ونحو 73% من سكانها يعيشون في مناطق ريفية، كما أن 96% من مجموعهم من الروم الكاثوليك، والبقية يتبعون كنيسة أيرلندا.
تعد الإنجليزية لغة المخاطبة الرئيسية بين أهالي المقاطعة، أما الأيرلندية، فيتحدثونها في الأجزاء الغربية من هضبتي دنجل،إيفاراج، حيث يعيش ثمانية الآف من السكان. وقد كانت جزر بلاسكت مولدًا لكثير من الكتاب الأيرلنديين الذين كتبوا باللغة الأيرلندية من أمثال:- توماس أوكرومهتين وموريس أو سوليفان.
وتهتم مدينة ترالي بالمسرح الوطني الشعبي الأيرلندي، كما تعد مقاطعة كري مركزًا مهمًا لكرة القدم الأيرلندية.
لهذه المقاطعة دائرتان انتخابيتان، يمثل كل منهما ثلاثة أعضاء في مجلس النواب الوطني، كما أن مجلس المقاطعة ومقره مدينة ترالي هو الذي يقوم بأمور الحكومة المحلية. وهناك مجالس محلية أخرى في مدن كيلارني، ولستوول و ترالي.
يعمل في قطاع التصنيع واحد من بين كل ستة أشخاص عاملين في المقاطعة. والصناعات الثلاث الرئيسية هي: صناعة المواد الغذائية، وصناعة النسيج والملبوسات، والصناعات الهندسية. وتشكل صناعة منتجات الألبان الصناعة الأساسية في مدينة ترالي، كما تنتج المصانع أيضًا شرائح لحم الخنزير المملح، والملابس، والمعدات الهندسية والإلكترونية، والمنسوجات، والمعادن الكهربائية، وتعتبر صناعة الطباعة من الصناعات المهمة في مقاطعة كري، وتتركز مصانع منتجات الألبان والإلكترونيات في مدينة لستوول، أما مصانع مدينة كيلارني، فإنها تنتج الرافعات، والخراطيم ومعدات الأمان.
يعمل نحو نصف سكان المقاطعة في قطاع الصناعات الخدمية. وتجارة الجملة والتجزئة، تعد من أهم الصناعات في هذا المجال، كما يعمل كثير من السكان في مجال التعليم والخدمات الصحية، وهناك كلية تقنية في ترالي. وتشمل الخدمات الأخرى: التمويل، والإدارة العامة والنقل.
تعد السياحة في مقاطعة كري أكثر أهمية من السياحة في المقاطعات الأيرلندية الأخرى، وذلك لمناظر كري الطبيعية الخلابة. وتعد مدينة كيلارني من المراكز السياحية المهمة التي جذبت إليها الكثير من السيّاح الأجانب، فحديقة المدينة الوطنية تشمل جزءًا من البحيرات المجاورة لها، وبها الجبال والغابات. وهناك مراكز سياحية أخرى على الساحل توجد في عدة مدن مثل: باليبيونيون وكاهرسيفني ومدينة دنجل، وكنمير، وترالي، ووترفيل.
وهناك مهرجان سنوي للزهور يقام في مدينة ترالي وفي مدينة كيلورجلن وكلاهما يجذبان العديد من السكان والزوار. وتوجد مراكز لصيد الأسماك أيضًا، خاصة في كاستلجريجوري، ودنجل، وفنت، وفالينسيا. كما تحوي الأجزاء المرتفعة من مقاطعة كري غابات كثيرة، تستغل تجاريًا، فيستعمل الخث في تدفئة المنازل. وهناك محطة وقود حرارية في مدينة تاربرت على مصب نهر شانون.
توجد في المقاطعة عدة طرق رئيسية، كالطريق N21 (ن 21) الذي يربط مدينة ترالي بلمريك، كما أن طريق N22 (ن 22) يربطها بمدينة كورك. وهناك عبَّارة تعمل على نهر شانون بين مدينتي تاربرت وكليمر، أما الخط الحديدي فإنه يربط بين ترالي و كيلارني وبين خط دبلن ـ كورك في مالو. ولمقاطعة كري مطار جوي يقع في مدينة فرانفير، وميناء المقاطعة البحري في فينت.
نهر كنمير مدخل طويل للبحر في جنوبي كري. والمنظر عبر النهر وفي الخلف جبال كاها. |
أراضي كري الجنوبية أراض جبلية وعرة، وهضبة دنجل تتكون من صخور رملية صلبة، وتصل إلى ذروة ارتفاعها قرب مدينة كيلارني، الواقعة في منطقة تشمل أعلى جبال أيرلندا، جبل كارونتوهيل 1,041م فوق سطح البحر. وقد أدى ذوبان الجليد على قمم تلك الجبال إلى تعرية الصخور، وإلى ظهور قمم صخرية وعرة، ووديان عميقة، وبحيرات كثيرة. أما الهضاب الجبلية في دنجل، وإيفراغ، وبيرا فتمتد حتى داخل مياه المحيط الأطلسي. وتوجد بين هذه الهضاب مداخل خليج دنجل، ونهر كنمير، الممتدة إلى البحر ويصل فالينسيا أكبر الجزر باليابسة، وهناك جزر صغيرة بارزة مثل: جزر بلاسكت، وسكيليج.
وبالرغم من أنه يُظن أن مقاطعة كري مقاطعة جبلية، إلا أن المنطقة الشمالية منها أراض منخفضة تبدأ في الارتفاع تدريجيًا نحو الهضبة المنخفضة. أما المنطقة المسماة برأس كري، فمكونة من حجارة رملية جيرية ورملية، وعلى الحد الجنوبي لهذه الأراضي المنخفضة تقع بحيرات كيلارني. وهناك نهران يصبان في خليج دنجل هما: نهر لوني، ونهر مين، أما نهر فيل في الشمال، فينحدر إلى مصب نهر شانون.
تعد منطقة جنوبي وغربي مقاطعة كري من الناحية المناخية من أكثر المناطق اعتدالاً، حيث تكثر فيها الحشائش، وتزدهر بعض نباتات المناطق الدافئة، ويصل متوسط درجات الحرارة إلى 7°م في شهر يناير في المناطق الساحلية، وإلى 16°م في شهر يوليو، ويصل متوسط هطول الأمطار السنوي إلى 200 سم على الجبال العالية، وإلى أقل من 100 سم قرب مصب نهر شانون في الشمال. ويساعد مثل هذا الجو المعتدل على نمو النباتات في تلك المناطق.
خضعت أجزاء من مقاطعة كري أثناء القرن الثاني عشر الميلادي للسيطرة الأنجلو ـ نورمندية، خاصة سيطرة عائلة الفيتزجرالد، وبدأ الإنجليز في الثمانينيات من القرن التاسع عشر الميلادي يوزعون بعض أراضي المقاطعة للمستوطنين كجزء من مزارع منستر الواسعة، ونتج عن ذلك أن ارتحلت بعض الأسر الأيرلندية التي فقدت أراضيها إلى داخل المقاطعة، بادئة بذلك التطور الكبير الذي شمل المدن والبلدان هناك. فقد عاش دانيال أوكونل ـ الزعيم الكاثوليكي ـ في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي في إحدى تلك المدن، وبالتحديد في درينين، قرب ووترفيل، حيث صار مسكنه الأول مشهدًا تاريخيًا قوميًا، وقد عانت مقاطعة كري معاناة شديدة أيام المجاعة الكبرى التي حدثت في الأربعينيات من القرن التاسع عشر الميلادي.