الرئيسيةبحث

الهجين ( Hybrid )



إنتاج الذرة الشامية المهجنة. يعتبر معظم نبات الذرة الشامية المهجن من نتاج التزاوج من جانب واحد. وفي هذه العملية يتم إلزام نباتات ذرة مختارة بأن تتزاوج صناعيًا مع نباتات أخرى من نفس النوع. ويؤدي هذا الإجراء إلى إنتاج بذور متوالدة داخليًا. ثم يلقح نوعان من هذه النباتات المتوالدة داخليًا تلقيحًا صناعيًا، مما ينتج عنه بذور متزاوجة من جانب واحد.
الهجين النتاج أو الثمرة التي تأتي عن طريق التقاء أب وأم من أصناف أو سلالات أو أنواع مختلفة. ويحدث التهجين بطريقة طبيعية ويسهم في استمرارية مجموعة كبيرة من الكائنات الحية. ولكن مصطلح الهجين يستخدم غالباً للإشارة إلى المحاصيل ونباتات الزينة التي يقوم الإنسان على استيلادها وتربيتها.

تعد النباتات المهجّنة ذات أهمية كبيرة في الزراعة، فمعظم أنواع الذرة تنمو من بذور مهجنة. كما أنّ معظم الأصناف التجارية من بنجر السكر مهجنة أيضاً، وكذلك بعض أنواع الفصفصة والشعير والأرز والقمح. ومن الخضراوات المهجنة نجد كلاً من البركولي والكرنب والجزر والقرنبيط والبطيخ والبصل والفلفل واليقطين والطماطم. ومن الفاكهة المهجنة نجد العنب والكمثرى والبرقوق. وهناك أزهار أخرى كثيرة مهجنة تستخدم في تزيين البيوت والحدائق مثل أزهار آذريون الحدائق والأركيد وأزهار البطونية والورود وغيرها.

كما أنّ التهجين أيضاً يتم بين بعض الحيوانات التي يستولدها الإنسان. ولكن هذا التهجين الحيواني لم يلق نجاحاً تجاريًّا مثل التهجين في النبات. وفي معظم الحالات فإن آباء وأمهات الحيوانات المهجنة تكون من بين المجموعة الوراثية الكبيرة نفسها، وتسمى الفصيلة، ولكنها من جنس (تحت مجموعة من الفصيلة). وتشمل الحيوانات المهجّنة، البغال وهي نتاج إناث الخيل مع ذكور الحمير أو ذكور الخيل مع إناث الحمير، كما أن هناك حيوانات مهجنة تنتج من سلالات من الجاموس البري الأمريكي (الكتالو) والأبقار العادية.

النباتات والمحاصيل المهجّنة:

يقوم الناس بزراعة نباتات مهجّنة من أجل تحسين نوعية المزروعات وإنتاجيتها. ويذكر أن النباتات التي يتم اختيارها للإنتاج المهجن تتمتع بميزات وراثية يرغب المزارعون في انتقالها إلى الأجيال النباتية القادمة. فعلى سبيل المثال، قد يقاوم نوع من أنواع الذرة الآفات بدرجة أفضل من نوع آخر منه. ولكن النوع الثاني قد يكون أصلب عوداً في الطقس البارد من النوع الأول. ولذلك فإنّه عند مزج النوعين يستطيع المزارعون أن يحصلوا على بذور مهجّنة. وهذه البذور تتحول إلى نباتات تتمتع بالصفات الأصلية الموجودة في كُلٍّ من الوالدين. وعلى أيّ حال فإنّ البذور الناتجة من التهجين تنتج نباتات ذات نوعية مختلفة. بل إنّ بعض النباتات المهجّنة قد تكون عقيمة غير مخصبة (غير مثمرة). لذلك فإن المزارعين يقومون بزراعة بذور مهجّنة جديدة ـ كل عام للحفاظ على نوعية محاصيلهم.

والواقع أن معظم النباتات المزهرة تتضمن كُلاًّ من أعضاء التذكير والتأنيث، سواء وجدت هذه الأجزاء كلها في أزهار منفصلة أو في الزهرة نفسها. ويقوم بعض المزارعين باختيار بعض الأنواع لتكون بمثابة الذكور وليكون بعضها الآخر إناثا. ثم يقومون بصفة عامة بإبعاد الأجزاء المذكرة التي تنتج اللقاح عن النباتات التي سوف تعمل كإناث، وبذلك يمنعون النباتات من تلقيح أنفسها أو تلقيح إناث أخرى. وفي بعض الحالات يستخدم المزارعون نباتات مؤنثة تم استيلادها خصيصا لتنتج لقاحًا غير مخصّب. وفي هذه الحالة تظل النباتات المذكرة دون مساس.

وغالبًا ماتكون البذور المهجّنة الناتجة من تزاوج آباء وأمهات مختارة نتاجًا لعملية طويلة ومعقدة. وعلى سبيل المثال، فإنّ مزارعي الذرة الشامية يعملون أولاً على اختيار نباتات معينة من الذرة الشامية من النوع نفسه ليستولدوا هذه النباتات بالتلقيح الصناعي. وهذا الإجراء الذي يتم فيه استيلاد النباتات من نباتات قريبة منها تماما يطلق عليه التوالد الداخلي. وتتم زراعة البذور الناتجة عن التوالد الداخلي في النباتات. وهكذا تضطر النباتات التي تنمو من هذه البذور للتوالد الداخلي، وتستمر هذه العملية طوال أجيال عديدة حتى تصبح للنباتات خطوط وراثية صافية.

ويقوم المزارعون بعد ذلك بإحداث تزاوج بين نوعين من النباتات المتوالدة داخليًا. وبعدها يقومون بنزع زهور نبات الذرة الشامية المذكرة من النباتات المختارة كإناث، تاركين سنابل الذرة الشامية، أي زهور نبات الذرة المؤنثة لعملية التلقيح بوساطة نباتات الذكور المتوالدة داخليًا. وتنتج البذورُ الناتجة عن عملية التلقيح الصناعي نباتاتٍ مهجّنة حدث فيها تزاوج من جانب واحد (هجين آحادي التزاوج). وهذه النباتات تجمع بين المميزات الموروثة للنوعين المتولّدين داخليًا.

نبذة تاريخية:

قام البحاثة في علم التاريخ الطبيعي خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين بوصف كثير من أنواع النباتات المهجّنة. وفي عام 1922م، تم بيع بذور ذرة مهجّنة للمزارعين للمرة الأولى في التاريخ. وبحلول منتصف الأربعينيات من القرن العشرين كانت معظم نباتات الذرة المزروعة في المناطق الرئيسة لزراعة الذرة من الذرة المهجّنة.

★ تَصَفح أيضاً:الاستيلاد.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية