الرئيسيةبحث

الكلية ( Kidney )



الكلية تزيل النفايات من الدم منتجة البول. ويسري البول عبر الحالب إلى المثانة ومنها إلى خارج الجسم عبر الإحليل. وإلى اليسار مقطع طولي للكلية.
الكُلْيَة عضو معقد التركيب في الإنسان وجميع الفقاريات الأخرى. وتؤدي الكليتان وظائف حيوية عديدة أهمها إفراز البول، ويُخَرّج هذا السائل النفايات المختلفة من الجسم. وإذا فشلت الكليتان في أداء الوظيفة فإن السموم تتراكم في الجسم وتؤدي إلى الوفاة في النهاية.

وتشبه الكُلَى الفاصوليا البُنِّية الأرجوانية، ويبلغ حجم الكُلْية نحو قبضة اليد عند الرجل البالغ، وتقع أسفل منتصف الظهر على جانبي العمود الفقري. وتقع الكلية اليمنى تحت الكبد، وهي أسفل قليلاً من الكلية اليسرى. ويُولد بعض الناس بكلية واحدة فقط، ولكنهم يعيشون حياة طبيعية.


كيف تفرز الكليتان البول:

تتكون الكُلْية البشرية من ثلاث طبقات. وهذه الطبقات على الترتيب هي القشرة على السطح الخارجي من العضو، واللُّب والحوض. ويسري الدم من الشريان الكٌُلْوي إلى اللُّب، ويتفرع الشريان الكُلْوي في القشرة واللُّب إلى شرايين أصغر فأصغر وينتهي كل واحد من هذه الشرايين بوحدة ترشيح للدم تُسمى الوحدة الكُلْويَّة. وتحتوي الكليتان السليمتان على ما يبلغ مجموعه نحو مليونين من الوحدات الكلوية، وهي ترشح نحو 190 لترًا من الدم يوميًا.

وتتكون الوحدة الكُلْوية من شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة، وهي الكُبَيْبَة التي تحيط بها محفظة بومان، وهي غشاء من طبقتين، ويفتح في النُبَيْب الملفف. ويدفع الضغط أغلب البلازما في الدم إلى داخل الكُبَيبَة ومحفظة بُومَان. أما السائل النبيبي الناتج ويحتوي على الماء والكيميائيات المذابة فيمر عندئذ في النُبَيْب المُلَفَّف. وأما الجزء الباقي من الدم في الكُبَيْبَة فهو يمر في أوعية صغيرة تسمى الشعيرات ؛ وهذه تحيط النُبَيْب الملفف. وأثناء سريان السائل النبيبي في داخل النُبْيَب فإن الخلايا في جدران النُبَيْب تمتص المواد التي يحتاج إليها الجسم. وتشمل هذه المواد الأحماض الأمينية والجلوكوز و99% من الماء، وهي عندئد تنضم إلى الدم في الشعيرات. وتعيد الشعيرات الدم إلى القلب عبر الوريد الكلوي.

أما المواد التي لا يمتصها الجسم في النُبَيْب فهي نفايات يعجز الجسم عن استخدامها. وتطرح خلايا الكلية بقية النفايات في السائل النبيبي. وتكوّن هذه النفايات المختلفة البول ؛ وهي تشمل النشادر واليوريا، وحمض اليُوريك، والماء الزائد. ويمر البول من النُبَيْبات المُلفَّفة إلى نُبَيْبَات جامعة أكبر ثم إلى طبقة الحوض في الكلية. ويحمل أنبوب يسمى الحالب البول من كل كلية إلى المثانة.

ويتجمع البول في المثانة حتى يخرج من الجسم خلال أنبوب آخر هو الإحْليل. وتفرز الكليتان السليمتان مايتراوح بين لتر ولترين من البول يوميًا.

الدم يدخل إلى الكلية عبر الشريان الكلوي. وينقسم الشريان الكلوي، في القشرة واللب، إلى أنابيب أصغر ينتهي كل أنبوب منها إلى وحدة ترشيح تسمى الوحدة الكلوية. وفي كل وحدة كلوية يتم ترشيح معظم محتويات الدم السائلة عبر الكبيبة إلى النبيب الملفف. وتمتص خلايا جدران النبيب المواد المطلوبة من السائل تاركًة النفايات التي تكوِّن البول.

وظائف أخرى للكليتين:

تُفْرز الكليتان ـ فضلاً عن البول ـ هورمونًا يسمى إِريتْروبُويتين وهو يتحكم في إنتاج خلايا الدم الحمراء ـ كما تحول الكليتان فيتامين د من صورة خاملة إلى صورة فعالة. والصورة الفعالة من هذا الفيتامين ضرورية من أجل النمو الطبيعي للعظام. وتساعد الكليتان ـ بالإضافة إلى ذلك ـ في المحافظة على ضغط الدم في الجسم بإفراز إنزيم يُسمى الرينين.

أمراض الكُلْية:

لو فُقدت إحدى الكليتين في حادث أو نتيحة لمرض فقد تتضخم الأخرى وتؤدي وظيفة الكليتين معًا. أما إذا فقدت أو تلفت كلتا الكليتين فإن النفايات تتراكم في الجسم وتسبب الموت.

وتأتي عدوى الكُلْية المسماة التهاب الكلية والحُويْضَة في المرتبة الأولى من أمراض الكُلى الشائعة. وتنشأ معظم الحالات من عدوى تزحف من المثانة إلى أعلى. ونادرًا مايؤدي التهاب الكلية والحَوَيْضَة إلى فشل الكلية إلا إذا حدثت مضاعفات من انسداد المسْلك البولي.

ويمكن أن تتلف الكليتان أيضًا بوساطة الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم لكي يُحارب البكتيريا أو الفيروسات في أماكن الجسم الأخرى.

وتؤدي أمثال هذه التفاعلات إلى التهاب الكُبَيْبة، ويسمى هذا النوع من الالتهاب التهاب كُبَيْبَات الكلى، وكان معروفًا في الماضي باسم مرض برايت.

وضغط الدم المرتفع بصورة مزمنة أو عنيفة يتلف الكلى تلفًا خطيرًا. وكذلك يفعل مرض السكَّري. وقد تؤدي الأكياس وحصوات الكلى والأورام إلى انسداد مجرى البول.

ويستطيع البول المحتبس أن يتلف الكُلى بوساطة مايسببه من الضغط عليها. أو يجوز أن يؤدي إلى التهاب الكلية والحوَيْضَة. وقد تنشأ اضطرابات الكلية أيضًا من التشوهات الخَلْقِيَّة أو الإصابات أو حوادث التسمم أو كتأثير جانبي لأدوية معينة.

إن كثيرًا من الذين فقدوا كُلاهم أو عانوا من تلف الكُلْى يظلون على قيد الحياة بوساطة آلة الدِيَال، وتتصل هذه الآلة بأنبوب في شريان في ذراع المريض، ويسري الدم في الآلة التي تَطْرَح النفايات، وتعيد آخر الدم إلى وريد في الذراع. وقد يحتاج المريض إلى الخضوع لهذه العملية المسماة دِيَال الدم لعدة ساعات ثلاث مرات في الأسبوع.

ويستطيع بعض المرضى أن يستخدموا الدِيَال البريتوني وهي عملية مستمرة لا تحتاج إلى الاتصال بالآلة. وفي هذه العملية يتم إفراغ وعاء من سائل الدِيَال في التجويف البطني للمريض من خلال أنبوب مُثبَّت بصورة دائمة، ويظل السائل هناك عدة ساعات، ليلتقط النفايات من تيار الدم ثم يُفرغ المريض السائل المستخدم عندئذ، ويستبدل به سائلاً جديدًا.

ويحصل بعض مرضى كُلْى آخرين على كلية سليمة بديلة عن الكلية المريضة بوساطة عملية زَرْع الكُلْية. ويحسن أن يكون العضو البديل مأخوذًا من شخص قريب وثيق القرابة لكي يوافق أنسجة المريض، ولكن أغلب الأعضاء البديلة قد تأتي من متبرعين لا قرابة لهم ماتوا في الحوادث أو نتيجة لأسباب أخرى. ويحاول جسم المريض دائمًا أن يرفض هذه الأعضاء الغريبة، إلا أن الأدوية الحديثة تستطيع عادة أن تسيطر على عملية الرفض وتنقذ الكلية المزروعة.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية