الرئيسيةبحث

تكية المرضى ( Hospice )


☰ جدول المحتويات


تكية المرضى نوع من بيوت الرعاية المتخصصة بالغرب وبعض البلاد الأخرى غير الإسلامية تُعنى بالأشخاص المشرفين على الموت. تهدف هذه البيوت لأن تتيح لهؤلاء الأشخاص الحصول على أفضل نوعية ممكنة من الحياة وأن يموتوا بكرامة. يقوم عمل التكية على ثلاث قواعد هي: السيطرة الجيدة على الألم وأعراض القلق الأخرى، وتوثيق العلاقة بين المريض والعاملين، وتقديم الدعم الكامل لعائلة المريض.

يستخدم العاملون بالتكية أحدث التقنيات العلاجية لرعاية المرضى، حيث يقدمون مهاراتهم الخاصة لرعاية المرضى المصابين بالسرطان، أو مرض نقص المناعة المكتسبة، وأمراض الشيخوخة، ورعاية الأشخاص الذين يعانون من علل جسدية مزمنة.

لا يعمل بالتكية أطباء وممرضون فقط، بل يعمل بها أيضًا قسيسون ومعالجون مهنيون ومتخصصو علاج طبيعي، وأخصائيون نفسيون، وباحثون اجتماعيون. كل هؤلاء العاملين وهبوا أنفسهم لرعاية المرضى. وكذلك يوجد مستشارون قانونيون للأشخاص الذين توفي أحد آبائهم ؛ لتقديم النصح لهم، ومساعدتهم بعد وفاة عائلهم المريض.

بدأ نشاط التكية في المملكة المتحدة حيث يوجد بها أكثر من 70 تكية، ويوجد أكثر من ذلك في بلدان أخرى. كانت تكية سانت كريستوفر أول تكية في جنوب شرقي لندن. وهي أول تكية حديثة تم إنشاؤها، تقوم بعمل وتنسيق أبحاث وطرق تدريس متقدمة في تقنيات الرعاية. مثال ذلك السيطرة على الأعراض ودعم المرضى وهيئة التدريس.

تطبق أكثر من 20 دولة فلسفة التكية، فيوجد في اليابان وسنغافورة، على سبيل المثال عدد قليل من المراكز التي تدار على نهج التكية، لرعاية المرضى المشرفين على الموت.

وفي عام 1986م أنشئت أول تكية للهند في بومباي وهي شانتي آفيندا أشرام وتعني السلام في غياب الألم، وتشمل خدماتها تدبير السكن لأفراد العائلة.

وبعض البلدان التي تبنت تقديم رعاية شبيهة برعاية التكية، ليس لديها وحدات بنيت خصيصًا لهذا الغرض ؛ ففي أجزاء من أستراليا كونت مستشفيات صغيرة يديرها أطباء عموميون، رابطة بين خدمات المستشفى وخدمات بيوت رعاية الأشخاص المشرفين على الموت. وفي بلدان أخرى، يعتنى بالأشخاص المنتظرين موتهم في منازلهم حيث يتلقون ومن يقومون برعايتهم دعمًا كاملاً سواء بالمنزل أو بالمراكز الخارجية، أو في أماكن خدمات المرضى المقيمين. وفي هولندا والسويد، تبحث السلطات سبل تطوير خدمات المرضى المنتظرين لحظة موتهم داخل المؤسسات الموجودة حاليًا، حيث يتلقى طلاب التمريض والطب دروسًا تعليمية عن احتياجات وطرق العناية بالأشخاص المشرفين على الموت ودعم أسرهم.

نبذة تاريخية:

في العصور الوسطى، كان الفقراء والمرضى والذين لا مأوى لهم من الناس يلجأون إلى أماكن يطلق عليها اسم تكيات. تدير الطوائف الدينية الكثير من هذه التكيات ؛ ليتمكن مَن هم في فقر مدقع من قضاء أيامهم الأخيرة فيها.

وفي منتصف القرن العشرين بدأت الحركة الحديثة للتكيات، أثناء عمل طبيبة بريطانية هي السيدة سيسلي سوندرز. وفي عام 1947م، قابلت سوندرز مريضًا بالسرطان مشرفًا على الموت، هذه المقابلة أدت بها إلى الإيمان بأن الموت معبر إلى حياة برزخية، وأن كل شخص له الحق في الموت بكرامة، وبدون ألم. كما أن من حق هذا الشخص أن يعامل كإنسان. وفي الخمسينيات من القرن العشرين عملت السيدة سيسلي في تكية سانت جوزيف، بلندن، وهي مركز الأشخاص المشرفين على الموت، تُدار بوساطة راهبات، فقامت بافتتاح تكية سانت كريستوفر في عام 1967م، ووضعت نموذجًا يحتذى به للحركة الحديثة للتكيات.

المصدر: الموسوعة العربية العالمية