الخمسينيات من القرن العشرين.
الشتاء في لبرادور طويل وقارس. ففي داخل البلاد يكسو الجليد سطح الأرض من شهر سبتمبر إلى شهر يونيو. أما في يوليو فيتراوح متوسط درجات الحرارة ما بين 7°م و 16°م. وفي هذه الأحوال المناخية تصعب الزراعة، فيما عدا زراعة بعض الخضراوات. ويعتمد السكان على أجزاء أخرى من كندا للحصول على كل ما يحتاجون إليه من أغذية تقريبًا، فيما عدا الأسماك وما يصطادونه من حيوانات برية.
قرى صغيرة لصيد الأسماك مثل هذه القرية، تنتشر على ساحل لبرادور المواجه للمحيط الأطلسي. يعتمد سكان لبرادور على صيد الأسماك وبخاصة سمك القد بوصفها مصدرا رئيسيا للدخل. |
يبلغ عدد سكان لبرادور 29,190 نسمة حسب التعداد الذي أجرته كندا عام 1996م. ويعيش معظم المستوطنين البيض في المجتمعات التي تعمل في التعدين في غربي البلاد، وفي القرى الصغيرة لصيد الأسماك، وفي أماكن أخرى مثل خليج هابي فالي ـ جوس وهي بلدة نمت حول قاعدة جوية أنشئت أثناء الحرب العالمية الثانية. أهم موارد الدخل في لبرادور التعدين وصيد الأسماك. ومن الجدير بالذكر أن نحو عُشر سكان لبرادور من الإسكيمو والهنود.
لم يكن بين سكان لبرادور حتى القرن الثامن عشر الميلادي سوى الإسكيمو بالإضافة إلى الهنود الناسكابيين والمونتاجنيين الذين ينتمون أصلا إلى الألجونكيين. وكان أوائل المستوطنين البيض من الفرنسيين الذين عملوا في تجارة الفراء وصيد الفقمة.
كان المستوطنون البيض والإسكيمو والهنود يعيشون في أشد حالات الضنك والمشقة حتى زار بلادهم لأول مرة عام 1892م طبيب إنجليزي يدعى ويلفرد جرنفل فعمل على نشر أخبار معاناتهم، وتمكن من الحصول على مال لبناء المستشفيات والمدارس وغيرها في لبرادور.
ولما تزايد الاهتمام بموارد هذه المنطقة نشأ نزاع بين كويبك ونيوفاوندلاند حول حقوق الملكية والحدود الفاصلة في الأراضي الداخلية في لبرادور. وفي عام 1927م حسم مجلس الشورى الملكي البريطاني هذا النزاع بتعيين الحدود الحالية لصالح نيوفاوندلاند، وفسر مصطلح الساحل بخط مستجمع الأمطار، وبذلك شمل نصيب نيوفاوندلاند كل الأراضي التي تجري عليها الأنهار التي تصب في الساحل الشرقي الممتد على المحيط الأطلسي.
★ تَصَفح أيضًا: نيو فاوندلاند.