الرئيسيةبحث

نسبة الذكاء ( Intelligence quotient )



نِسْبَة الذّكاءأو حاصل الذكاء تعبير يُستخدم للدلالة على ذكاء الشخص. وتُبنى نسبة ذكاء الشخص على أساس مقارنة درجاته في اختبار ذكاء بدرجات الآخرين في الاختبار نفسه.

اختبار الذكاء:

يستخدم المربّون وعلماء النفس اختبار الذكاء من أجل تحديد العمر العقلي للشخص، وهو مستوى الفهم والأداء الذي يصله الشخص. ويتألف هذا الاختبار من سلسلة من المهام العقلية مرتبة حسب تسلسل صعوبتها. وتشمل معظم اختبارات الذكاء مهمات تتعلق بالذاكرة، والتعليل، والتعريفات، والقدرة الحسابية، واستدعاء الحقائق.

وقد توصل علماء النفس إلى تحديد العمر الذي عنده يستطيع معظم الناس أن يُجيبوا إجابة صحيحة عن كل سؤال في اختبار الذكاء. ولنفرض أن طفلاً في العاشرة طُلب منه أن يُعرّف كلمات معينة، وأن يبين علاقات الكلمات والأفكار، وأن يحل مسائل حسابية سهلة، وأن يتذكر حقائق معينة. هذا الطفل سوف يحاول بقدر الإمكان إنجاز هذه المهام. فإذا أدى المهام المتوقعة من ابن تسع سنوات، ولم يستطع انجاز المهام المتوقعة من ابن عشر سنوات، يكون عمره العقلي تسع سنوات. ★ تَصَفح: الاختبار.

حساب نسبة الذكاء:

لا يمكن تحديد ذكاء الشخص من خلال العمر العقلي وحده. فالطفل الذي عمره 6 سنوات، وعمره العقلي 8 سنوات، يُعد أكثر ذكاء من طفل عمره 10 سنوات، وله من العمر العقلي 8 سنوات أيضًا.

ويقسم اختبار نسبة الذكاء الأصلي العمر العقلي على سنوات العمر، ثم يضرب النتيجة في مائة ليتجنب الكسور. وهكذا فإن ابن أربع سنوات، ذا العمر العقلي 6 سنوات، يحرز نسبة ذكاء (6÷4)×100، أي 150. وطفل عمره 10 سنوات وعمره العقلي 8، تكون نسبة ذكائه (8÷10)×100 أي 80. وفي معظم اختبارات نسبة الذكاء، تعد المائة درجة متوسطة بالنسبة لمستوى عمر الشخص.

ومنذ عام 1960م، أخذت كل اختبارات نسبة الذكاء، تخصص قيمة (100) لمتوسط درجات المفحوصين. وبعدها يحدد الفاحصون قيمًا فوق (100) أو تحتها للدرجات الأخرى، حسبما تكون النتيجة، ارتفاعًا أو انخفاضًا، بالنسبة للمتوسط. فالذكاء يتطور بمعدلات بطيئة بعد البلوغ، وهكذا يستخدم الفاحصون هذه الطريقة لتحديد نسبة الذكاء عند البالغين.

استعمالات اختبارات نسبة الذكاء:

يستخدم المعلمون في بعض البلدان اختبارات نسبة الذكاء لتساعدهم في تقدير تقدُّم الأطفال وفق ما تسمح به قدراتهم. فإذا سجّل الطفل نقاطًا عالية في اختبار نسبة الذكاء، ولكنه ضعيف الأداء في صفِّه، فقد يحاول المعلم أن يجزئ مهمات التعلم، إلى وحدات أصغر، أو أكثر ألفة. وبهذه المساعدة، يمكن للطفل أن يتقدم بشكل أسرع. ويمكن لاختبارات نسبة الذكاء أيضًا، أن تقدم وسيلة لتجميع الأفراد على أساس تماثل قدراتهم. وعندها يمكن أن يتم تكييف التعليم في الصف ليناسب كل مجموعة من التلاميذ. وتستخدم بعض السلطات المدرسية درجات نسبة الذكاء في تحديد ما إذا كان ينبغي السماح للطالب أن يأخذ مقررات أو برامج خاصة.

مشكلات اختبار الذكاء:

عند تصميم اختبار ذكاء، يحاول العلماء أن يستخدموا أسئلة حول موضوعات سبق لكل متقدم للاختبار أن تعرض لها بقدر متساو. ولكن يصعب أداء مثل هذا العمل بإتقان، ونتيجة لذلك، يتولى كل اختبار ذكاء قياس خبرة معينة إلى حد ما. فالطفل، الذي يتكلم الإنجليزية مثلاً، يحتمل أن يحرز درجات في اختبار مكتوب بالإنجليزية، أعلى مما يحرز طفل ظل يتكلم الأسبانية، إلى أن بدأ يتعلم الإنجليزية في المدرسة. وعلى نحو مماثل ينتظر من طفل اعتادت أسرته القراءة والسفر، أن يسجل درجات أعلى من درجات طفل يفتقر إلى هذه الخبرات.

إن الحياة المنزلية والمدرسية التي تشجع التعلم تتيح للطفل مع تدرجه في العمر، أن يسجل درجات أعلى في اختبار نسبة الذكاء. ومن جهة أخرى، ينتظر من الفتيان المحرومين الذين يذهبون إلى مدرسة متدنية المستوى، أن يسجلوا درجات أدنى على مر السنين. ويمكن أن يعكس انخفاض درجاتهم افتقارهم إلى عدة خبرات أحرزها غيرهم من الأطفال. وكذلك ربما سجل أطفال درجات منخفضة بسبب سوء التغذية خلال سنوات عمرهم المبكرة.وهكذا تعتمد نسبة الذكاء على الوراثة والبيئة معًا.

وقد حاول أناس تصميم اختبارات عادلة ثقافيًا أو خالية من تأثيرات ثقافية. وتحتوي هذه الاختبارات على أفكار ورموز وكلمات فقط، يعرفها الأشخاص ذوو الخلفيات المختلفة. وهي تسمى أحيانًا الاختبارات غير الشفهية (بغير كلمات) لتقابل الاختبارات الشفهية التي تستخدم الكلمات. وبعض هذه الأنواع من الاختبارات يستخدم فقط صورًا وجداول يمكن أن يفهمها أبناء ثقافات مختلفة.

ودرجات نسبة الذكاء لا تتغير من سنة لأخرى عند معظم الناس. وإن كانت درجات بعض الأفراد يمكن أن تتغير من اختبار لآخر. وقد يسجل الناس حين يقدمون على اختبار وهم في حالة جيدة ومريحة ويشعرون بالثقة، درجات أعلى نوعًا ما، مما يسجلونه لو كانوا يشعرون بالمرض أو التعب.

ويعارض بعض المربين وعلماء النفس استخدام نسبة الذكاء لتقسيم الطلاب إلى مجموعات. ويخشى هؤلاء الخبراء، أن يميل الأستاذ إلى معاملة الطفل وفقًا لتصنيف مجموعته. فالأطفال المصنفون بمستوى بطيء قد يظنون أنه ينتظر منهم أن يتعلموا ببطء، ويفعلوا ذلك حتى لو كان في مقدورهم أن يتقدموا على نحو أسرع.

نبذة تاريخية:

طور عالما نفس فرنسيان، هما ألفرد بينيه، وتيودور سيمون، أول اختبارات ذكاء حديثة عام 1905م. وفي الاختبارات اللاحقة، أدخل بينيه وسيمون فكرة قياس العمر العقلي. وأرادا أن يفصلا الأطفال الذين يحتمل أن يواجهوا صعوبة في التحصيل المدرسي، عن الأطفال المحتمل نجاحهم. وتفحص بينيه دقة الاختبارات في إطار الأداء الفعلي للطلاب في الصفوف. وبعد ذلك أسقط أو راجع تلك الأجزاء من الاختبارات التي أظهر فيها العمل المدرسي للفرد مقدرة أفضل أو أضعف مما دلت عليه درجات الاختبار.

ومنذ ذلك الحين جرى تبني هذه الاختبارات على نطاق واسع في بلدان عديدة.

★ تَصَفح أيضًا: بينيه، ألفرد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية