علم النفس الصناعي ( Industrial psychology )
عِلْمُ النّفس الصِّناعي علم يختص بدراسة أحوال الناس أثناء العمل، ويُسمَّى أيضًا علم نفس الموظفين. وهناك فرع من علم النفس له علاقة وثيقة بهذا العلم يُسمى علم النفس التنظيمي. وقد قام علماء النفس الصناعيون بتقويم الفوارق بين العمال كما قوّموا الوظائف الفردية. ويسعى علماء النفس التنظيميون عموماً إلى فهم الكيفية التي يؤدي بها العمال أعمالهم في مؤسسة ما، وكيف تعمل المؤسسة في نطاق المجتمع.
والتمييز بين علم النفس الصناعي وعلم النفس التنظيمي ليس واضحًا على الدوام. ولهذا يُشار عادة إليهما معًا بعلم النفس الصناعي التنظيمي. ويعمل علماء النفس الصناعيون التنظيميون لحساب شركات الأعمال، والشركات الاستشارية والإدارات الحكومية والكليات والجامعات.
ويساعد علماء النفس الصناعيون والتنظيميون على حد سواء في تحديد سلم منصف للرواتب، على أساس المهارة والتعليم اللذين يتطلبهما أداء الوظيفة المعينة، وأي مخاطر تشكلها تلك الوظيفة بالنسبة للعامل. ويبحث علماء النفس الصناعيون والتنظيميون أيضَا أسباب وسبل تقليص الإصابات الناجمة عن العمل.
علماء النفس الصناعيون:
يساعد هؤلاء العلماء أصحاب الأعمال في الحصول على أفضل شخص يمكن أن يقوم بالوظيفة المعينة، ويقوِّمون طريقة أداء الوظيفة، ويُدرّبون الموظفين. ولكي يطور عالم النفس الصناعي نظامًا يجعل الفرد ملائمًا لوظيفة ما، يجب عليه أن يحدد أولاً المعرفة المتميزة، والمهارات، والقدرات التي تتطلبها. وبعد ذلك يضع عالم النفس الصناعي نظام اختيار لتقويم مؤهلات من يتقدم لشَغل الوظيفة. والهدف من مثل هذا النظام هو التنبؤ بالطريقة التي سيؤدي بها الموظف عمله عندما يتسلمه. وتشمل آليات الاختيار العامة المقابلات الشخصية، والخطابات المرجعية، ونماذج من العمل السابق الذي قام به الشخص الذي يتقدم للعمل الجديد، واختبارات الأهلية، والقابلية، والذكاء، والقدرات، والاهتمامات الشخصية.وعملية تطوير وسائل تقويم القدرة على أداء العمل هي واحدة من الوظائف الأساسية لعلم النفس الصناعي. وفي الغالب يضع علماء النفس مقاييس رقمية يستخدمونها في تقويم أداء الموظف. ولكي تصبح لمثل هذا النظام قيمة، يجب أن يكون دقيقًا إلى أقصى حد لكي يقيس الأداء ويقلِّل من فرص التحيز.
وبصورة عامة يطور علماء النفس الصناعيون برامج للتدريب، تهدف إلى تعرف احتياجات الموظف الفنية التي يجب توافرها في أداء عمله التي يمكن سدها بالتدريب. وتعالج هذه البرامج أيضًا تقويم فاعلية برامج التدريب. وقد تشمل الحاجة إلى التدريب سبلاً منها: 1- مساعدة الموظفين الجدد في التعود على المؤسسة. 2- تحديث القدرات الفنية الخاصة بالموظفين العاملين مع المؤسسة. 3- إعداد الموظفين للقيام بمسؤوليات جديدة. وتشمل التقنية التي تُستخدم في التدريب تقديم المحاضرات، والتدريب على أعمال مشابهة لتلك التي سيقوم بها الموظف، والتعليم بوساطة الحاسوب، والتكليف بأداء وظيفة مشابهة.
علماء النفس التنظيميون:
يكرس هؤلاء العلماء الكثير من الوقت لتحقيق رضاء العامل عن العمل الذي يقوم به. ويستقصي علماء النفس التنظيميون العوامل التي اتضح أنها تتعلق بالرضا عن العمل، ومن بينها إجمالي تحرك الموظف، وغيابه عن العمل، وعمره، وراتبه، ومسلكه حيال النقابات. ويدرس عالم النفس التنظيمي كذلك الدوافع. فهناك دلائل تشير إلى أن الدوافع والقدرات ضرورية لكي ينجح الموظفون في أداء أعمالهم. وهكذا نرى أن علماء النفس يطورون أنظمة للمكافأة على حسن الأداء، ويعيدون تنظيم الوظائف لتولد رغبة أكبر في أدائها وتحفيزًا لمن يقومون بها.والمسألة الأخرى التي تشكل اهتمامًا كبيرًا لعلماء النفس التنظيميين هي العوامل التي توجد القائد الفعّال. ويساعد علماء النفس في تعرف السِّمات الشخصية للقائد الجيِّد، وأنواع القادة الذين يجب اختيارهم ليشغلوا مناصب معينة.
ويساعد علماء النفس التنظيميون أيضًا على بلوغ الحد الأقصى للكفاءة، وذلك بإعادة رسم خطوط السلطة والاتصال في المؤسسة. وقد يعمل علماء النفس التنظيميون أيضًا على تحسين كفاءة أداء المؤسسة بمعالجة العوامل المادية مثل لوائح مواعيد العمل، والتخطيط، وتصميم المعدات والآلات، ومستويات درجات الحرارة، والضوء والضجيج.
★ تَصَفح أيضًا: الاختبار ؛ إدارة شؤون الموظفين.